| المجتمـع
* الرياض فهد المطرفي:
قد لا يتنبه كثير من الناس للخطر الكبير الذي يحيط بهم بسبب جلوسهم مع المدخنين وهذا الخطر يأتي مما يسمى بالتدخين السلبي أو التدخين غير المباشر حيث يضطر غير المدخن إلى استنشاق الدخان من المدخنين حوله مما يتسبب لغير المدخنين بالعديد من الأمراض بعضها بشكل فوري مثل التهاب العيون والأنف والحلق وغيرها وبعضها تأثيرات بعيدة المدى مثل الاصابة بالسرطان وامراض القلب وقد يؤدي لاسمح الله إلى الموت وذلك بحسب الاحصائيات الدقيقة والتقارير الصادرة عن الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين حول هذا الموضوع:
المخاطر الصحية
حيث إن الدخان السلبي غير المباشر للتبغ عبارة عن مزيج من آلاف المواد الكيمائية، على الأقل 40 مادة منها موجودة في الدخان ثبت أنها تسبب السرطان، يحتوي دخان التبغ أيضاً على كميات كبيرة من أول أكسيد الكربون، وهو غاز يكبح قدرة الدم على حمل الأوكسجين لخلايا الجسم بما فيها الأعضاء الحيوية مثل القلب والمخ، بالإضافة إلى المواد الأخرى التي تؤدي إلى أمراض القلب والسكتة،
ووفقاً للتقرير الصادر عام 1977م عن وكالة حماية البيئة بكاليفورنيا، فإن معدل الوفيات المقدر بسبب التبغ بين غير المدخنين في كاليفورنيا يتراوح بين 147 إلى 251 حالة لكل مليون من عدد السكان، وإذا طبق المعدل نفسه على الاتحاد الأوروبي فسيكون حصيلة ذلك مامعدله سنوياً بين 000، 55 إلى 000، 94 ضحية سنوية بسبب التدخين السلبين غير المباشر، وفي الصين، سيتسبب المعدل نفسه في عدد وفيات مذهلة تتراوح بين 000، 185 إلى 000، 317 حالة وفاة سنوياً،
إن التعرض للتدخين السلبي غير المباشر يمكن أن يسبب كلا من التأثيرات الفورية والتأثيرات بعيدة المدى على صحة الإنسان:
التأثيرات الفورية تشمل التهاب العيون، والأنف، والحلق والرئتين، غير المدخنين، الذين لديهم حساسية بشكل عام للآثار السامة لدخان التبغ أكثر من المدخنين، قد يعانون من حالات الصداع والغثيان والدوار،
التدخين غير المباشر يفرض إجهاداً إضافياً على القلب ويؤثر على قدرة الجسم على امتصاص والاستفادة من الأوكسجين،
أما التأثير الصحي بعيد المدى من جراء التدخين السلبي غير المباشر فهو تزايد الإصابة بالسرطان وأمراض القلب بعد سنوات من التعرض للدخان،
أما بالنسبة لمن يعانون من نوبات الربو فإن دخان التبغ مع ذلك يمكن أن يسبب لهم خطراً فورياً بتحفيز وتفجير النوبات، غالبية مرضى الربو يعانون من أعراض تتراوح بين الضيق في التنفس إلى الاختناق الحاد بسبب التعرض لدخان المدخنين،
ضرره على الأطفال
قابلية الأطفال للإصابة بسبب التدخين غير المباشر مسألة مثيرة للقلق بشكل خاص، لأسباب طبية وأخلاقية معاً،
فرئات الأطفال صغيرة ونظامهم المناعي أقل نمواً مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة في الجهاز التنفسي والأذنين بتحفيز من الدخان غير المباشر للتبغ، ونظراً لأن أجسامهم أصغر ويتنفسون أسرع من الكبار، فإنهم يستنشقون المزيد من الكيماويات الفتاكة مقابل كل رطل من أوزانهم أكثر مما هو الحال بالنسبة للكبار في نفس الفترة الزمنية،
أخيراً ببساطة، الخيارات المتاحة للأطفال أقل من خيارات الكبار، فليس من المحتمل قدرة الأطفال على مغادرة غرفة للتدخين حتى وإن أرادوا ذلك: فالرضع، لا يستطيعون حتى الطلب، وبعض الأطفال قد يتحرجون من السؤال والبعض الآخر لا يسمح لهم بمغادرة المكان حتى وإن طلبوا ذلك،
بعض الدراسات
الدراسات المكثفة عن التأثيرات الصحية للتدخين السلبي على الأطفال توصلت للآتي:
التعرض لدخان التبغ يسبب زيادة في أمراض التهاب الشعب، وذات الرئة وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى،
يسبب كلا من الإصابة الحادة والمزمنة للأذن الوسطى، وقد قدرت وكالة حماية البيئة بكاليفورنيا عام 1997م أن هذا التأثير وحده أدى إلى 7، 0 إلى 6،1 مليون زيارة في السنة إلى الأطباء في الولايات المتحدة،
رجحت دراسة أجريت عام 1996م أن نسبة 13% من إصابات الأذن في الولايات المتحدة سببها التبغ،
فالتبغ يطلق نوبات الربو في الأطفال المصابين به، وقد استنتجت بعض السلطات أنه فعلياً يحث الربو عند الأصحاء،
قدرت وكالة حماية البيئة الأمريكية عام 1992م أن التعرض لدخان المدخنين يسبب في كل عام مابين 000، 8 إلى 000، 26 حالة جديدة من الربو بين الأطفال،
إن التعرض لدخان المدخنين يزيد بشكل جوهري من خطر حدوث «متلازمة الموت الفجائي عند الأطفال «slds» «sudden lnfant death syndrome» والمعروفة بالموت في المهد crib or» «cot death، وقد يعزى سبب ذلك إلى تعرض الأجنة داخل الأرحام إلى آثار دخان التبغ أو تعرضهم بعد الولادة إلى دخان المدخنين،
توصلت حلق نقاش لخبراء دوليين في منظمة الصحة العالمية عام 1999م إلى أن تدخين الأمهات يسبب من ثلث إلى نصف حالات« الموت الفجائي عند الأطفال slds»،
إن تدخين الحوامل، وتعرض الحوامل غير المدخنات إلى دخان التبغ يقلل من متوسط وزن أطفالهن عند الولادة، وقد يواجه الأطفال قليلو الوزن عند الولادة خطراً متزايداً من المشاكل الصحية وإعاقات التعلم،
في أماكن العمل
التدخين السلبي غير المباشر يفرض تهديداً أيضاً في مكان العمل، فالمواد السامة مثل التكسين toxins والمواد المسرطنة« التي تسبب السرطان» تنتشر بسرعة خلال المكاتب والفنادق والمطاعم وأماكن العمل الداخلية الأخرى،
أغلب العاملين ليسوا في ظروف تسمح لهم بتغيير بيئة عملهم أو ترك أعمالهم حماية لصحتهم، وفي حالات عديدة ، التي لا يضمن فيها خلو أماكن العمل من تهديد التدخين، يجد الموظفون أنفسهم مضطرين لقضاء غالبية ساعات عملهم في ظروف تهدد الصحة،
|
|
|
|
|