| عزيزتـي الجزيرة
لقد اطلعت على كتاب «الصحافة في المدارس» للاستاذ محمد المنقري، والذي يأتي تأليفه لهذا الكتاب نتيجة لخبرته الطويلة في الميدان التعليمي وقد استطاع من خلال هذه الخبرة ان يخرج بنموذجين من مديري المدارس.
1 الاول لا يعبأ بالنشاط الطلابي ولا يوليه ادنى اهتمام لذا كانت المدرسة مناخاً مشوباً بطاقات مهدرة والعمل التعليمي التربوي فيها يسير على وتيرة مملة واذا وجد نشاط بسيط ففي توقيت ممل والمتابعون له والمستمعون اليه يقعون دائماً تحت سطوة العصا.
2 النوع الآخر كان حريصاً على أي عمل شكلي وظاهر، اما ما يعنى بالجوهر ويعمق المفاهيم فامر ثانوي وغير ذي جدوى!! بناءً على ذلك كان النشاط الرائع في نظره هو ما بقي على الجدران طويلاً او ابتهج به الزائرون، وهي بهجة غريبة ومزعجة أيضاً لأن الجميع على معرفة ودراية بأن كل ما يبدو امامهم لايد للطلاب أو المعلمين فيه لانه من انجازات محلات الخطاطين والرسامين، وقد رأى المؤلف ان التقدير ينصرف باتجاه الاعمال الشكلية كذلك أيضاً وجدت فئة من المعلمين على وعي متقدم بالنشاط المدرسي. باعتباره جزءاً لا يتجزأ من العملية التربوية ولكنهم يواجهون بعض العقبات والامكانيات التي تحول بينهم وبين معززات النشاط المدرسي. وتحدث في كتابه عن العلاقة بين المؤسسات التربوية والوسائل الاعلامية، وقال «ان الصحافة والاذاعة والتلفزيون وسائل اعلامية راقية استفادت منها التربية كثيرآً وقد رسخ مفهوماً جميلاً عن ما يربط التربية بالاعلام عندما قال ان العملية الاعلامية في بعض جوانبها عملية تربوية وان العملية التربوية في بعض جوانبها عملية اعلامية» كذلك تطرق الى الصراع الذي يبدو الآن بين وسائل الاعلام العامة والتربية يعود الى عدم استخدام الوسيلة الاعلامية داخل المؤسسة التربوية بشكل جيد ويرى انه لا فرق في وسائل الاعلام العام والاعلام المدرسي سوى في المستوى وليس في الوظيفة..
وقد تضمن الكتاب نشأة الصحافة ومتطلباتها، وذكر بعض الدول السباقة في نشأة الصحافة وعن اوائل الصحف التي صدرت في المملكة وتحدث عن الصحافة المدرسية واعتبر ان النشاط الطلابي أرض خصبة لممارسة الصحافة والاذاعة والرياضة والرحلات، وقد رصد عدداً من الاهداف التربوية المبتغاة في جماعة الصحافة واساليب تحقيقها وما ينبغي تحقيقه في مناهج اعداد المعلم في ضوء مطالب مجتمع الاعلام موجهة الى مؤسسات تأهيل المعلمين وحصرها في النقاط التالية:
1 ان تعمل مناهج اعداد المعلم على فهمه للادوار الاجتماعية والثقافية لوسائل الاعلام.
2 ان يكوّن المعلم مفهوماً واضحاً لامكانات الوسائل الاعلامية وخصائصها وطرق استخدامها في التربية والتعليم.
3 تنمية قدرة المعلم على التذوق الفني لوسائل الاعلام حتى يستطيع بدوره ان يساعد تلاميذه على اكتسابها.
4 تنمية قدرات المعلم على التفاعل الايجابي مع وسائل الاعلام في كافة الجوانب الثقافية والتعليمية والترويحية.
وتحدث أيضاً عن الصفات التي يجب توفرها في رائد جماعة الصحافة وإلى أنواع الصحف المدرسية وكل ماله علاقة في غرس الصحافة المدرسية في المدرسة.
والكتاب يقع في حجم متوسط تبلغ صفحاته مائة واربعاً وستين صفحة طبع سنة 1420ه، واجدها فرصة للاخوة العاملين في حقل التعليم ان يطلعوا على هذا الكتاب ليستفيدوا من تجربة رجل استطاع ان يلم بالجانب التربوي والاعلامي من خلال العمل في ميدانيهما.
والله الموفق والهادي الى سواء السبيل.
منصور إبراهيم محمد الدخيل
مكتب التربية العربي لدول الخليج
|
|
|
|
|