| عزيزتـي الجزيرة
الموت حق وكل نفس ذائقة الموت.. وهذه الدنيا فانية.. فقدت أوثال نهاية الأسبوع الماضي أحد ابنائها البررة المخلصين.. فقدت اوثال رمزاً من رموز العطاء.. فقدت مواطناً مخلصاً لوطنه.. فقدت رجلاً من الرجال الأوفياء، إنه الصديق الوفي العزيز المرحوم إن شاء الله تعالى حمد بن محمد بن ابراهيم الاحمد فعلاقتي به يرحمه الله علاقة وثيقة جدا فكثيرا ما ازوره ويزورني.. ولا أحسب ان المرحوم ان شاء الله الا من هؤلاء الرجال الأوفياء، فأبو ابراهيم له حظ وافر من هذه الصفات الكريمة وليس امامي سوى أن اقول كما قال شاعر الاسلام حسان بن ثابت عندما رثى خبيب بن عدي الانصاري رضي الله عنهما:
ياعين جودي بدمع منك منسكبٍ
وابكي خبيباً مع الغادين لم يؤب
صقراً توسط في الأنصار منصبه
حلو السجية غير مؤتشب |
كان ابو ابراهيم صديقا وفياً محباً للخير وداعياً له محبوباً لدى الجميع الكبير والصغير وله مكانة طيبة ومنزلة شريفة لدى القاصي والداني.. عرف بإصلاح ذات البين يدفع الكثير من ماله في سبيل حل اي مشكلة قائمة بين اسرة او اقارب.. حدثني قبل ايام وهو على سرير المرض في العديد من الامور، فقال لي ان اسعد يوم في حياتي عندما احل اي مشكلة قائمة بين اسرة او اقارب، فهذا يكون اسعد يوم عندي.. كانت آخر مكالمة معه قبل اسبوع وأخبرته انني سأسافر إلى خارج المملكة وقال لي ادع لي.. لقد رحل ابو ابراهيم من هذه الدنيا بجسده وبقي اسمه محفوراً لدى كل من يعرفه، وبقيت افعاله شاهدة له في أوثال وأعماله الخيرية في اوثال وكل عمل عمله يلقاه امامه يوم لاينفع لا مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم وعزاؤنا في ابنائه ابراهيم واخوانه. والمثل يقول من عقب مامات.. اسأل الله العلي القدير ان يرحم الصديق الصدوق الوفي أبا ابراهيم وان يسكنه فسيح جناته وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة، انه سميع مجيب.
سعد بن محارب الحربي
أوثال
|
|
|
|
|