|
| ملحق الجوف
تقع منطقة الجوف في شمال المملكة العربية السعودية وتمتاز بعنصرين هامين من اهم عناصر الحياة هما وفرة المياه وعذوبتها وخصوبة التربة.
اهم مدن المنطقة:
سكاكا، القريات، دومة الجندل، طبرجل.
ومن القرى:
قارا، الطوير، صوير، الشويحطية، وغيرها.
تاريخ منطقة الجوف
هجرة:
اقدم ذكر مكتوب عن الجوف يعود الى ما بين الثامن والسابع قبل الميلاد في النصوص الاشورية وكانت تشير الى دومة الجندل باسم «ادوماتو» وتذكر هذه النصوص بعض الملكات اللواتي حكمن في دومة الجندل ومنها: «... تلخونو ملكة العرب استوليت منها على الف جمل وقد دب الذعر بقلبها وقلب خزائل من قتالي وغادروا خيامهم الى مدينة ادوماتو طلباً للنجاة وادوماتو التي تقع في الصحراء...».
كان هذا تقريرا متقطعا عن حملة احد قادة سنحريب حوالي 688 ق.م. على مدينة ادوماتو وكانت متحالفة مع مملكة قيدرا التي كان خزائل زعيمها.
وقد عثر ايضا على منحوتات حجرية في قصر الشمال للملك اشور بنيبال بنينوى بالعراق تبين تفاصيل المعركة التي جرت بين الاشوريين والعرب وموقع العرب في دومة الجندل. تبين المعركة انتصار الاشوريين، اما بعد هذا لم نجد اشياء مكتوبة عن تاريخ الجوف في العهد الفارسي.
وفي القرن الثالث الميلادي في عهد الملكة «زنوبيا» حاكمة تدمر النبطية ويبدو ان هذه الملكة غزت دومة الجندل ولم تستطع فتحها ثم اتجهت الى تيماء وكذلك لم تستطع فتحها فقالت مقولتها المشهورة «تمرد مارد وعز الأبلق».
وتظهر الاشارة مرة اخرى في القرن الخامس الميلادي عندما سيطر عليها الملك العربي «امرؤ القيس».
العصور الحجرية
* العصر الحجري القديم: اهم مواقع هذا العصر موقع الشويحطية وهو اقدم المواقع العالمية فقد اجريت حفائر اثرية وعثر على ادوات حجرية قدر عمرها بحوالي مليون وثلاثمائة الف سنة تقريبا.
* العصر الحجري الوسيط: بدأ هذا العصر منذ حوالي مائة الف سنة واستمر حتى بداية العصر الحديث.
* العصر الحجري الحديث: بدأ هذا العصر منذ حوالي ثمانية آلاف. ق.م. ويعتبر من اهم العصور الحجرية حيث استقر الانسان في المساكن الحجرية الدائرية بعد تأمين غذائه عن طريق اكتشاف الزراعة.
العصر الحديدي
عثر في المنطقة على ادوات تعود الى هذه الفترة مثل فوهات جرار فخارية بالاضافة الى ادوات من الحجر الصابوني وقناع على شكل وجه بشري يعتقد انه كان يستخدم في طقوس دينية او مناسبات خاصة.
انواع الكتابة والخطوط القديمة في الجوف:
اشتهرت المنطقة بالكتابات والنقوش القديمة منها ما كان بالخط المسند الشمالي الذي اشتهر منه الخط الثمودي ومنها ماكان بالخط النبطي. هذا وقد عثر على بعض الكتابات وخاصة على الجبال حيث وجدت في قارا ودومة الجندل.
احد النصوص الثمودية من قارا:
«ل أ ف ل ب ن ع س ن و ت ش و ق ف ك ت ب ه»
ترجمة النص:
«لأفل بن عسن وتشوق فكتبه»
اليونان والرومان:
عثر على بعض الاواني الفخارية وبعض العملات اليونانية والنبطية ومسرجة صغيرة للانارة بالاضافة الى بعض المواقع التي تعود الى هذه الفترة واهمها موقع الطوير.
موقع الطوير:
احد اهم المواقع الاثرية في منطقة الجوف، يقع على الطريق بين سكاكا وقارا والذي اجريت فيه حفرية اظهرت بعض الاواني الفخارية بعضها متكامل والبعض مكسر. ولقد عثر على فخار مشابه لها يعود الى القرن الاول قبل الميلاد من البتراء.
الفترة الإسلامية
عندما جاء الإسلام كانت دومة الجندل كغيرها من بلاد العرب تعيش في الجاهلية وقد ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا دومة الجندل في شهر ربيع الأول من السنة الخامسة للهجرة ولما علم أهلها بقدومه أصابهم الرعب وتفرقوا فعاد عليه الصلاة والسلام إلى المدينة المنورة وأما الغزوة الثانية لدومة الجندل فكانت في شهر شعبان من السنة السادسة للهجرة بقيادة عبدالرحمن بن عوف ومكث ثلاثة أيام يدعوهم إلى الإسلام فأسلم الأصبغ بن عمرو الكلبي فتزوج عبدالرحمن بن عوف تماضر ابنة الأصبغ وعاد إلى المدينة وتماضر هي «أم سلمة». أما الغزوة الثالثة فقد وقعت في السنة التاسعة للهجرة بقيادة خالد بن الوليد وانتصر على حاكمها الأكيدر بن عبدالملك وأخذه أسيراً وقتل أخاه وقدمه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم الأكيدر وصالح النبي عليه السلام على أرضه وكتب له ولأهل دومة الجندل كتاباً وهو:
« بسم الله الرحمن الرحيم.. هذا كتاب محمد رسول الله لأكيدر حين أجاب إلى الإسلام وخلع الانداد والأصنام ولأهل الدومة أن لنا الضاحية من الضحل والبور والمعامي واغفال الأرض والحلقة والسلاح والحافر والحصن ولكم الضامنة من النخل والمعين من المعمور لا تعدل سارحتكم ولا تعد فاردتكم ولا يحظر عليكم النبات.
تقيمون الصلاة وتؤتون الزكاة بحقها، عليكم بذلك عهد الله والميثاق لكم به الصدق والوفاء شهد الله ومن حضر من المسلمين».
وبعد ذلك انقطع ذكر دومة الجندل في المصادر الإسلامية وقد عثر على معثورات أثرية تعود إلى الفترة الإسلامية وهي عبارة عن كسر لفخار مزجج وكسر أساور وخواتم نسائية وبعض المواقع الأثرية ومن أهمها:
مسجد عمر:
يقع مسجد عمر في وسط مدينة دومة الجندل وتبرز أهمية هذا المسجد من كونه من أقدم المساجد الأثرية التي لم يتبدل تخطيطها.
المعالم الأثرية
قلعة مارد:
تقع في دومة الجندل علي تل مرتفع وتشرف على المدينة وهي حصن منيع أمام الأعداء وهي شبه دائرية الشكل لها أبراج مخروطية بنيت في أربع جهات وهي تحتوي على مبان من مراحل متعددة بعضها محكمة البناء تعود إلى عهود حضارية مزدهرة وبعضها مبان رديئة الأسلوب بمونة طينية تنسب إلى فترة متأخرة يعتقد أنها تعود إلى ما يقارب الثمانين سنة.
الرجاجيل:
تقع على مسافة عشرة كيلو مترات تقريباً إلى الجنوب الغربي من مدينة سكاكا وهي مجموعة من الأعمدة الحجرية المنتصبة في الأرض يتراوح ارتفاع الواحد منها ثلاثة أمتار تقريباً تتجه إلى الشرق والغرب مما يدل أن لها علاقة بطقس ديني أو بعبادة الشمس ويعود تاريخها تقريباً إلى الألف الرابع قبل الميلاد.
قلعة زعبل:
تقع على قمة جبل شمال سكاكا يشرف على الواحة الواقعة أدناه ويعتقد أنه مبني قبل 200 سنة سابقة ومن المرجح أنه بني على انقاض مبنى قائم قبل ذلك لأن بجوار هذه القلعة بئر سيسرا.
إثرة:
تقع بالقرب من القريات ويوجد بها آثار مبان وقصر يعود للعصر النبطي وعلى ما يبدو أنه استخدم في الفترة الغسانية ويدعى قصر محمد بن سلطان.
كاف:
تقع بالقرب من القريات بجوار جبل الصعيدي الذي بنيت عليه حامية لطريق الحجاج خلال العصر العباسي ويوجد في كاف قصر كبير ينسب بناؤه للشيخ النوري بن شعلان وقد بني في عام 1338 هجري من الحجر الرملي الضخم المهذب.
التراث الشعبي:
تزخر الجوف بكم هائل من التراث الشعبي وذلك لوجود عدد من الحرفيين في المنطقة ومن هذا التراث «دلال القهوة، النجر المصنوع من حجر دومة الجندل والمنفاخ، والمحماسة، والسجاد، ومشغولات الخوص، وأدوات الزراعة، والخوابي والجرار لتخزين وحفظ التمور والسوائل والعديد من الحلي والسكاكين والمشغولات الخشبية مثل الأبواب والأقفال والحلوس والأشدة والمياسم وغيرها مما يحتاجها الانسان في حياته اليومية وجميعها تصنع من المواد الأولية الموجودة في الطبيعة أصلاً أو من الخيل أو الأشجار الموجودة في بساتينهم».
|
|
|
|
|
