|
| العالم اليوم
مع ان المجتمع الإسرائيلي، يعد مجتمعاً عسكرياً لا فرق فيه بين جندي محترف، ومجند تحت سلاح، أو فرد يخدم في الاحتياطي سلاحه في منزله ... أو مستعمر يكدس في المستعمرة التي يقيم فيها شتى انواع الاسلحة، لا فرق بين رجل أو امرأة، فحتى الصبيان شهدناهم يطلقون الرصاص على الفلسطينيين، وبالتالي فكل اسرائيلي يصنف كمقاتل ... وبالتالي يصبح هدفاً مشروعاً من قبل شعب يعاني كل يوم بل كل ساعة محنة ... ويواجه مصيراً غامضاً ... ولهذا فالإسرائيليون طالما هم يصرون على احتلال أرض شعب آخر ... ويفرضون وجودهم بالسلاح فإنهم لا يمكن أن يصنفوا كمدنيين ... أو كما يزعم المعترضون على العمليات الفدائية الفلسطينية ... فالمدني والبريء هو الذي لا يتدخل في العمل العسكري ولا يخدم المجهود الحربي ... وبالنسبة للمجتمع الإسرائيلي لا يوجد أحد لا يخدم العمل العسكري الإسرائيلي الذي يركز على فرض اغتصاب أرض فلسطين.
هذا شيء مؤكد وإن حاول الكثيرون إغفاله، ومع هذا فإن كل إسرائيلي يسقط قتيلاً وبالذات في العمليات الاستشهادية الأخيرة، فإن المسئولية المباشرة تقع أولاً على الحكومة الإسرائيلية ورئيسها الإرهابي ارييل شارون ووزرائه وبالذات أعضاء حزب العمل بدءاً من شيمون بيريز وابن اليعازر وزيري الخارجية والدفاع فالأول يبرر لشارون أفعاله، والثاني ينفذ تعليماته بقتل الفلسطينيين.
والمنصف والمراقب المحايد لابد ان يجد المبرر والدافع للفلسطينيين ان يفعلوا ما فعلوه من عمليات استشهادية، بل اكثر من ذلك، فما الذي تبقى للفلسطينيين؟ فهم محاربون في حياتهم اليومية وحياتهم مهددة، فالاغتيالات طالت القيادات والناس العاديين، حتى الاطفال النيام في منازلهم تقتحم الصواريخ غرف نومهم والعمال المتوجهون لكسب رزق عيالهم تصطادهم قذائف الدبابات، مدنهم محاصرة، كل شيء فقدوه، ومع هذا يواصل شارون وحكومته التمادي في الحرب مع الفلسطينيين، بحيث اصبحت حرب ابادة غير متكافئة، ومع هذا لم يتحرك احد لوقف تمادي شارون ... امريكا التي تمسك بخيوط اللعبة ... لعبة السلام ... والحرب ... وتصفية القضية الفلسطينية بدلاً من ان تلجم شارون وجد بعض قادتها مبررات لأفعاله ...!!
المجتمع الدولي ظل يتفرج على افعال اسرائيل ورئيس حكومتها. وكل الذي فعلته الحكومات الغربية احتجاجات مخجلة دون اي فعالية...!!
ماذا يفعل الفلسطينيون؟ هل يظلون ساكتين ينتظرون الموت اغتيالاً ... أو جوعاً ... ! أو حصاراً؟!!
شعب يواجه كل الذي قام به شارون لن يكتفي بتفجير شبابه في عمليات استشهادية ... بل سيلجؤون إلى أكثر من ذلك في ظل إجرام الإسرائيلين وتواطؤ الامريكيين وحتى المجتمع الدولي ... وكل هؤلاء هم الذين يقتلون الإسرائيليين.
jaser@aljazirah.com
|
|
|
|
|
