| منوعـات
* كيف يمسي الحيوان سعيداً، وهو يتعامل مع إنسان، الظلم في طبعه..! وهذا المعنى يختلف مع ما ذهب اليه أبو الطيب في تصويره للإنسان بقوله:
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله
وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
* كاتبنا يرى أن طوائف الحيوان الأخرى سعيدة هانئة ، لأنها لم تشعر بما أسماه تطورا في الحياة.. لكن الكاتب لم يقدم إلينا أي دليل على ذلك.! ولو سألته ، لربما قال لك: إن الحيوان أعجم، لا ينطق!
* ويجنح الاستاذ توفيق الى السخرية والهزل، حين يقول: «ومن يدري أن تكون في العالم الحيواني صحف يومية ملؤها السخر، والنكتة والازدراء عند اللزوم!».
إنه خيال سابح في التأمل، وهو تعبير ساخر جميل!
* ويمضي في القول: بل من يدري أن فكاهات وحكايات كالأساطير تُروى عنا في عالم البقر والإبل والضأن، بل حتى النمل والصراصير، وأننا موضوع كاريكاتير ضخم في هذا العالم!
* إن الأستاذ الكبير يدرك أن الحيوان مسخر مقهور، على حين أن الإنسان له اختيار، فهل اختياره هو مصدر شقوته وفشله، وكذلك نجحه، حين يهتدي الى سواء السبيل.! ولا ريب أن تصرفات الإنسان وانحرافاته وجشعه وهلعه، مصدر شقائه وتعبه وعنائه، ولم أسغ قول الكاتب في ص «28» إن الحيوان يتمتع بسكينة مضنية، أي لا يتمتع بها الإنسان، وعندي أنه لا يصح سكينة وضنى .!
* إن الحيوان أعجم، ولو نطق لطالنا العجب من تعاملنا معه، وشكواه وآلامه، وأشياء كثيرة تحل به، ولكننا لا نحس بها.
* وأشك أن يكون عالم الحيوان سعيداً. كما يعبر الأستاذ توفيق في ص «29» ولا سيما الذي يتحكم فيه الإنسان ويسخره .! وحتى الذي في الغاب، فإن القوي يفترس الضعيف، وتفتك به الأسقام وتقلبات الطبيعة، فالكبد يطاله.
* ثم يقول الكاتب، وهو يختم تصويره هذا ويقارن بين الإنسان والحيوان، فيقول: «أفضت أي المقارنة ، الى الإيمان في النهاية، أن الحيوان السعيد في هذه الدنيا قد يكون كل حيوان .. إلا الإنسان».!
* إنها وجهة نظر قد تكون مقبولة.. ذلك أن الإنسان العاقل البصير، يكتنفه الشقاء من سعيه الخاطئ وظلمه وجوره.! غير أن الحيوان نفسه فيه جور وتسلط القوي على الضعيف، وإن كان غير مهموم برزق وبغده المجهول ومصيره، الذي سيؤول اليه.! أجل: الحيوان مقهور مثل الإنسان في حياة الكبد اللاغبة، حيث النصر للأقوى، حيث الافتراس والاعتداء في منطق «شريعة الغاب» ، فأين السعادة!؟
«الحديث موصول»
|
|
|
|
|