| الطبية
الدرن من الأمراض المعروفة منذ القدم وهو عدوى يصاب بها الإنسان عندما تتمكن جرثومة الدرن من التكاثر في أي جزء من أجزاء الجسم البشري. وكما هو معروف فإن الرئة هي أكثر أعضاء الجسم إصابة بعدوى الدرن ولكن الجرثومة قد تتمكن من التسرب من الرئة والوصول إلى عضو آخر... حيث تتمكن من التكاثر في هذا العضو وتتسبب في رد فعل أعضاء الجهاز المناعي لجسم الإنسان وعندها تظهرالتغيرات المرضية والتي تختلف باختلاف العضو المصاب وتجدر الإشارة إلى أن الدرن غير الرئوي يحدث بنسبة أقل بكثير من الدرن الرئوي وهذا عائد بشكل كبير إلى طريقة الإصابة بالعدوى والتي عادة تكون عن طريق الرذاذ التنفسي.
من أهم أنواع الدرن غير الرئوي :
أ الدرن غير الرئوي الدرن الشامل «الكلّي»: وهو حالة مرضية قد تكون خطيرة إذا لم تعالج بشكل سريع ومكثف وتنتج هذه الحالة بسبب تسرب جراثيم الدرن إلى الدم من المصدر الأساسي والذي عادة ما يكون الجهاز التنفسي ويترتب على هذا التسرب وصول جراثيم الدرن إلى جميع أعضاء الجسم والتي يصل إليها الدم وبعد وصولها تستمر الجراثيم في التكاثر في الأنسجة الحية لجسم الإنسان مسببة درجات مختلفة من التلف في الخلايا الحية لمختلف أعضاء الجسم بما فيها الرئة وعادة ما تصيب هذه الحالة المرضى الذين لا يكون جهازهم المناعي في حالة جيدة مثل مرضى السكر، الفشل الكلوي، مرضى السرطان والذين يستخدمون علاجات كيماوية مضادة للخلايا السرطانية.
الجدير بالذكر أن هذا الشكل من الدرن غير الرئوي نادر الحدوث وعلامات هذه الحالة هي تقريباً مماثلة لعلامات الأشكال الاخرى للدرن )حمى، هزال، نقص الوزن، فقدان الشهية( وقد لا تكون هذه الأعراض واضحة في البداية.
ب درن السحايا الدماغية: هو أيضاً من اشكال الدرن غير الرئوي المهمة جداً وخاصة في المناطق التي يكون فيها الدرن مرضاً مستوطناً كما هو الحال في الجزيرة العربية وأعرض هذا المرض تكون عادة ناتجة عن إصابة السحايا الدماغية بجراثيم الدرن وتتكون عادة من حمى، هزال، نقص في الوزن، صداع، تصلب في الرقبة، بالإضافة إلى أشكال مختلفة من ضعف بعض العضلات وخاصة في الوجه أو فقدان الإحساس نتيجة الضغط على بعض الأعصاب في مكان خروجها من الجهاز العصبي المركزي واختراقها للسحايا وعادة ما يتمكن الأطباء من تأكيد تشخيص هذه الحالة عن طريق أخذ عينة من السائل النخاعي وهو السائل المحيط بالدماغ والحبل الشوكي.
ج درن الغشاء البريتوني: هو نوع من أنواع الدرن غير الرئوي والذي ينتج بسبب وصول جراثيم الدرن إلى الغشاء البريتوني والتكاثر فيه والغشاء البريتوني هو الغشاء المبطن للأحشاء الموجودة داخل البطن وخاصة الأمعاء الدقيقة والغليظة واعراضه في العادة تكون حمى، هزال، نقص في الوزن، فقدان للشهية، وآلام مختلفة في البطن بالاضافة الى انه احيانا قد يكون بالامكان اكتشاف كتلة غير مؤلمة في البطن اثناء الفحص ويتم تأكيد التشخيص عن طريق الاشعة المقطعية للبطن بالاضافة الى اخذ عينة نسيجية من الغشاء البريتوني.
د درن الغدد الليمفاوية: هو في الواقع من أيسر أنواع الدرن غير الرئوي وينتج في العادة بسبب وصول جراثيم الدرن إلى عقدة أو عقد ليمفاوية وهي منتشرة في جسم الإنسان وتتكاثر فيها ويلاحظ المريض عادة ان العقدة الليمفاوية تبدأ بالتضخم ولكن بدون ألم وعادة ما يلاحظ المريض أيضاً الأعراض الاخرى مثل الحمى، الهزال، نقص الوزن وفقدان الشهية على مدى أسابيع، وأكثر العقد الليمفاوية موجودة في الرقبة ويتم تشخيص هذه الحالة عن طريق أخذ عينة نسيجية من العقدة الليمفاوية المتضخمة.
بالإضافة إلى أنواع الدرن غير الرئوي المذكورة أعلاه فهناك أنواع أخرى مثل درن الكلية، درن الخصية، درن العظام أو المفاصل، درن الأمعاء ودرن الجلد وهي أشكال نادرة الحدوث.
علاج الدرن غير الرئوي:
مشابه بشكل كبير لعلاج الدرن الرئوي من حيث نوع العلاجات أو مدة العلاج فيجب استخدام أكثر من علاج «عادة 3 4 علاجات» في أول شهرين ومن ثم تقليص العدد إلى علاجين مدة 4 7 أشهر وذلك لأن جرثومة الدرن لديها القدرة على تكوين مقاومة لمضاد الدرن إذا ما استخدم بشكل فردي لمدة من الزمن ومن هنا يأتي دور المريض وذلك في الالتزام بأخذ العلاج في مواعيده والمواظبة على مواعيد مراجعة الطبيب وعدم أخذ أي قرار بشأن إيقاف العلاجات بدون استشارة الطبيب المعالج.
وفي الختام تجدر الإشارة إلى أنه إذا ما تم تشخيص الدرن غير الرئوي أو الرئوي مرحلة مبكرة من المرض وتم البدء في العلاج فإن فرصة الشفاء من هذا الداء تكون عالية جداً بإذن الله.
د. عادل العثمان
استشاري الأمراض المعدية
مستشفى الملك فهد للحرس الوطني
|
|
|
|
|