| العالم اليوم
* القدس المحتلة من وفاء عمرو رويترز:
قال محللون سياسيون ان استيلاء اسرائيل على بيت الشرق مقر منظمة التحرير الفلسطينية في القدس الشرقية خطوة رمزية تهدد بإثارة عنف جديد في معركة السيطرة على المدينة المقدسة.
واستولت اسرائيل على المبنى في إطار خطوات ادعت انها ضرورية لدواعي أمنية بعد ان فجر فلسطيني نفسه يوم الخميس الماضي وقتل 15 شخصا آخر وجرح نحو 90 شخصا في القدس الغربية.
واستجابت الحكومة لضغوط اسرائيليين كثيرين للقيام بتحرك أكثر شدة بعد عشرة أشهر من اندلاع الانتفاضة .
لكن الفلسطينيين والدبلوماسيين الغربيين ومسؤولي الامم المتحدة قالوا ان استيلاء اسرائيل على المباني في القدس الشرقية وحولها له مغزى سياسي ملموس.
وقال مسؤول كبير بالامم المتحدة في المنطقة لرويترز «الخطوة التي اتخذت ضد بيت الشرق في القدس الشرقية ليس لها صلة تذكر بالامن فيما يبدو».
وأضاف المسؤولون «ان دافعها سياسي فيما يبدو ومن المرجح ان تكون عواقبها في القدس الشرقية وفي أماكن أخرى مستفزة وخطيرة».
وقال مسؤولون فلسطينيون ان خطوات رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ستعود للخلف بعملية السلام التي بدأت تتكشف منذ اتفاقات أوسلو المؤقتة في عام 1993 والتي يقولون انها تحمي حقهم في استخدام المباني.
ويقول مسؤولون ومحللون فلسطينيون ان شارون كان ينوي منذ فترة طويلة ابطال عملية السلام.
وقال المحلل الفلسطيني غسان الخطيب لرويترز ان شارون يمضي بطريقة منهجية في ابطال عملية السلام.
واضاف انه يجب تذكر ان شارون كان في صدارة المعارضة لعملية السلام وهو الآن على رأس الحكومة ومن ثم فإنه يريد إبطال ما حاول معارضته من قبل دون نجاح. واستولت اسرائيل في ساعة مبكرة يوم الجمعة على مبان فلسطينية في قرية ابو ديس في الضفة الغربية مما يعطيها سيطرة فعلية على المنطقة وفي قرية العيزرية الفلسطينية القريبة.
وكانت ابو ديس الخاضعة لاشراف مدني فلسطيني وسيطرة أمنية اسرائيلية احدى ثلاث قرى كان من المقرر نقلها للحكم الذاتي الفلسطيني في ظل الحكومة الاسرائيلية السابقة. ويقول فلسطينيون كثيرون ان هذه الخطوة استفزازية.
وقال المفاوض الفلسطيني الكبير احمد قريع من ابو ديس ان الاسرائيليين شعروا بالندم على الخطوات التي تم الاتفاق عليها في منطقة القدس الشرقية.
واضاف ان شارون نقل المعركة الى القدس الشرقية.
وبيت الشرق رمز كبير بالنسبة للفلسطينيين، فهو يرمز الى تعلقهم بالقدس الشرقية ورفضهم القوي للاحتلال الاسرائيلي للمدينة واعلان ضمها في عام 1967 في خطوة غير معترف بها دوليا.
وقال دبلوماسيون غربيون ان الحكومة الاسرائيلية اختارت ان ترد ردا سياسيا على التفجير بدلا من القيام بعملية عسكرية كبيرة بعد ان ظهرت خلافات حول نوع الرد الذي يجب تنفيذه.
ويقول فلسطينيون ان حقهم في استخدام المباني في القدس الشرقية مضمون منذ فترة طويلة رغم ان اسرائيل نازعتهم حقهم في استخدام بيت الشرق لاستضافة لقاءات مع دبلوماسيين أجانب.
ويشير الفلسطينيون الى خطاب من وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريس بتاريخ 11 اكتوبر عام 1993 يتعهد فيه بان «يحافظ» على المؤسسات الفلسطينية في القدس الشرقية.
وقال دبلوماسي غربي ان قادة العالم لا يوافقون على الخطوات التي اتخذت في القدس. وقال انها تستهدف في جانب منها امتصاص الغضب الاسرائيلي بعد التفجير فيما يبدو.
ووافق موشي راتس عضو الكنيست الاسرائيلي عن حزب ميرتس اليساري على ان الخطوة استجابة لضغط اسرائيليين كثيرين لكنه قال ان الحكومة أقدمت على مخاطرة كبيرة.
وقال «شعرت الحكومة بأنه يتعين عليها ان ترد لكنها ارتكبت خطأ، فهذا رد احمق واستفزاز. والهجوم البربري في القدس الغربية استفزاز ايضا».
وقال الفلسطينيون وبعض المحللين الاسرائيليين ان الخطوات الاسرائيلية الاخيرة قد تشعل العنف في القدس الشرقية التي لم تكن غالبا رغم التوتر من بين نقاط العنف المشتعلة الرئيسية منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية في سبتمبر ايلول الماضي. ويسود اعتقاد بأنه سيكون هناك مزيد من الردود الاسرائيلية وقال المحلل السياسي الاسرائيلي جيرالد شتاينبيرج اننا في بداية الرد الاسرائيلي».
|
|
|
|
|