أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 12th August,2001 العدد:10545الطبعةالاولـي الأحد 22 ,جمادى الاولى 1422

العالم اليوم

وثيقة إسرائيلية لدى الخارجية النرويجية تعترف ببيت الشرق مؤسسة فلسطينية
بيت الشرق رمز شامخ للسيادة «العربية الإسلامية» الفلسطينية على القدس الشرقية
استضاف مباحثات السلام انطلاقاً من اتفاق مدريد وزاره إمبراطورا ألمانيا وإثيوبيا
* القدس الشرقية
«الضفة الغربية» د.ب.أ:
تم رفع العلم الاسرائيلي على سارية بيت الشرق )اورينت هاوس( وهو المقر غير الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية في القدس الشرقية ليضيف إلى تاريخ هذا البيت القديم قدم مدينة القدس التاريخية حدثا آخر فريداً في مغزاه، فقد أغلق الجيش الاسرائيلي قصر بيت الشرق في قلب القدس العتيقة أمام الفلسطينيين بعد أن قاموا باحتلاله للمرة الاولى منذ دخول القوات الاسرائيلية للقدس في عام 1967.
وقام جنود إسرائيليون بإنزال العلم الفلسطيني ورفع العلم الاسرائيلي بدلا منه في خطوة فسرها مراقبون بأنها «استفزازية لمشاعر الفلسطينيين الذين لا يزالوا يتذكرون هذا المكان التاريخي الذي اعتبر مقرا للقيادات الفلسطينية المحلية وعائلاتها منذ إنشائه قبل اكثر من مائة عام.وقد سجل هذا اليوم الذي شهد مواجهات بين الفلسطينيين ودعاة السلام الاسرائيليين من جهة والجنود الاسرائيليين الذين نصبوا حواجز أمام مقر بيت الشرق لمنع الفلسطينيين من دخوله ليضاف إلى الاحداث التي شهد عليها بيت الشرق واحتضنها منذ إنشائه في العام 1897.
ويعد بيت الشرق المؤسسة العربية الاقدم في المدينة المقدسة التي تعد تجمع الفلسطينيين الرئيسي في القدس الشرقية التي احتلت في عام 1967.
وحسب مصادر فلسطينية في القدس فقد بني القصر في عهد إسماعيل موسى الحسيني حيث أضفى المالك لمسة جمالية في التصميم على منزله تتناسب مع مكانة عائلة الحسيني العريقة في مدينة القدس.
ومن أهم الاحداث التاريخية التي شهدها القصر الزيارة الهامة التي قام بها الامبراطور الالماني كايسر ويلهيلم عندما زار بيت الشرق في العام 1898. لحضور حفل الشاي الذي دعي إليه من قبل تجار ووجهاء وموظفين فلسطينيين كبار في ذلك الوقت بمناسبة زيارته للمدينة.
وفي عام 1930، تقبل الملك عبدالله والد جد الملك عبدالله الثاني والملك عبدالله علي بن الحسين والامير زيد التعازي من كبار الشخصيات العربية في القصر نفسه بوفاة الشريف حسين بن علي )شريف مكة( الذي قاد الثورة العربية الكبرى.وبين العامين 1936 1937. لجأ كل من إمبراطور إثيوبيا هيلا سيلاسي وإمبراطورة الحبشة الامبراطورة مينان إلى بيت الشرق بعد أن أصدرت السلطات الايطالية قرارا بنفيهما إلى القدس في أعقاب احتلالها للحبشة حيث عقدا هناك عدة اجتماعات ولقاءات تاريخية.
وفي عام 1948 اتخذ مقرا مؤقتا «للجنة المصالحة العربية». في أعقاب الحرب ومقرا لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للامم المتحدة )الاونوروا( في عام 1949.
وفي عهد ملكية إبراهيم الحسيني تحول القصر إلى فندق يحمل اسم بيت الشرق الجديد واستقبل العديد من السياح والحجاج إلى الاراضي المقدسة. وفي أعقاب حرب عام 1967. تحول إلى منزل خاص لأفراد عائلة الحسيني وتم تأجير الطابق العلوي فيه لوكالة اللاجئين الدولية من جديد.وأعيد ترميم القصر في عام 1983 على يد فيصل الحسيني الرمز الفلسطيني الذي توفي في أواخر أيار/مايو الماضي إثر تعرضه لأزمة قلبية عن عمر يناهز الستين عاما والذي كان قد اتخذه مقرا لمجمع الدراسات العربية الذي رأسه في ذلك الحين.وفي عام 1987.
وبعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الاولى تحول المنزل إلى مقر رسمي لإصدار الكتب والدراسات والابحاث وإصدار البيانات الصحفية والبيانات الاحصائية حول الاحداث التي استمرت ثماني سنوات وتم تجديد أقسامه.
وأغلقت السلطات الاسرائيلية بيت الشرق في عام 1988 لعدة سنوات بسبب نشاطاته السياسية.
وأعاد الحسيني فتح بيت الشرق في عام 1992 حيث بدأ يلعب دورا حيويا في عملية السلام التي كانت قد انطلقت في مدريد في عام 1991 وقد أصبح بيت الشرق الجديد مركزا رئيسيا للنشاطات الفلسطينية السياسية والاجتماعية والثقافية. ثم تحول بيت الشرق كمقر رئيسي للوفد الفلسطيني المفاوض في عملية السلام التي انطلقت في مدريد. وخلال الفترة التي أعقبته استطاع بيت الشرق أن يتحول إلى مقر دبلوماسي للوفود الرسمية الاوروبية التي زارت القدس كرمز للتواجد الفلسطيني في المدينة.وفي عام 1999 قامت الحكومة الاسرائيلية بشن حملة دولية منعت بموجبها جميع الوفود والشخصيات الرسمية الاجنبية من الالتقاء بمسؤولين فلسطينيين رسميين في بيت الشرق مهددة بإلغاء زياراتهم للمدينة.
وبوفاة الحسيني دخل بيت الشرق حقبة جديدة وهو يودع آخر رجالاته الذين تركوا بصمات واضحة على جدرانه وغرفه التي تتسع الآن لأكثر من مائة وعشرين موظفا هم العاملون في بيت الشرق ومراكزه وأقسامه المختلفة. وفي الوقت الذي اعتبر فيه المحامي جواد بولس المستشار القانوني لبيت الشرق أن القرار الاسرائيلي ضد البيت الفلسطيني والمؤسسات الفلسطينية هو مخالف من الناحية القانونية لاتفاقية أوسلو.وأضاف إن ما جرى هو «عملية اغتصاب ومحاولة فرض واقع احتلالي في المدينة المقدسة عبر احتلال بيت الشرق الفلسطيني وإنزال العلم الفلسطيني ورفع العلم الاسرائيلي في مكانه ومصادرة المحتويات وإغلاق المكاتب التي تقدم خدمات مدنية للمواطنين».
وكشفت السلطة الفلسطينية عن وثيقة إسرائيلية قدمها وزير الخارجية شيمون بيريز إلى نظيره النرويجي يوهان يورجن هولست في تشرين الاول/أكتوبر عام 1993 تتضمن إقرار حكومة تل أبيب بالوضع الخاص للمؤسسات الفلسطينية وعلى رأسها بيت الشرق في القدس الشرقية، ونصت رسالة بيريز على ما يلي: «أود أن أؤكد لك أن المؤسسات الفلسطينية في القدس الشرقية وكذلك المصالح والحياة الكريمة ووضع الفلسطينيين بالقدس الشرقية تعتبر على درجة كبيرة من الاهمية ويجب الحفاظ عليها، ولذلك فإن جميع المؤسسات الفلسطينية في القدس الشرقية بما يشمل المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والثقافية والاماكن المقدسة المسيحية والاسلامية تحقق هدفا أساسيا للسكان الفلسطينيين ولا مبرر للقول بأننا لن نعيق نشاطاتهم وعلى العكس فإننا سنقوم بتشجيعها على تأدية هذه المهمة الهامة».
وكان مجلس الوزراء الاسرائيلي المصغر برئاسة رئيس الحكومة أريل شارون قد اتخذ قرار الاغلاق خلال جلسة عاصفة عقب العملية الانتحارية التي نفذها فدائي فلسطيني بقلب القدس الغربية أسفرت عن مصرع 14 إسرائيليا منهم ستة أطفال مما أثار موجة من السخط العارم في الشارع الاسرائيلي.
وعارض القرار بيريز.وأرادت السلطات الاسرائيلية بهذه الخطوة التأكيد من جديد على «السيادة» على القدس العربية «طبقا لاتفاق أوسلو» لعام 1993، كما قامت بإغلاق مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية في القدس الشرقية للايحاء كذلك بأنها تحاول منع تسلل المزيد من الفدائيين من شرق المدينة المقدس إلى غربها حيث تتهم تل أبيب السلطة الفلسطينية بمباركة مثل هذه العمليات «الاستشهادية» من قبل الاصوليين المتشددين.
وكانت عملية تفجير أحد المطاعم بقلب القدس الغربية يوم «الخميس» الاعنف من نوعها بالشطر الغربي من المدينة المقدسة منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية في 28 أيلول/سبتمبر الماضي.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved