| منوعـات
* لبنان رويترز:
اجتمعت كلاسيكية القرن التاسع عشر التي كتبها الفرنسي الشهير فيكتور هوجو قبل 170 عاما مع الايقاع الموسيقى المعاصر والصاخب لتقديم المسرحية الغنائية الراقصة سيدة باريس )نوتردام دو باري( على مسرح بيت الدين في ختام مهرجاناتها التي استمرت اكثر من شهر،
وتعتبر مسرحية سيدة باريس الحدث الثاني بعد اوركسترا ليل السيمفوني الفرنسي الذي تستضيفه مهرجانات بيت الدين ضمن احتفالات لبنان بالسنة الفرنكوفونية التي تسبق انعقاد القمة الفرنكوفونية في بيروت في اكتوبر تشرين اول المقبل،
تروي المسرحية على مدى اكثر من ساعتين قصة حب غير معلنة عاشها احدب نوتردام )كوازيمودو( لفتاة غجرية )ازميرالدا( تشفق عليه وتعيد صورة الانسان إلى شخصه بعد ان كان معظم المحيطين به يعاملونه على انه وحش بشري،
وتختتم المسرحية باعدام ازميرالدا بعد اتهامها بقتل )فابيوس( الذي احبته وتنازعت على حبه مع امراة اخرى، ونجح المخرج جيل ماهو في خطف الموقف التاريخي وتصويره في اطار فلسفي يصلح لكل زمان ومكان،
اراد فيكتور هوجو ان يكون صدى صوته جهوريا فيما يتعلق بالمسائل الاخلاقية والادبية في عصره فقد كان مدير المدرسة الرومانسية والمدافع عن الحريات الفنية والقضائية والاجتماعية والانسانية لذا تجلت في المسرحية عظمة الحب وقدرته على التضحية،
واسقط المخرج الحاضر على الماضي حين وقف كوازيمودو منشدا حبه الازلي لازميرالدا باسلوب غنائي معاصر،
ولم يغير الكاتب الكندي لوك بلاموندون في حقيقة الاحداث التي الفها قبل مئة وسبعين عاما الكاتب الفرنسي فيكتور هوجو انما نسج حكايات من الظلال،
وقال بلاموندون «الاقتباس الجديد لم يخرج عن القصة الاساسية، كل مخرج في باريس غير شيئا في الرواية انا احترمت روح النص وروح ابطالها لكني اضفت اضافات محدودة على العمل مثل قصة المشردين وهم كمشردي اليوم يعيشون بدون اوراق رسمية وهم ناس المرحلة دائما اي احترمت بالحد الاقص تاريخ فكتور هوغو الرومنطيقي»،
واعتمدت المسرحية على تزواج رائع بين الرقص والحركات البهلوانية من تصميم الالماني ماتينو مولر ومنها رقصة المشردين و)عيد الجنون( لحظة اعلان الاحدب ملكا على المجانين ورقصة )الحرية( حين تحرير ازميرالدا من السجن،
وسعى المؤلف الموسيقى الايطالي الاصل ريشار كوشيانته إلى تحويل الاغنية الفرنسية من اغنية باليه إلى اغنية معاصرة يمكن استخدامها وسماعها بعيدا عن المسرحية،
وتميز العرض المسرحي بالرقص الجماعي الذي شكل لوحات متنوعة فكانت الاجساد تتمايل متماسكة مرصوصة كأنها جسد واحد فيما تناوب البقية على تقديم المهارات الجسدية من تسلق الجدران والتنقل في الساحات وكانهم الطحالب التي تنمو في المستنقعات،
وشكل حائط نوتردام الجانب الاهم من الديكور التاريخي المتحرك بحيث كانت الاعمدة تتنقل بسهولة من مكان إلى اخر من دون مساعدة مرئية من احد كما تولت احدى الرافعات مهمة حمل الديكور فيما استقدمت اعمدة وتماثيل ضخمة لاستحضار باريس في واقعها التاريخي إلى المسرح،
جالت المسرحية حول العالم لثلاث سنوات لكن الجديد في لبنان هو تقديمها للمرة الاولى في الهواء الطلق وحشد كل الامكانات لانجاحها،
وتستمر عروض نوتردام دو باري التي شاهدها نحو خمسة آلاف شخص اغلبهم من جيل الشباب حتى الرابع عشر من اغسطس/ آب الجاري،
|
|
|
|
|