| منوعـات
* عن حرفة التسول ، وهي مشكلة بلينا بها في بلادنا، حيث أصبحت حرفة، حتى إن مواقع بعينها أصبحت تباع بين مزاولي الشحاذة بالألوف من الريالات، ذلك أنها تدر يومياً دخلاً مجزياً، ، ولم نستطع حتى اليوم أن نتغلب عليها، برغم ما تطرح الصحافة عبر الأيام، عن مشاكل التسول، وأنها مشكلة ضارة بالبلد وتشويه لأي موقع ينتشر فيه محترفو هذه المهنة الشاذة، !
* يقول الكاتب الأستاذ محمد عمر توفيق رحمه الله: كان في حجم الباب الضخم، ، ومد يد الشحاذة إلى إنسان ما، فسأله عما إذا كان يرغب أن يعمل ولا يشحذ، فقال نعم،
ويمض حديث الكاتب، بأن سائل المتسول بعث به إلى مرفق حكومي، ، وبعد يومين رآه خارج ذلك المرفق، يمد يده للناس ، فسأله عما أعاده إلى ما كان يمارس، فقال:« إن العمل متعب، وأنهم خصصوا له أجراً يومياً يقل عن محصوله من الشحاذة»،
* هكذا الحال المزرية، تدفع بصاحبها إلى المهانة، للإقبال على الذي هو أدنى، وترك الذي هو خير، فتبلد الحس والانحراف النفسي، يدفع صاحبه إلى إيثار مسلك اليد السفلى بدل اليد العليا! إنها ضآلة نفس، تروم الدون بدل الأعلى، !
* وكما يقول الكاتب إن ثمة أناساً في البيوت والزوايا والأربطة، بعيدون عن أعين الناس، صابرون محتسبون، قليل الذين يتفقدونهم ويبحثون عنهم،
* ويورد الأستاذ توفيق في ص «31» ما أسماه بخل الشاعر أبي العتاهية، ، ويعقب الكاتب أن هذه الرؤية أو القصة لا تخلو من لؤم، إلا أنها تؤكد سلامة النظر عنده إلى حد كبير»، ! إن الذين يذمون الأموات، ينبغي عليهم أن يقرءوا قول أبي العلاء:
لا تظلموا الموتى وإن طال المدى
إن أخاف عليكم أن تلتقوا |
* ويتحدث الكاتب، تحت عنوان مصلحتنا ، ص «33» عن أمريكي كان على الطائرة، في رحلة من فرانكفورد إلى الظهران، والأستاذ توفيق أحد ركابها، فيذكر أن ذلك الأمريكي مكث في الظهران أحد عشر عاماً، ومع ذلك لا يعرف من اللغة العربية إلا أقل من بضع كلمات، ويعقب بقوله: إن أي إنسان يقيم في جماعة من الناس سيتعلم لغتهم بحكم العشرة وسيتقنها »، وأقول لا لزوم لسين الاستقبال ، ويكفي أن يقال: يتعلم لغتهم ويتقنها ، وليس غريباً أن هذا الأمريكي لا يعرف العربية، ذلك ان الإنسان يقبل على ما يحب ويريد، !
وقد أكد الاستاذ توفيق ذلك في قوله:غير إن الاختلاط، أو تعلم اللغة، لا يكون عادة إلا مع الشعور بالضرورة التي تسوق أحدنا قهراً إلى أن يتعلم تلك اللغة»،
* ويعقب الكاتب على هذه الحال بقوله: ومثل هذا الشعور أي الإقبال في تعلم العربية من قبل أمريكي ، لا جود له في منطقة أرامكو، ، وأخشى ألا يكون الأمر خاصًا للكلام»، ! ولعلّي اقول إن من حول هذا الأمريكي يومئذٍ يتكلم معه بلغته الانكليزية، وإن أبناءنا في الأرامكو السعودية، أكثر كلامهم بالانكليزية، لأنها أصبحت حياتهم وعملهم وتوجههم وهدف العمل، !
* يقول الكاتب: ربما كانت القيود نفسها في الشركة بغير لغتنا، خلافا للأوامر الصادرة منذ سنين كما قالت الزميلة عكاظ، ولذا كانت الرقابة والعقوبة حماية لابد منها لتنفيذ الأوامر، فإن وزارة التجارة ستمارس ولا شك هذه الحماية بأسلوب حازم يصحح الوضع المخالف»،
* ولعلي أقول في غير تحفظ إن وزارة التجارة بعيدة عن ممارسة واجبها في هذا الصدد، بدليل أن كثيراً من المؤسسات العربية و الفنادق ، حينما تكتب إليها بالعربية، ترد عليك بالانكليزية، ، وقد مرت بي تجربة مع أحد الهوتيلات ، وكتبت لفرع وزارة التجارة بجدة استنكر هذه الممارسة، وتوقعت أن أتلقى رداً، وصورة من رسالة منها إلى ذلك الفندق فيها لوم، ولكن أملي خاب في ذلك التوقع، وهذا الموضوع، مر عليه نحو عشرة أشهر، ولو كان الأستاذ توفيق حيّاً، لقلت له ذلك العنوان الذي كانت البلاد تكتب تحته كلمات، تحمل معنى غير الواقع، وهو: في المشمش، !
* وأقول إن التكلم باللغة حاجة ورغبة ، قبل كل شيء، وهذا الأمريكي الذي لم يلتفت إلى العربية، وجد من يتحدث معه بلغته، وهو فخور بذلك، وهو ليس مطالباً بتعلم لغة لا تعنيه في شيء، !
* ونحن العرب، في مهد العربية، إذا كنا نغار على لغتنا، فلنعمل على ما يقويها في كل شؤون حياتنا، وخاصة عند دارسينا، وألا نوظف إلا من يتقنها، وأن نشدد في النجح فيها، ولكنا حتى الآن نقول ولا نفعل، فكيف نطالب أمريكياً أن يتعلم لغة لا تهمه؟
* لغتنا حماتها أهلوها، إذا شاءوا أن تجدوا في سبيلها، لتكون الأساس في حياتنا كلها، ولا أقول: لغة الدنيا بأسرها، لأن دون ذلك خرط القتاد !
|
|
|
|
|