| عزيزتـي الجزيرة
من البديهي ألا ندرك ماهو المعنى الحقيقي للإعاقة وذلك لأننا لم نضطر إلى معرفته حالياً ربما لأننا أشخاص عاديون أو لأن ذلك الأمر لا يهمنا لذلك لا ندرك ماهي الإعاقة وما يحتاج إليه الفرد المعاق من خدمات ولكن عندما تتقلب امامنا الأيام ونحتاج إلى ذلك الأمر نتيجة لفعل ما لابد أن نتألم ونتذوق طعم المرارة ونتمنى لو سنحت لنا فرصة لتبديل بعض النظم أو قدرة على تغيير بعض القوانين لتلائم احتياجاتنا كطبقة محرومة من بعض النعم لأننا لايمكن أن نحس بحجم الألم والمعاناة التي يتعرض لها من أصيب منا بإعاقة ما حتى وإن كان ذلك الفرد منا قريباً ومن المستحيل أن ندرك حجم الألم والمشاكل النفسية التي يقاسيها مع الإعاقة وتوابعها مهما طرقت الرحمة قلوبنا ومهما ظلت أبواب صدورنا لها مفتوحه..!!
فالإعاقة كابوس مرير يظل ملازماً للإنسان ما استمرت الحياة إلى أن يشاء الله شيئاً فالأمر له سبحانه من قبل ومن بعد لذلك لايمكن أن يعرف الإعاقة وفق ماتعنيه إلا من ابتلوا بأمر إلهي مقدر وستظل حساباتنا وتوقعاتنا مهما كانت جادة ومخلصة ستظل قاصرة وعاجزة عن الوصول إلى المشكلة بحد ذاتها أو تشخيصها تشخيصاً دقيقاً يتوافق مع معناها الحقيقي ولن نستطيع الوصول إلى ذلك إلا بالتجربة الشخصية لمثل هذه الأمور.
والحديث عن الإعاقة ومشاكلها ينقلنا إلى الخوض في واد مستقل وخاص بمجتمع آخر يجهله الكثير من الأشخاص العاديين إذاً من الواجب علينا انتقاء كوادر مؤهلة من المعاقين أنفسهم للقيام بخدمة اقرانهم كإدارة بعض المؤسسات الخاصة بالرعاية الاجتماعية وتخصيص نسبة من الوظائف للمعاقين بالدوائر الحكومية والأهلية ليسهل التعامل معهم وكذلك إعطاؤهم عضوية بمجلس الشورى لاستشارتهم بما يخص المعاقين وما يحتاجون إليه لأن من جرب الإعاقة ومآسيها يتألم أكثر ممن لم يجرب ذلك، والمعاقون أنفسهم قادرون على فهم معنى الإعاقة أكثر من الآخرين وبحول الله هم قادرون على فهم معاني الدستور الذي تستمد منه الدولة اغلب القوانين والنظم التشريعية الخاصة بها لأن اساسه تشريعات ربانية حكيمة يحتويها الكتاب الكريم وفيها أغلب ما نحتاج إليه من نظم تفوق القوانين الوضعية مهما كانت حدودها واضحة.
كم أتمنى أن يحظى المعاقون بمرونة أكثر وآمل أن يتفهم المجتمع احتياجاتهم الخاصة حيث تجبرهم الظروف على تحمل المشاق من أجل السعي والكفاح حتى الوصول إليها وفي أغلب الأحيان تقف العقبات أمامهم حاجزاً كبيراً.. وكبيراً جداً..!!!.
لآن الفرد الذي يعاني من مشاكل صحية تحد من تصرفه كالإعاقة أو المرض يكون بحاجة ماسة إلى مزايا أكثر رحمة سواء وظيفية أو اجتماعية بحتة.
وبما أن لكل شخص حريته الكاملة بالحياة وله شعوره أيضا وله ان يعيش حياته وفق ما يراه مناسباً له فعلينا نحن فقط توجيهه عندما يضل الطريق، وأن نحاول قدر جهدنا أرشاده إلى الطريق الصحيح عندما تتشابه أمامه الطرق والمرحلة الأولى تعتبر مهمة لأنه منها يتعلم كيف يعامله المجتمع ومنها تتضح أمامه معالم الطريق وإلى أين يسير وأي طريق يجب اتباعه عندما يريد أن يعبر جسر الحياة بحرية وامان بدلاً من السير بدروب ملتوية ومظلمة جداً.
آمل أن يحظى المعاقون باهتمام خاص أكثر وآمل أن تبرز الصحافة للمجتمع احتياجاتهم بشكل خاص وواضح. والله من وراء القصد، والسلام عليكم.
نايف المبارك العدوان
|
|
|
|
|