| المجتمـع
* تحقيق وسيلة محمود الحلبي:
نحتاج لشيء من المعرفة للتعامل مع الأطفال بشكل يحقق لهم التعرف على مايجهلون مما يحيط بهم وذلك يتطلب منا إتاحة الفرصة لهم لتنمية غريزة السلوك الاستطلاعي هذا من جانب ومن جانب آخر اختيار اللعبة المناسبة يجب أن يخضع لمعايير معينة لضمان سلامتهم من أي أذى وقد التقينا ببعض المختصين لنسلط الضوء على هذا الجانب وذلك من خلال الأسطر التالية:
لا شك أن أهم انجازات الإنسان جاءت نتيجة لفضوله لذلك لابد من ترك الطفل يلعب كما يشاء يحرك ألعابه يميناً ويساراً يرفعها، ينزلها، يفكها قطعة قطعة وعلى الأم ألا تضربه أو تؤنبه لأنه هو يعرف ماذا يفعل بالضبط ويعرف لماذا )يكسر لعبته( لأن هناك عددا من الدراسات تؤكد ذلك وبالتالي ننمي مدارك الأطفال تلقائياً.
فمن الدراسات إحداهن أعدت دراسة شاملة تناولت فيها السلوك الاستكشافي في مجموعات من الأطفال في بعض البيئات الحضارية المختلفة للتعرف على مثيرات السلوك الاستكشافي للأطفال ومدى اختلاف هذا السلوك بين الإناث والذكور في البيئات الخاصة.
وأوضحت الدراسة أن أطفال البيئات المفتوحة الساحلية لديهم حرية أكبر في الانطلاق لذلك هي بيئة معززة للسلوك الاستطلاعي وعلى العكس في المناطق الريفية نظراً لتحكم العادات والتقاليد.
وأضافت سميرة قائلة: ان حب الاستطلاع لدى الأطفال هو الاستجابة التفحصية للمثيرات الجديدة والمفاجئة وغير المتلائمة التي تقع في متناول يديه وإبداء الرغبة في معرفة المزيد عنها حب الاستطلاع يؤدي إلى تركيز الانتباه وزيادة الادراك الحسي، كمايعطي مجالا واسعاً للتدريب على التمييز والحكم وهذا يزيد من خبرات الفرد الادراكية الحركية والحسية وبالتالي تصبح لديه حاسة ادراكية معرفية انتقائية تجاه نوعية مميزة من الأشياء.
أما عن دور الأم في تنمية تلك المواهب والخصال فتقول سميرة ان للأم دوراً كبيراً في تنمية الانتباه واذكاء حب الاستطلاع لدى أطفالها وعليها ان تلفت نظرهم منذ البداية وان تجذب انتباههم لمثيرات البيئة من حولهم بصورة غير مباشرة أو بهدف تعليمي وهذه المثيرات تتضح في الأشكال والخامات والألوان التي تخاطب حواسهم المختلفة سواء كانت مدركات لونية أو سماعية أو لمسية أو تذوقية.
وهذا في اعتقادي له تأثير مباشر على عمليات التعليم نفسها في مراحل التعليم المبكر وفيما بعد أيضاً أضف إلى ذلك ان هذه المثيرات تأخذ شكل لعبة جميلة مكعبات ملونة مطر يتساقط لون أخضر على الشجر، وهذا يشكل بدايات لصور المبادرة أو ما نسميه بالسلوك الاستكشافي أو السلوك الاستطلاعي ويمكن للأم أن تضيف لمسة جديدة للعبة قديمة من ألعاب طفلها مثلاً، حتى تثير لديه الانتباه والتساؤل وحب الاستطلاع كأن تكون إذن القطة بلون مخالف. فالمثير كلما كان متعدداً في أجزائه وألوانه ومحتوياته الداخلية سعد الطفل بفكه وكثرت أسئلته حوله ليكتسب خبرات أكثر.
فإذن لابد ان يكون نمط المثير غير مألوف وبه قدر من التناقض وغير معتاد وذلك بهدف استثارة حواس الطفل وإذا تساءل الطفل عن الشيء غير المألوف فهو إذن يملك معرفة المألوف من قبل وهذا يجلب له الحيرة النفسية والعقلية مما ينمي قدراته العقلية.
كما شددت اخصائية التربية الخاصة على مسألة رفض بعض الأسر لتصرفات أطفالهم الاستكشافية وقالت:
إنه لخطر كبير ان ترفض بعض الأمهات عمليات الاستكشاف لدى أطفالها واطلاعهم على كل جديد لأن حب الاستطلاع فطري غريزي وأساسي لابد ان يشبع وإذا أغفلته الأسرة في مراحل مبكرة نتجت عنه مشاكل في مراحل التعليم المختلفة وفي مرحلة الانسلاخ عن رقابة الأسرة والأصدقاء فلابد من تفريغ هذه الشحنات مع المرحلة العمرية الأولى فهي تفتح طبيعي تلقائي للطفل وبعدها سيبحث الطفل عن المعلومة بنفسه.
وذكرت سميرة بعض أساليب التنشئة السليمة فتقول:
إن الافراط في الرعاية والاهتمام يتساوى مع الاهمال المفرط فالرعاية الزائدة تمنع الطفل من فرصة الصدام مع الموقف كما انصح بعدم تعريض الطفل لجرعة من الاحباط حتى يحاول مرة أخرى وهذا يبدأ بتقديم كوب الماء للطفل ومحاولته للامساك به ومراقبته بعد ذلك مما ينمي لديه سلوك المسؤولية المرتبطة بالمبادرة.وهذا لن يتأتى في جو به حماية زائدة كما أن التسلط بفرض الرأي من جانب الآباء للأبناء يجعل الطفل يحجم عن السلوك الاستطلاعي ويشعر بامتهان شخصه وعدم الثقة في قدراته فلابد أن نعطي أطفالنا الفرصة للتعبير عن آرائهم وكذلك لابد أن يجيب الوالدان عن استفسارات الأبناء فالسؤال هو باب المعرفة وهذه هي وظيفتها كذلك يترتب على الأم عدم الالتزام بكبح جماح طموح الأطفال ومن الممكن توعيتهم وتقف معهم أثناء لعبهم وتساعدهم على الاستكشاف لأن هذا يسهل عملية التدرب لهم ومعرفة نواحي النبوغ والذكاء لديهم من قبل الأم.
فإذن.. اتركي ابنك يلعب بألعابه ولا تحرميه من لذة الاستكشاف لأنه يشعر بها بسعادة فائقة في ذاته نحن لا نعلمها..
وحول خطر الألعاب والأثاث على الأطفال التقينا الاخصائية فاطمة محمد السلوم مديرة مركز التأهيل الشامل للإناث فقالت: تؤدي الألعاب دوراً مهما في حياة أطفالنا فهي تنمي فيهم حب الاستطلاع والمعرفة وتساعد على نموهم العقلي والجسمي والنفسي إضافة إلى دورها المعهود في التسلية والاقناع .
ولسوء الحظ ليست جميع الألعاب مأمونة خاصة إذا كان هناك عيب في موادها أو تصميمها فقبل شراء لعبة لطفلك افحصيها بعناية وابحثي عن الاخطار المحتملة فيها، وتفحصي العيوب في التصميم ومواد التركيب في كل أجزائها، ومن أهم الاعتبارات التي ينبغي ان تراعيها عند شراء اللعبة والحواف ورؤوس المادة، والشقوق التي قد تجرح الطفل وأن اللعبة ليست ثقيلة على الطفل.
التأكد من أن ألعاب الركوب مستقرة ومتوازنة بصورة جيدة وتجنبي شراء الألعاب المصنوعة من مواد قابلة للاحتراف.
تحاشي شراء الألعاب التي تحوي قطعاً صغيرة يمكن أن تبلع أو تستنشق مع الهواء أو توضع في الأذن.
التأكد من أن جميع الألعاب المطلية تحمل عبارة )غير سام(.
أما بالنسبة لخطر الأثاث على الأطفال فنلاحظ ان السقوط هو السبب الرئيسي للحوادث المنزلية فهناك السجاد غير المثبت البسط المبعثرة في أعلى السلم أو أسفل/ الاضاءة السيئة ومن التخفيف من خطر الأثاث على الأطفال: التأكد من أن الأرضيات ليست زلقة وامسحي السوائل المنسكبة فوراً. ضرورة التأكد من ان جميع السجاد والبسط مثبتة باحكام في مكانها مع ضرورة وضع سجادة مطاطة تمنع الانزلاق أو سجادة خشنة داخل أحواض الاستحمام واستعملي سجادة تمنع الانزلاق خارج حوض الاستحمام.
التأكد من ان اضاءة جميع الممرات والغرف والسلالم والقاعات كافية ولاتتركي الأشياء ملقاة هنا وهناك فقد يتعثر أحد ما بها، وابعدي الاسلاك الكهربائية عن الممرات المؤدية إلى الغرف، وعودي أطفالك ألا يتركوا ألعابهم مبعثرة بعد ان ينتهوا من اللعب بها، وتأكدي ان الدرج لا يستخدم للتخزين ولا تدعي أطفالك يلعبون أو يركضون أو يجلسون على الدرجات ولابد من وضع بوابات السلامة في أعلى الدرج وأسفله لحماية أطفالك الصغار من السقوط.
|
|
|
|
|