| عزيزتـي الجزيرة
استوقفتني لوحة إعلامية تذكيرية وليست دعائية والتي اخرجتها إحدى الدور النسائية لتحفيظ القرآن الكريم «دار آسية بنت مزاحم» بمدينة الرياض والتي عودتنا على ذلك فيما بين الفينة والفينة الأخرى في هذه الأيام كانت العبارة معبرة ونصها «صلاح الأمة من صلاح نسائها» وهي تستحق ان تكون عنوانا لكتاب، لهذا سأبحر في ذلك فالأمة وتحديدا الإسلامية صالحة ما صلح أبناؤها، وأبناؤنا بنين وبنات من مسؤولية الآباء والأمهات ولكن الأم المدرسة الأولى وعماد الأسرة.
الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعباً طيب الأعراق |
فإذا صلحت المرأة بعد ان أُعدت الإعداد الجيد استطاعت بعون الله تعالى ان تعد شعباً طيب الأعراق قوماً صالحاً ومجتمعاً فاضلاً وشعباً نبيلاً وكأن الشاعر يقول: اعطني امرأة صالحة اعطيك أمة صالحة.
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا |
فالأخلاق والتربية والعلم والصلاح كلها عتاد تجهز به الأمم.
ويتبادر للذهن سؤال من هي المرأة الصالحة؟ سؤال ببراءته ووضوحه ويكون الجواب أكثر ايضاحاً بأنها هي التي ترعرعت في أحضان الإسلام وتعاليمه ونشأت في بيت الصلاح والاستقامة لتربي وتخرج من مدرستها أجيالا صالحين وبصلاحهم يصلح شأن الأمة.
وقال المصطفى سيدنا وحبيبنا محمد صلوات ربي وسلامه عليه «الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة» حديث صحيح، وبالأضداد يستقيم الفهم فماذا عن المرأة الفاسدة؟، فالمقولة الفرنسية الشهيرة «فتش عن الجريمة تجد المرأة» تكاد تكون واقعية بمعنى ان وراء كل جريمة امرأة بالتأكيد فاسدة، وقد اثبتت الدراسات والبحوث بارتباط الجريمة بالتحضر والتمدن والتحرر، بمعنى انه كلما زاد تحرر المرأة ارتفع معدل الجريمة، ولننظر في قول العالم الفرنسي جان بيناتل ولكن بعين ثاقبة عندما قال «إن انخفاض معدل الجرائم التي ترتكبها النساء في إحدى الأقطار العربية التي كانت مستعمرة فرنسية يرجع إلى تخلفهن الذي تفرضه عليهن الشريعة الإسلامية» عجبا!! وهو الذي يسعى إلى ذلك الانخفاض، «فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور» إذاً المرأة الفاسدة هي تلك المتحررة البعيدة عن دينها ولا تساعد في بناء مجتمعها.
وشاركه العالم والمفكر الفرنسي رينيه هونييه بأن قرر ان الوضع الاجتماعي للمرأة في الشريعة الإسلامية هو الذي حال دون نجاح دولتهم في تطوير المستعمرات العربية وتغيير أوضاعها وذلك راجع إلى منع الرجال المسلمين لزوجاتهم المسلمات من مجالسة الفرنسيين ومراقصتهم مما حال دون قيام المودة والعلاقات الطيبة بينهم.
ونحن كمسلمين نرفض تلك التغيرات ونرضى بالتخلف الذي يصون نساءنا بعيداً عن الرذيلة فما الفائدة وما التطور من حرية تلك المرأة التي ستتراقص مع رجالهم وتكون سلعة ممتهنة، انها مغالطات يرتكبها معظم مفكري الغرب باعتبار تخلف المرأة المسلمة بتمسكها بتعاليم دينها بدءاً من عدم اختلاطها بالرجال ومروراً بالزواج المبكر وانتهاء بالالتزام بالحجاب الشرعي والتي هي من العوامل الحقيقية التي تقلل من ارتفاع معدلات الجرائم.
صلاح الأمة بصلاح نسائها أجل ونحن في هذا الزمن «عصر الفتنة» كفانا الله شرورها لو أطلت سيدتنا عائشة بنت الصديق رضي الله عنهما ماذا عساها تقول والتي قالت في عصر الفاروق في أفضل العصور المفضلة «لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى النساء اليوم لنهاهن عن الخروج أو حرم عليهن الخروج».
وفي ذلك بيان النهي عن خروج المرأة في حالة الخوف من فتنة النساء او الافتتان بهن، ويقول ابن عباس رضي الله عنهما سألني سعد بن العاص عن خروج النساء فرأيت ان يمنع الشواب الخروج فأمر مناديه لا تخرج يوم العيد شابة فكان العجائز يخرجن.فما بال المرأة اليوم التي تتزين لتخرج بل لتتعمد ان تفتن الشباب وأصحاب القلوب الخضراء بل تتعطر بالعطور الصارخة وتتميع في مشيتها وتتكسر وربما معها زول رجل وليها وهي تعلم بحكم دينها، أما سمعت بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «أيما امرأة استعطرت فمرت بقوم ليجدوا ريحها فهي زانية» حديث صحيح. فما بال من يقر الخبث في أهله والعياذ بالله من يرضى بذلك الحكم.
عفوا تعف نساؤكم في المحرم ولتقر النساء في بيوتهن ففيها صلاحها وصلاح أُمتها.
إبراهيم بن عيسى العيسى
الرياض
|
|
|
|
|