|
| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة...
قبل عدة أيام ودعت بريدة عامة ومحافظة «الشماسية»، خاصة عابدها الزاهد التقي الورع الذي أمضى حياته كلها في طاعة الله تعالى والزهد في الدنيا الفانية، فمنذ نشأته وهو يكافح في طلب الرزق الحلال ومن عمل يده، وقد عرف رحمه الله بصدق الحديث والنصح الدائم والرحمة والعطف على الكبير والصغير والرأفة باليتيم والمسكين وإعانة المحتاج وابن السبيل، ومنذ ان وعيته لم أسمع منه كلمة نابية أو فعلاً مشينا فهو قد أشغل نفسه بالذكر الدائم على كل حال وبقراءة القرآن تلاوة وعن ظهر قلب وبكثرة الجلوس في المسجد وانتظار الصلاة وبقيام الليل وصيام النفل والصدقة وأداء العمرة في كل سنة في شهر رمضان حيث يمضي شهره كاملاً هناك في تعبد وتقرب إلى الله، ذلكم هو الوالد والمربي الشيخ الزاهد محمد بن فايز بن راشد العقل رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته فقد كان ذكر الموت والقبر والقيامة على لسانه دائماً وكان مستعداً لاستقبال الموت في كل لحظة وقد أصيب في آخر حياته بمرض السرطان في معدته واشتد به المرض والألم فلم يستطع النوم والأكل والراحة من شدة ما يحس به في بطنه ولم يزل به المرض يشتد حتى انتشر السرطان ووصل إلى الرئة فلم يستطع التنفس إلا بصعوبة بالغة، ولم يمهله هذا المرض الخطير حتى مات صابراً محتسباً لم يشتك لأحد أو يعلم بآلامه أحد، وقد وافته المنية في تمام الساعة الثانية عشرة ليلاً في المستشفى التخصصي ببريدة عن عمر يناهز الثالثة والثمانين أمضاها كلها في طاعة الله والتقرب إليه بالفرائض والنوافل والعبادات، وقد شيع جثمانه آلاف من الناس بين باك وحزين على فقده حيث كان والداً للجميع في حسن خلقه وزهده مما في أيدي الناس، ولم تزل محافظة الشماسية تبكي عليه وتعزى فيه حيث فقده الفقراء هناك وانقطع ما كان يصلهم من مساعدات مالية وعينية، فرحم الله والدنا رحمة واسعة والسلام عليكم.
إبراهيم محمد العقل
تبوك
|
|
|
|
|
