| العالم اليوم
سنظل وغيرنا من الكتّاب نكرر القول بعد كل عملية استشهادية فلسطينية، وبعد مقتل إسرائيليين جدد بأن عمليات الاستشهاد الفلسطينية لن تتوقف ولن تكون عملية حيفا، كما عملية القدس وقبلهما عملية تل أبيب الأخيرة، فطالما الاحتلال الإسرائيلي يجثم فوق الأرض الفلسطينية وطالما الحق الفلسطيني مغتصب فإن لا أحد يستطيع أن يوقف الفلسطينيين من العمل لاسترجاع حقوقهم وتطهير الأرض من دنس الاحتلال.
وحدهم الإسرائيليون يستطيعون إيقاف عمليات الاستشهاد وكل أعمال العنف الأخرى بالاستجابة لحسابات العقل والمنطق، فالإسرائيليون مجتمعاً وقادة أحزاب وجنرالات حتى وإن طغت غطرسة القوة وعنجهية العنصر اليهودي على عقولهم الآن سيصل بهم الأمر إلى التسليم بالنتيجة الحتمية التي وصل إليها كل المحتلين، فقبل الاسرائسيليين لم يتوافق المحتلون الفرنسيون مع افرازات حرب التحرير الجزائرية فتسببوا في ازهاق أرواح الجزائريين وأرواح الفرنسيين معاً، كذلك كان حال العنصريين في جنوب افريقيا وقبلهم الايطاليون في ليبيا والبريطانيون في مستعمرات كثيرة، وفي النهاية الجميع رحل وترك الأرض لأصحابها.
الإسرائيليون أعطتهم الاتفاقيات من قرارات التقسيم إلى أوسلو أكثر من نصف الأرض الفلسطينية، إلا أنهم وبمساعدة القوى الدولية يريدون ابتلاع كل الأرض الفلسطينية احتلالاً واستعماراً استيطانياً، وهذا لا يمكن أن يستمر. وإذا كانت الجيوش العربية قد انهزمت في الحروب التي خاضتها ضد الآلة الحربية الإسرائيلية المدعمة بالقوة البريطانية والفرنسية في العقود الأولى، والقوة الأمريكية في العقود الثلاثة الأخيرة فإن الحرب الشعبية التي يشنها الفلسطينيون لن تتوقف إلا بتطهير الأرض وإنهاء الاحتلال. وتنوع أساليب الحرب الشعبية الفلسطينية من مواجهات بالحجارة إلى اقتحام وتنفيذ عمليات الاستشهاد سيجعل الإسرائيليين يصلون إلى نفس النتيجة التي يصل إليها الطغاة المحتلون... وحتى يصل الإسرائيليون إلى هذه النتيجة الحتمية سيسقط العديد من الإسرائيليين قتلى وجرحى ومعوقين بسبب غطرسة جنرالاتهم الذين تربوا على القتل وتشربوا ثقافة الحرب.
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|