| مقـالات
النخلة من الشجر الطيب المبارك، وثمرها من أطيب وأروع وأعظم الثمار، وقد ذكره الله تعالى في محكم التنزيل، وفوائدها أجمع عليها الأطباء والعلماء، ومحاسنها لا تخفى على ذي بصيرة، ولذائذ طعمها المستساغ يعرفها كل من ذاقها أو تذوقها، ونحن هنا لسنا في وارد تعداد ميزاتها، وعريق صفاتها، فهي كثيرة كثيرة، ولكننا نظرنا إليها فرأيناها في شوارعنا ليست بالقليلة، والثمار التي تكسوها وتغطيها ليست بالشحيحة، والجمال الذي تعطيه للشوارع التي تحل بها لا غبار عليه، ولكنها بالفعل سجينة أسيرة، فطبعها الكرم، وخصالها العطاء، وصفاتها الجود، ولكن لمن تعطي الثمر، ومن ذا الذي يستفيد من كرم ذات الكرم، إنها تبكي وهي تشعر أننا لا نأخذ عطاءاتها، إنها تتألم للتمر يموت على أغصانها، إنها ترثي حالها وكأنها ديكور من البلاستيك انتصب قائماً في الشوارع، وشتان ما بين البلاستيك وسيدة الجود.
نخل الشوارع كباقي النخيل مليء بالعطاء زاخر بثمره، فهل من جهة تبنته حصاداً واستثماراً وأخذاً وعطاءً وتنمية وإكثاراً، ومن ثم وجهته الوجهة الصحيحة السليمة الطيبة المباركة لمن يستحق وهم كثر، فالفقير موجود هنا، والمسكين لا تخلو منه ديار، وذوو الحاجات كثر، وأكثر من ذلك جمعيات البر، والجمعيات الخيرية الأخرى، وكلها ليست بالقليلة، وكلها بحاجة، وهذا ليس بالعيب، والتمر بالتأكيد يسهم بعطاءاتها وإمكانياتها، ونحن نعلم أسعار التمر وهي تقارن بأغلى أغلى الثمار، والتمر يستحق ذلك، ولكن لا يستحق أن يموت في الشوارع!!
إمكانات الاستثمار موجودة، والتوجه بهذا المجال مطلوب، لا بل نشجع على زراعة المزيد جلباً للخير والعطاء والظل في كل الشوارع فيزداد الخير، ويعم العطاء بإذن الله، ونأمل أن نسمع تحركاً لوزارة الشؤون البلدية والقروية ممثلة في أماناتها وبلدياتها، ومتابعة جادة من وزارة الزراعة بعد فصل المياه عنها، لتلتفت للزراعة والمزارعين بصورة أكثر جدية ونشاطاً، والله من وراء القصد.
alomari1420@yahoo.com
|
|
|
|
|