| القرية الالكترونية
تلقيت بسرور كغيري من المهتمين بالترجمة خبر موافقة مجلس الوزراء على تأسيس شعبة الترجمة الرسمية والمجلس العلمي للترجمة تحت مظلة هيئة الخبراء في مجلس الوزراء ولطالما ترددت الدعوات من قبل المختصين لتأسيس هيئة مختصة تعنى بشؤون الترجمة والتعريب في أكثر من مناسبة، وقد حظيت بالمشاركة في الندوة العلمية التي عقدها مركز الترجمة في جامعة الملك سعود في عام 1419 1420ه بعنوان «تطوير الترجمة وتعميم التعريب في المملكة العربية السعودية» وقد تمخضت الندوة عن توصيات آذنت بوجود معضلة يخشى من عواقبها ان لم يتدارك متخذو القرار الأمر ويتحركوا في الاتجاه الصحيح لاحتواء آثار ضعف التعريب والترجمة وتأخرها، كما أوصى أكثر من باحث بضرورة تأسيس هيئة وطنية مختصة وموسعة لتعمل على مستوى العالم العربي وليس على مستوى المملكة وحسب لدعم التعريب والترجمة وتطويرهما كيما يتيسر نقل العلوم والتقنيات لتتحدث بلساننا.
وقد ذكرنا في مقالة سابقة «معضلة المصطلح التقني» ان ضعفا ما يعتري عملية تعريب التقنية وان على المختصين تشخيص المشكلة واتخاذ ما يلزم لتطوير التعريب وتعميمه، فلا يكفي ان نردد مع حافظ ان اللغة العربية بحر في أحشائه الدر كامن، فاللغة بأهلها ومتحدثيها، فإن قعدوا عن دورهم في خدمتها فستحتل لغات دخيلة مكانها على ألسنة أبنائها، ولا يكفي ان نفاخر بلغتنا وقوتها ومكانتها، بل ينبغي ان نقرن قوتها بجهودنا وان ندعمها حتى ترجع إلى مكانتها في أفواهنا وإعلامنا وتعليمنا، وليس في قلوبنا وحسب.
في مجال التقنية، مازال العرب مختلفين حول اسم اكثر صيغ التقنية انتشاراً في أيدينا وهو الحاسب، فمنهم من يسميه الحاسوب وآخرون يسمونه العقل الإلكتروني، ثم لم يتفقوا على تسمية أجزائه بعد، فهنالك المؤشر الذي يسميه البعض الماوس وآخرون الفأرة والبعض الآخر يطلق عليه اسم المشيرة، ولم يتفق العرب على اسم لأغلب القطع الداخلية للجهاز من القرص الصلب إلى الأقراص المرنة وكل ما يتعلق بالجهاز من أسماء وأفعال وصفات. انها معضلة حقيقية، تزيد الأخطاء الشائعة من تعقيدها وما أكثرها، هل نقول تقنية ليفهمنا الناس، أم تقانة لأنها الأصح؟ إن شيوع الاستخدام ضرورة لا يحققها إلا تعريب التعليم الذي من شأنه ان يجعل الغريب معروفاً وشائعاً، ويكفي ان يتأمل أحدنا أنظمة التشغيل المعربة كنظام النوافذ كي يرى العجب العجاب في كيفية تعريبها، ومع ذلك لا يجد العربي كثير عناء في استخدام النظام.
من جهة أخرى، بثت وكالة الأنباء السعودية «واس» يوم الجمعة الثالث عشر من جمادى الأولى خبراً عن دراسة اقتصادية بحثية قام بها معهد الدلتا العالي للحاسبات في مصر أكدت ان اللغة العربية لا تمثل أكثر من 5.0% من عدد صفحات شبكة الإنترنت مما يعد عائقاً رئيسياً أمام نجاح تجارة السوق الإلكتروني في المنطقة العربية، وأضاف الخبر ان اللغة تمثل مشكلة رئيسية تقيد نشاط التجارة الإلكترونية العربية، إضافة إلى أن عدم الوعي بوسائل التجارة الإلكترونية وتحديداً وسائل الوفاء بالثمن عبر تقنيات الدفع النقدي وبطاقات الائتمان وضعف الثقة بالجوانب الأمنية لحماية المعلومات مثلت عوامل حاسمة في ضعف شيوع هذا النمط المستحدث للأنشطة التجارية. وبالنظر إلى عامل اللغة، نجد اننا أصبحنا في مؤخر الركب في جوانب عدة في حياتنا ومرد كل ذلك التأخر والضعف في خدمة لغتنا وتوظيفها بشكل رئيس وعملي في حضارتنا.
sa*dis@hotmail.com
|
|
|
|
|