| عزيزتـي الجزيرة
على ضفاف الانتظار.. وفوق دائرة الترقب المسكون بالقلق والتوتر والمثقل بتساؤلات الموقف الصاخب تقف جموع المعلمات أمام معادلات حركات النقل والتي كثيراً ما تأتي محفوفة بالعراقيل ومصحوبة بالحواجز لتضعهن في دائرة عدم التجاوز! والنتيجة معروفة سلفاً: لم ينجح أحد!
مشهد موسمي مألوف يتكرر فوق مسرح النقل مليء بالمصطلحات الموغلة في الإجحاف التي تغتال حماس المعلمة وتجهز على آمالها ونحن نعرف أن للنقل همومه العريضة ولغته المشحونة بالتساؤل والألم.
حقاً ينالك العجب حينما تسمع عن أحوال النقل لدى المعلمات وتطالع دوائره المفعمة بالحيرة!
ولنأخذ مثلاً مصطلح «البديلة»! وهو وتر مشروخ سئمت المعلمة الراغبة في النقل من سماع اسطواناته الرتيبة.. فالمعلمة المنقولة تظل أسيرة الانتظار حبيسة القلق حتى ظهور هذه البديلة في يوم ما.. كحلم صيفي عابر.. وتظل تفتش عن البديلة وكأنها تبحث عن الكلمة المفقودة في شبكة كلمات متقاطعة!
هكذا تبقى المعلمة تحت سقف نقل معلق.. «مع وقف التنفيذ»..آه من هاجس البديلة الذي لم يزل يبعثر مفردات النقل ويضع المعلمة على صفيح ساخن.. فهل تتحرك رئاسة تعليم البنات لتضع حداً لهذا العائق وتتجاوب مع أصوات معلماتها المليئة بالشكوى.. الأمل كبير في أن تقوم الرئاسة بمنعطف إيجابي أمام هذا الموقف الجائر الذي اعتاد زيارات موسمية.. فليس ثمة نقل لعدم وصول معشر البديلات..
ألا يمكن وضع مخارج أو حلول تريح أذهان المعلمات المنقولات وتخلص أولياء أمورهن من الحرج ومن التردد على مبنى شؤون المعلمات، وكما قلت في مقال سابق سيجد من موظفيها من لايفقه آداب الحوار أو يحس بمشاعر الآخرين ويعايش معاناتهم!!
عفواً إن نثرت مفردات التوغل في أعماق الموقف لكنني حقاً أتلمس آلام تلك الفئة وأجزم أن في رئاسة تعليم البنات مسؤولين يبذلون الوقت والجهد لقراءة هموم الميدان الأصيل مسهمين في حل معوقاته والإجابة على تساؤلاته..
نقطة أخرى جديرة بالإشارة وهي هذا التعتيم الذي يلف حركات النقل الخاصة بالمعلمات اللواتي يجهلن ضوابط النقل وأسس المفاضلة ومعايير تحقيق الرغبات!! لماذ لا يتم الإعلان عن حركات النقل في بيانات توزّع على المدارس مصحوبة بالمعلمات المنقولات وسنوات الخدمة حتى لا يهضم حق بعضهن. كم يكون الألم كبيراً حينما تدرك المعلمة أنها الأحق بالنقل!
أيضاً ليت رئاسة تعليم البنات تضع حداً للنقل الذي يأتي من خلال بوابة «الندب» فهو نقل تحت غطاء الندب لمعلمات قد يجدن فرصة أو «فزعة» وبخاصة معلمات المناطق النائية تنتحب هذه المعلمة ولن يعارض أحد لأنها امتطت صهوة الندب من بينهن!!
عذراً.. أملنا كبير في رئاسة تعليم البنات التي لم تزل تبحث عن حركات نقل ناضجة ودقيقة ومسكونة بالإنصاف والموضوعية.. لسبب بسيط هو أن المعلمة قد تكون غير قادرة على إيصال صوتها عندما يهضم حقها في النقل عكس المعلم الذي يأتي إلى المسؤولين عن حركة النقل ويناقش ويتساءل..
وقفة:
يلحظ تباين أنصبة المعلمات من الحصص بين مدرسة وأخرى وبين تخصص وآخر!!
فمنهن المثقلة بركام الحصص والمسترخية بثلاث أو أربع حصص!!
ألا يمكن إعادة قراءة التوزيع ومراجعة الضوابط لتحقيق عنصر التوازن والإنصاف في مجتمع المعلمات.
اعتقد أن مكاتب الإشراف النسائية قادرة على ممارسة دور فاعل ومؤثر في هذا الجانب..
تساؤل:
إلى متى تظل المعلمة القديمة أو المخضرمة هي المستأثرة المستحوذة على آفاق الترشيح.. لتنالها عين الرضا والمراعاة مع قلة الأعباء المدرسية التي تناط بها.. بينما يثقل كاهل المعلمة الجديدة التي تشتعل حماساً؟
إضاءة:
يجب أن يدرك المسؤولون عن حركات النقل الخاصة بالمعلمين والمعلمات أثرها المعنوي في نفوس آل التدريس، فهي ذات أبعاد نفسية بحتة ومن ثم تؤثر في عطائهم وليس من مصلحة الميدان وجود ثغرات أو معوقات في ملامحها.
شكر:
تحية للأخ هاجد عندما يبرز عبر رسومه الكاريكاتيرية هموم المجتمع المدرسي ويقف مع أهل التربية، أعني المعلمين والمعلمات في رحلتهم المباركة مع التدريس مشاركاً في تقديم آمالهم.. في الجزيرة عدد 10542 حول إجازة المعلمين.. والعدد 10543 حول نقل المعلمات.. أجد أخي الكريم هاجد قد لمس وتر الإنصاف ونسج خيوط الواقع.
محمد بن عبدالعزيز الموسى - بريدة
|
|
|
|
|