|
| مقـالات
نموذج للرجل الصادق المؤمن، المتفاني في خدمة دين الله. الرجل الذي لا تأخذه في الحق لومة لائم.. ميّزه الله من بين صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن نال شرف إعزاز الدين عندما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم اعز الاسلام بأحد العمرين.. يقصد عمر بن الخطاب وعمرو بن هشام «أبو جهل» فكان الخير للخليفة الراشد التقي.. كان منفردا من بين صحابة رسول الله بصراحته المتناهية مع الكبير والصغير.. والقوي والضعيف.. لما توفي خليفة رسول الله ابوبكر رضي الله عنه ورحمه قال لقد اتعبت من بعدك لأن هذا الرجل العظيم حارب أهل الردة وأعاد للاسلام هيبته وثبت قواعده. وجاء بعده عمر لتكثر الفتوحات في عهده فأضاف بعزمه وحبه لعمله وصدقه مع ربه، أضاف مساحات للخارطة الاسلامية. شخصيته متميزة.. وافق قوله القرآن في بعض المواقف.. بل في كثير منها.. فبعد عودة المسلمين من غزوة بدر.. استشار النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه في الأسرى فقال أبوبكر نسند بفدائهم الاسلام من اهلهم وذويهم.. وعارض عمر فقال يُقتلون. فكأن النبي صلى الله عليه وسلم مال الى رأي ابي بكر وطلبوا من أهاليهم الفدية. فنزل القرآن يقول عن الله سبحانه «ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يُثخِن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة...» الآية.
ولما دخل على زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وقد تآمرن بينهن ان يظهرن الجزع من النبي لغيرة منهن من عائشة.. رآهن عمر رضي الله عنه.. فقال:«عسى ربه ان طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن..» الآية.. وكان رضي الله عنه غيورا على كلام الله أن يعبث به احد في القراءة او الرواية.. فصلى مرة خلف احد الصحابة وقرأ قراءة لم يعهد عمر فما انفك من الصلاة حتى امسك بتلابيب الإمام وجره وقال والله لئن كانت قراءتك هذه مغايرة لما نعرف لأفعلن وافعلن.. وذهب به الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي.. رحمك الله يا عمر الا تعلم ان القرآن قد أنزل على سبعة أحرف. وكانت له درة وهي عصا صغيرة يضرب بها من يخالف وقد ضرب بها كبار الصحابة لا يمنعه شيء.. من اجل إحقاق الحق واقامة الاعوجاج.. فضرب بها عبادة بن الصامت وهو من كبار الصحابة لما رآه يزاحم الصفوف من اجل أخذ حقه من الغنم فخفقه بها. وقال: تفعل هذا مع هؤلاء الضعفاء ولا تهاب السلطان لذلك احببت إشعارك ان سلطان الله في الأرض لا يهابك.. وكان رحمه الله يتلقف الاخبار بنفسه على مشارف المدينة عن الجيش الاسلامي ومعاركه مع الروم. ولما جاء الرسول من الجيش ركض خلفه يسأله ما أخبار المسلمين وجيش المسلمين فكان الرسول لا يرد عليه لجهله به حتى وصل الى دار الخلافة فعرفه فقال الرسول رحمك الله ألا اخبرتني انك الخليفة عمر. فقال رضي الله عنه لا عليك اخبرني ماذا فعل المسلمون فابتهج للخبر وحمد الله. هذا جزء بسيط من اخبار عمر.. فأين نحن الآن من عمر وعصر عمر.
|
|
|
|
|
