| القرية الالكترونية
قامت كثير من المؤسسات الحكومية والتجارية والشركات لدينا ومنها المؤسسات الصحفية بإنشاء مواقع لها على الإنترنت.
وهنا أريد أن أتحدث عن المؤسسات الصحفية ومواقعها وبريدها الإلكتروني فقط. لأن هذا هو الذي يهمني الآن. فهذه المؤسسات الصحفية أنشأت ضمن مواقعها بريداً إلكترونياً لها وللكتاب الذين ينتسبون إليها وإن كان بعض الكتاب لديهم بريد خاص وللمحررين.
وحديثي عن صحفنا لأنها هي التي يفترض أن تكون الرائدة في هذا المجال: مجال البريد الذي أنشئ لاستلام الرسائل والملفات المرفقة والرد الفوري عليها وعلى أي استفسار يرد إليها.
والسؤال: هل استفادت هذه المؤسسات والصحف من هذه المواقع وما مدى الاستفادة وكيف استفادت وكم عدد القراء الذين استطاعت أن تكسبهم عبر هذه المواقع وهل فعلا التزمت بما قطعته على نفسها من رد على الأسئلة وعلى الاستفسارات التي ترد إليها بواسطة البريد؟
يبدو لي أن حجم الاستفادة صغير نسبة إلى أهمية الموقع والصحيفة والإمكانيات التي وجدت. فنحن لدينا مواقع )تبيض( الوجه من حيث الشكل والتقنيات .
وأما من حيث الاهتمام بالمتابع والرسائل التي ترد للموقع فحدث ولا حرج لم تستغل بعد. ويؤسفني القول ان بعضها ليس لديه )مصداقية( ولا يعرف أغلب المحررين والكتّاب كيف يتجاوبون مع القارئ وهم يتجاهلون ذلك جهلا منهم بأهمية البريد الإلكتروني وقد تكون بعض المواقع أنشئت أو أغلبها بدون محتوى واسمحوا لي على هذا التعبير الجاف.
ولكن ماذا عن بريد الموقع ولماذا أنشئ أصلا اذا كان بهذا الشكل ؟ مع أن البريد الإلكتروني علم له أصوله وتعتمد عليه أغلب الشركات في تسويق منتجاتها وربحها يتضاعف عن طريقه.
ولذا تهتم جميع الشركات بمنسوبيها وتعطيهم دورات في هذا المجال وتولي أهمية كبرى بطريقة التعامل مع الجمهور فهذا أيضا علم واسع وله مبادئ يتعلمها منسوبو الشركة ليكون وجودهم دعما لها.
ومعروف أن الشركات والمؤسسات الأجنبية عندما تراسلها فإنه في ظرف دقائق يصلك الرد بكل التفاصيل . ولو سألت سؤالا بغض النظر عن أهميته لوجدت الجواب بسرعة وإلا أحالوك إلى مكان آخر يفي بالغرض بدون حساسية.
المهم أن يكسبوك ويعطوا عن الموقع صورة ناصعة البياض بينما هنا )يطفشونك( لأننا بصراحة نفتقد أصول التعامل ومن له زاوية ووصلته رسالة ظن انه بلغ العنان.
وبالمناسبة فمحدثكم ينتسب إلى مؤسسة حكومية تضم حوالي 500 موظف جميعهم من خريجي أمريكا وأغلبهم له خبرة طويلة في الإنترنت والبريد الإلكتروني ويتسوقون من خلاله وبعضهم أنشأ مواقع خاصة بهم. فيقول اغلبهم: غريب أمر المواقع عندنا وخاصة الصحف وقلما يهتمون بما نرسله لهم وأشاد 80% منهم بالكاتبة القديرة المعروفة دكتورةرقية المحارب وأعطوها 100% لتجاوبها مع البريد الإلكتروني والدكتور الفنتوخ من جريدة )الرياض( والأستاذ خالد البكر من جريدة )الجزيرة( وقليل ممن يعدون على الأصابع .
ويتوقع اغلبهم أن السبب هو أن الأغلبية لا يعرفون كيفية إرسال البريد وهذا من مسؤولية القائمين على هذه المواقع. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه.. ماذا استفادت هذه المؤسسات بعد تجربة فتح المواقع؟ وإذا كانت النتيجة لا تبشر بالخير، فهذا عائد إلى أنها لم تكن أصلا مهيأة لمثل هذه التجربة فنيا وكادرا ؟ سؤال محير فعلا ولكني وبكل أسف أقول هذا الكلام من تجربة أيضا. فالاهتمام بمراسلي المواقع مفقود وإن وجد فنسبته ضئيلة جدا ولابد من عمل شيء فالزمن لا يقف عند محطة بل يسير بسرعة تسابق الضوء وكل يوم يأتينا جديد فمتى نتمكن من تعلم الجديد؟ ونحن لم نتقن الذي بين يدينا ولا نعرف أو نجهل أهميته وكيف نكسب الناس ولا نطفشهم، وأيضا العلم بشيء يقود إلى العلم بأشياء أخرى.
عبد الله سعود العصيمي
alossaimi@s*sh*.net.sa
|
|
|
|
|