| مقـالات
يذكر لنا الآباء والأجداد مفردات ذات مسميات مأثورة في زمانهم الماضي، والتي يتم استخدامها وتداولها فيما بينهم، ولا يزالون يذكرونها لنا إلى يومنا هذا، لأن البعض منها يحمل تاريخاً معيناً يمتاز به عن الآخر، بسبب الحدث أو الأحداث التي جرت لهم في ذلك الزمان، وقد كان من تلك المواقف والاحداث التي حدثت لهم وحلت بهم في حياتهم الماضية، وهي مواقف وأحداث كثيرة، ولعلنا نوضح البعض منها بايجاز، والتي كانوا يروون لنا إياها، رحم الله من أخذ الله عز وجل أمانته منهم، ومتع الاحياء منهم بموفور الصحة والعافية، والمسلمين عامة، فقد كنا نسمع منهم مفردات، بلاشك أنها تحمل أسماء تختلف اسما من قرية أو محافظة لاخرى إلا ان المعنى واحد، وكل مفردة تعني موقفا أو حدثا بناء على ما أحدثه هذا الموقف أو ذاك الحدث، ومن تلك المفردات التي كنا نسمعها منهم، ولا تزال في ذاكرتنا، هي مثل: )سنة السخونة، سنة الدبي، سنة الرحمة( إلى العديد من المسميات التي لامجال لذكرها، وكما قلنا ان لكل مفردة معنى خاصاً بها، فالمقصود «بسنة السخونة» آنذاك، ان هناك مرضاً أو أمراضاً حلت بهم وقتها وأماتت البعض من أفراد مجتمعهم وأعجزت البعض الآخر عن القيام بأعمالهم، والمقصود بسنة «الدبى» أن هناك أنواعاً من الحشرات القاتلة حلت بمزارعهم وأفتكت بزرعهم، أما المقصود «بسنة الرحمة» فعلى ما يبدو أنهم رزقوا وقتها بغيث وفره الإله الكريم، أثلج صدورهم ونمت محاصيلهم الزراعية وارتوت أرضهم وماشيتهم، وقد كانوا وقتها، خصوصاً بالنسبة للأمراض، عندما حدث لهم ما يسمى بسنة السخونة، كانوا يتصدون لها علاجيا حسب الامكانيات المتاحة في ذلك التاريخ، والتي بلاشك لا مقارنة لها مع التقدم الطبي الذي تعيشه بلادنا حاليا ولله الحمد، فقد كان البعض منهم تطوعا يسعى لمعالجة ابنه أو قريبه أو جاره، بأدوات عدم منها قراءة ما يتيسر من القرآن الكريم، ومنهم من ينصح المرضى بتناول مشروب معين يتم انتاجه من ما تنتج الأرض من زرع، ومنهم من يستخدمون بعض أساليب الطب الشعبي المأثور مثل الكي وخلافه، إلى درجة كان البعض منهم يقوم بخلع ضرسه الذي أصابه التسوس بشفرة مع إدراكه بخطورتها، ولكن الجود من الموجود كما يقال، أما إذا أرادوا ايجاد اسم لأي مرض فتجدهم يضعون له اسما غالبا ما يبنى على قصر أو طول مدة بقائه بينهم واستنادا إلى ما أحدثه ذلك المرض فيهم بناء على درجة شدة الألم، كذلك يبحثون بينهم عن أسباب نشوء هذا المرض أو ذاك وطرحهم تآويل عديدة عن اسباب تلك الامراض، وهم على الدوام ينشد كل منهم قريبه أو صاحبه عن علاج لهذه الامراض، بعد تضرعهم للمولى عز وجل بشفائهم منها، ولاشك أنهم في الغالب يتلقون اجابات يغلب عليها طابع الاجتهاد، ويندر ان تكون صحيحة لضعف التجارب التي مروا بها، ولعدم استنادها الى بحث علمي صرف، إلا أنها اجابات أسعفت العديد من أفراد مجتمعهم في أخذهم بتلك الأسباب، ولاشك أنهم معذورون عن ما قاموا به وقتها.
وما نريد قوله الآن ونحن نعيش بدايات القرن الواحد والعشرين، ونتشرف ولله الحمد بأن في المجال الطبي في بلادنا تجري عمليات القلب المفتوح، إلى العديد من الاختراعات والابتكارات في مجال الطب عامة، الذي يعد فخراً واعتزازاً لهذا الوطن وأبنائه في ظل رعاية حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، أننا نسمع ما يسمى بالجلطة الدموية والتي تحدث في أجزاء متعددة من جسم الإنسان، تأتي في الدماغ، والقلب، والأرجل، والرئة، وفي أجزاء أخرى في الجسم، وهذا ما نسمعه ويتحدث عنه بعض من الناس خصوصا في الآونة الأخيرة، ومما لاشك فيه انه قد يكون لهذه الاحداث مسببات قد يكون سببها الإنسان نفسه، وقد يكون معذوراً فيها، عندما يقال له أن سبب الجلطة تناول أطعمة تكاد تكون غير صحيحة، ولكن هنا نقول ما ذنب هذا الإنسان لأن الأسواق ولله الحمد تزخر بالعديد من منتجات تلك الاطعمة التي فيها قلة البركة الصحية!! ونقول أيضا انه لعدم توافر التوعية الطبية تحدث له تلك المصائب، وذلك في ظل غياب اعلام طبي متطور يوفر النصائح الطبية لعامة الناس، التي على أقل تقدير قد يكون نهجا مؤداه اختفاء هذا المرض أو التخفيف منه، الذي أصبح شبه منتشر لدى نسبة لا بأس بها من الناس، والمؤسف له أنه أضحى في العديد من المجالس العائلية وغيرها من يتحدث عن هذه المشاكل الصحية، وهي تعد من أمراض العصر الخطيرة )الجلطة الدموية( قائلا ان الأسباب إما أن تكون لارتفاع ضغط الدم، أو لزيادة في «الكلسترول» أو أو.....الخ، إلى العديد مما يطرح والذي غالباً إن لم يكن جميعاً يطرح من غير المتخصصين، ويبدؤون بعد ذلك في طرح النصائح بعدم تناول النشويات والسعي إلى تناول حبات الاسبرين الخاص بالأطفال لأنه مسيل للدم ليطرد تخثر الدم، والنصح بضرورة مزاولة رياضة المشي إلى العديد من النصائح التي قد لا يكون الصواب حليفها أحياناً، ومثل بعض هذه النصائح قد تكون جيدة إلا أنها ليست بالضرورة تنطبق أو تتناسب مع كل إنسان حيث ان لكل إنسان ظروفه الصحية، فأين دور وزارة الصحة الاجتماعي في هذا الجانب، أليس لنا حق عليها أن تظهر لنا الأسباب التي لو اتخذناها، لتلاشت مثل هذه المشكلة الصحية ولو بنسبة عالية والتي أضحت أشبه بالظاهرة في مجتمعنا حيث نسمع ونشاهد وفيات ضحاياها ليسوا شيوخا فحسب بل شباب وهم عماد الأمة تفقدهم من وقت لآخر، أما سوف نصبح مثل الآباء والأجداد في ماضيهم العتيد، نردد مقولة مثل مقولاتهم السابقة )سنة السخونة( ونأتي الآن ونقول أننا نعيش )سنة الجلطة الدموية( كمرض حل بالمجتمع فحسب، دون أخذ التدابير حياله، وصولا إلى وعي صحي لتفادي مخاطرها، فهذا أمر ليس منطقياً ونحن نعيش زمناً نحمد الله عليه كأفضل زمان للعديد من البلدان بفضل الله ثم ما توليه حكومتنا الرشيدة من دعم مستمر لكافة المجالات.. والله من وراء القصد.
|
|
|
|
|