نجري ولا ندري مايخفي لنا القدرُ
وماذا ينفع فينا الحرص والحذر
أيامنا سُككٌ والوقتُ قاطرةٌ
يحلو لنا عبرها الترحالُ والسفرُ
نسعى وراءَ المنى نستسقي غيمتَها
فربما هلَّ منها صوبَنا، مطرُ
فتستحيلُ بقايا اليأس في دَمِنا
مخضرّةً والرجا في الروحِ يزدهرُ
نهوى الحياةَ سروراً دائماً أبداً
ونستشيط إذا ما زارنا الكدرُ
هيَ الحياةُ سجال نحنُ ندخلُهُ
حيثُ الحصيلةُ: مهزومٌ ومنتصرُ
ندقُّ باباً فيقسُو في إجابتهِ
ونرجو باباً فيقصيَنا ويعتذرُ
ونحسبُ الدهرَ ممتداً بلا أمدٍ
من فرطِ ما قد سرى في روحِنا الخدرُ
نسقي البذورَ بما سالتْ جوانحُنا
ويُجنى عكسَ ما قد يؤملُ الثمَرُ
أنظارنا صوب أفق الأنس شاخصةٌ
وما يعود سوى بالحسرة النظر
إنّا كَبِرْنَا ولكنْ فينا معتقدٌ
أنَّ الصغارَ صغارٌ حتى إن كَبِروا
ما زلنا نلعب في أحلى مسارحنا
مؤمِّلين بأنْ يبقى لنا العمرُ
فكذَّب الموتُ ما كنَّا ادعيناهُ من
طولِ الأناةِ، وما أجدتْ بنا العِبَرُ
فمنَّا من مات واغتيلتْ بشاشته
ومنَّا من لم يزلْ للموت ينتظرُ
يا موتُ كنت عنيفاً حينَ جئتَ لنا
ياموتُ فارفقْ بنا فإنَّنا بشرُ