| العالم اليوم
اتفاقيات أوسلو التي كبلت رجال المقاومة الفلسطينية من خلال تضمنها قيودا على السلطة الوطنية بالكشف والقبض على الذين يهاجمون إسرائيل من داخل الأرض الفلسطينية التي أعيدت للسلطة، وحدت كثيراً من نشاط رجال المقاومة خاصة أعضاء حركة فتح كبرى حركات المقاومة الفلسطينية، وزرعت الشقاق والفتنة بين الفلسطينيين بغرض التنسيق الأمني بين الأجهزة الأمنية الإسرائيلية والفلسطينية.
هذه الاتفاقيات التي بموجبها اعترفت منظمة التحرير الفلسطينية باسرائيل وبالتالي التنازل عن أكثر من ثلثي القطر الفلسطيني، والاتفاقيات التي نفذت جميعا وبدقة من الفلسطينيين رغم اعتراض الاغلبية منهم على بنودها المعلنة والسرية، والتي لم تنفذ منها إسرائيل سوى ما توافق مع أهواء رؤساء حكوماتها.
هذه الاتفاقيات ألغت إسرائيل آخر بنودها فبعد سلسلة الاجتياحات العسكرية لأراضي السلطة الفلسطينية، واستهداف القيادات الفلسطينية ومنها من وقع تلك الاتفاقيات مع إسرائيل بعد كل الذي تابعناه طوال الأشهر الماضية، ألغى شارون ليلة الخميس/ الجمعة آخر تفاهمات أو اتفاقات أوسلو باحتلال بيت الشرق الذي بدأ نشاطه بعد مؤتمر مدريد في تشرين الأول/ أكتوبر 1991م والذي أصبح وجوده واقعا رسميا بعد اتفاقيات أوسلو في عام 1993م حيث منحت تلك الاتفاقيات حق ابقاء عدد من المؤسسات الفلسطينية الرسمية في القدس الشرقية وفي محيطها وأنشأت وأقامت العديد من المباني والمؤسسات في أبو ديس حيث جرى الحديث في أوقات كثيرة بأنها ستكون نواة لعاصمة الدولة الفلسطينية باعتبارها منطقة مكملة للقدس وكونها جزءا من جغرافية القدس، وقد أقامت السلطة الفلسطينية مقر محافظة القدس في أبو ديس، وفي هذه المنطقة استقر مقر وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية التابعة للسلطة الفلسطينية ومؤسسات رسمية أخرى وكل ذلك تم بموافقة الحكومات الإسرائيلية بدءا من حكومة اسحاق رابين مروراً بحكومات شيمون بيريز ونتنياهو وباراك وذلك تنفيذاً لتفاهمات اتفاقيات أوسلو لتأتي حكومة شارون وتلغي كل ذلك في لحظة «حمق» وكتصرف انتقامي لعملية القدس الأخيرة، وبالتالي الغاء آخر أوراق اتفاقيات أوسلو مما يجعل السلطة الفلسطينية في حل من أي تبعات فرضتها تلك الاتفاقيات وخاصة قيود التنسيق الأمني التي تحول السلطة الفلسطينية عمليا مخبر خصوصي للأجهزة الأمنية الإسرائيلية.
كما أن اقدام حكومة شارون على اجراء احتلال بيت الشرق ومقرات المؤسسات الفلسطينية في محيط القدس وهي الحكومة التي يسمونها في الكيان الإسرائيلي ب«حكومة وحدة وطنية» أي تمثل اجماع الاسرائيليين وهو يعطي الحق للفلسطينيين وعن طريق المجلس التشريعي في سحب اعترافه بالكيان الاسرائيلي الذي لا تحترم حكوماته الاتفاقيات والمواثيق... حتى وان كانت اتفاقيات تمنحها حق البقاء والوجود في قلب الوطن العربي.
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|