| مقـالات
نحن المسلمين.. يجب أن نفتخر بدستورنا في هذه الحياة.. القرآن الكريم.. فهو ما ترك شيئاً إلا دلَّنا عليه.. دلَّنا على الخير وأمرنا بالأخذ به.. ودلَّنا على الشر وحذَّرنا منه.. ولو أخذنا منه آية واحدة.. لوجدناها تشير إلى كثير مما سقطنا فيه واستمرأناه. وصار وبالاً على حياتنا وعلينا.. نحن نشتكي من الغش ومن الخداع ومن التدليس في البيوع.. ومن المماطلة في تسديد الديون ومن تحميل النفوس ما لا تطيق.. نحن نبالغ في ولائم الأعراس ونحاول تقليد الآخرين.. وقد أصيب متوسط الدخل بعدوى رفيع الدخل حتى غرق في الديون.. حتى الذي لا يملك إلا ما يسيِّر حياته وأولاده يحاول إرضاء «الجالسة» في بيته تأمر وتنهى وتولول لسوء حظه وحظها فيذهب يستدين ليكون مثل آل فلان وآل فلان.. ومن الغريب أننا ندرك فداحة مثل هذه النظرة وهذا التفكير.. لكننا نصر على الوقوع في الفخ المؤلم.. نحن لم نعد نتحمل تصرفات الأقارب والأصدقاء لذلك فنحن نتجاهل حقوق الرحم.. ومودة الأصدقاء.. وحقوق الأبوين.. نحن أحياناً نجهل الدين الذي ندين به فنبالغ في تفسير أخطاء الناس بما هو فوق الواقع فنظلم أنفسنا ونظلم الناس.. نتغاضى عن كثير مما يحصل في بيوتنا لئلا نجرح مشاعر الأولاد والبنات مع أن اللباس الضيِّق وما يظهر المفاتن ليس من أخلاق العربي، بله المسلم الذي يعرف دينه حقيقة ولا يفكر في شيء غيره.. نحن في الداخل غيرنا في الخارج، وأين المحرم. وأين الغيور، وأين الرقيب.. لا أحد. ليس منا من ليس فيه شيء مما يعارضه القرآن بآياته وسوره بتحذيراته. وبأوامراه. بنواهيه.. اقرأوا قوله تعالى.. «ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون». جاءتنا الأمم من بلدانها جائعة لتعمل.. وييسر لها الدخول والإقامة أيضاً.. لكنها جاءت معها بالغش والتدليس ووجدت أيضاً بعض الكفلاء ممن يشترط مبلغاً مقطوعاً في البقالة ومكان الصيانة، ومكان الحلاقة ومكان الخياطة. وليس عليه بعد ذلك من شرط. فوجدها العامل فرصة للتصرف كيف يشاء، وليس هناك من رقيب.. وحتى الجهات المستوردة للغذاء لا تهتم بما تستورد وما هي شروط الاستيراد.. وجاءتنا معلبات تحمل الأمراض.. وكثر التدليس والغش في البيوع والمداهنة.. ومع أن الآية السابقة أشارت إلى أن العقوبات التي وقعت إنما هي مستعجلة لعلهم يرجعون.. لكنهم يتمادون وصدق الله حيث يقول: «ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون».
|
|
|
|
|