أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 12th August,2001 العدد:10545الطبعةالاولـي الأحد 22 ,جمادى الاولى 1422

مقـالات

إنّا على فراقك لمحزونون
محمد بن راشد بن محمد آل حبشان
ما أكثر المنغصات التي تعترضنا في هذه الحياة والتي تكدر صفونا وتقضّ مضاجعنا وتجعلنا أسرى للهموم والأحزان .
ولاشك ان من أعظم تلك المنغصات وقعاً على الإنسان هو أن يفقد أحد أحبابه لاسيما إذا كان ذلك المحبوب من أولئك المشهود لهم بالخير والفضل والصلاح، ولعل خبر وفاة صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلمان بن عبدالعزيز والذي تلقيناه بالأمس القريب ببالغ الحزن والأسى من الأمور المفجعة حقا فقد رحل رحمه الله بقلبه الأبيض الطاهر لملاقاة رب كريم غفور رحيم وترك لنا هذه الدنيا الفانية بما فيها من صخب وآلام وأحزان، رحل رحمه الله وقد ترك لنا إرثا كبيراً أسس قواعده وأقام أركانه وحدد أهدافه ومعالمه وطعّمه بجهده وماله وإخلاصه وتضحيته، ترك لنا تلك الأعمال الخيرة التي تشهد على طيب هذا الرجل وكرمه ونبل أخلاقه وحبه للخير، وكتب اسمه في قلوبنا بماء من ذهب، لقد طبع فهد بن سلمان حبه في قلوبنا رجالاً ونساء صغاراً وكباراً، لقد أحببناه جميعا فأحبه الأصحاء والمرضى والأيتام والمعاقون والثكالى والمحتاجون لانه رحمه الله شاركهم آلامهم وآمالهم وطموحهم وأحلامهم ومسح بيده الحانية دموعهم وأحزانهم وشاطرهم أفراحهم وأتراحهم، لقد فجعنا جميعا بموت فهد بن سلمان وفزعنا لرحيله وبكينا لفراقه، لقد رحل ذلك التقي وبقي اسمه وذكره الطيب شاهدين على تلك الانجازات الخيّرة، ولن تستطيع السنون والأزمان ان تمحو تلك البصمات الخالدة التي نراها ونلمسها بين الحين والآخر.
لقد أخذ رحمه الله تعالى من والده سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله الكثير من صفاته، فقد أخذ منه مخافة الله وحب الخير والشهامة والحزم وحب المساكين والإحسان إليهم والوقوف بجانبهم وتلمّس حاجاتهم، ورحل رحمه الله مأسوفاً عليه، ويكفي شاهداً على محبة الناس له يرحمه الله تلك الجحافل والفلول التي قدمت من كل حدب وصوب للصلاة عليه وتقديم العزاء في فقده.
ان القلوب لتتفطر على فقده رحمه الله ولكن لا نقول إلا ما يرضي الرب وإنّا على فراقك يا أبا سلطان لمحزونون، فكلنا سنلحق بفهد بن سلمان، وكل نفس ذائقة الموت لا محالة فنحن أموات أبناء أموات ولن يبقى إلا وجه الله سبحانه وتعالى، ونسأل الله ان يغفر له ويرحمه ويتجاوز عنه وأن يرفع قدره في عليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، كما نسأله تعالى ان يعظم أجر والديه وان يحسن عزاءهم وعزاءنا فيه انه تعالى سميع مجيب. وقد كتبت هذه القصيدة التي تعبر عن بعض ما أكنه ويكنه جميع أفراد هذا الشعب الكريم لسموه يرحمه الله من صادق الحب والعزاء:
«فجيعة»


موت.. وفنا.. وفراق.. وموادع احباب
والله فجيعة موت أغلى الحبايب
للعمر حدّ وللفنا يوم وكتاب
وياما بنشوف من النكد والمصايب
يرحمك ياعطر الثناء رب الأرباب
ويجراك بالجنة كريم الوهايب
وتفداك ياقصر العطاء ناس ورقاب
وناسٍ بنوا دون العطايا نصايب
أحدٍ فنا واحدٍ وهو حاضرٍ غاب
ولا أنت حاضر لو يقولون غايب
ارثيك ولا ارثي الحبايب والاقراب
ولا اليتامي البايسين الغلايب
ولا الفقارى اللي شكوا قلّ الأسباب
يوم احتموا بك دون بعض النوايب
والا الضعوف اللي انقفل دونهم باب
اللي رجاهم فيك ماهوب خايب
ولا عجوزٍ مالقت قيمة خضاب
جات ولجت بك دون كل القرايب
ولا معاقٍ حبك بخافقه ذاب
شاف بحنانك يالعطوف العجايب
ارثيك ولا أرثي بعيدين واجناب
جاوا وعنوا لك فوق ظهر الركايب
بين العيون وبين رمعات الاهداب
وبين القلوب اللي هتفت لك نحايب
بنيت لك حبٍ على راس مرقاب
كلٍ يشوفه فوق ذيك النجايب
حبٍ سقيته واثمر وربّع وطاب
بقلوبنا شلناه طفلٍ وشايب
وزرعت في قلوب البشر حب واعجاب
وولعت يوم اقفيت نار ولهايب
رحلت وافي مالحد عندك حساب
واقفيت مالك عند مسلم طلايب
نار الفجيعة شرعت كل الأبواب
وهبّت على قلوب البرايا هبايب
ارثيك ولا ارثي الكرم يابن الاحساب
من يوم شابه في فراقك شوايب
واليوم اعزّي يا فهد يا بن الانساب
سلمان تاج العز فخر العرايب
واقول يا سلمان يا نسل الانجاب
الموت حق وكلنا للعطايب
عسى فهد في الخلد يفتح له الباب
وفي جنة الفردوس يلقى الوهايب
وموت.. وفنا.. وفراق.. وموادع احباب
واكبر فجيعة موت أغلى الحبايب

* عضو هيئة التحقيق والادعاء العام
بفرع منطقة القصيم

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved