| القرية الالكترونية
استكمالا للحديث السابق سوف أتناول في هذه الحلقة التحديات التي تواجه الفن التشكيلي والإعلام في عصر المعلومات. إن المتتبع لواقع الفن التشكيلي يجد أنه هو الآخر يواجه الكثير من التحديات في عصر المعلوماتية ذلك أن هناك علاقة تضادية إن صح التعبير بين الفن والتكنولوجيا وبين الفنانين والفنيين.
وإذا كان الحوار مازال في حلبة الصراع فإن الفنانين مطالبون بوقفة جادة أمام الفنيين المتخصصين في مجال الحاسوب.
وتبدو هذه التحديات في قدرة الفنيين المتخصصين في مجال الحاسوب على إنتاج برامج يمكن بواسطتها تكوين اللوحات باستخدام برامج صنع الاشكال Graphics Tool ويستخدم الحاسوب الآن في تشكيل اللوحات الخلفية للأفلام السينمائية. ومما ساعد على ذلك سهولة الاستخدام الأمر الذي أصبح بإمكان المصمم اختيار اللون المناسب مهما كان الخيال وظهر ما يسمى باسم freedom of Colorsوكذلك الخط المناسب مهما كان نوعه )ثلث، رقعة، نسخ، أندلسي.. إلخ( وحجمه وأخيرا الحجم المناسب في وقت لا يتجاوز عدة ثوان.
وكذلك اختيار الزخارف الإسلامية الهائلة الموجودة ولصقها في المكان المناسب ويوجد في الوقت الحاضر مواقع على الإنترنت خاصة للزخرفة الإسلامية على أن أهم ثورة في مجال الحاسوب بالنسبة للفن التشكيلي هي إمكانية إنتاج الرسوم المتحركة Animation وكذلك استخدام ثلاثية الأبعاد 3Dimention حيث باستطاعة المصمم أن يرى عمله من أكثر من جهة ويقوم بتعديله حسب حاجته وهكذا بل أصبح تصميم المنازل والطرق وديكورات المنازل يتم بواسطة الحاسوب كما استخدم الحاسوب في مجال ترميم اللوحات القديمة وذلك للتعويض عن المساحات المفقودة أو الباهتة أو التالفة وإمداد الفنان التشكيلي بالشكل الأصلي لهذه اللوحات واقتراح أشكال أخرى يمكن مشاهدتها قبل تلوينها وتحريكها من جميع جهاتها باستخدام نظام ثلاثي الأبعاد.
وفي مجال فن النحت فإن الحاسوب بدأ يساهم في ذلك وقد بدأت الجهود التي تمثلت في تشكيل مجسمات تجريدية من قطع هندسية صغيرة تقوم رافعة صغيرة متصلة بالحاسوب بترصيصها بعضها فوق بعض بصورة عشوائية حتى يمكن اختيار التصميم المناسب.
والخلاصة أنه لم يعد للفنان التشكيلي أي فرصة للإبداع من وجهة نظري أمام هذا السيل الجارف من الإبداع الحاسوبي الذي يقوده فنيو الحواسيب إن صح التعبير.
وعليه فإن الفنان التشكيلي يجب أن يبدع في استخدام هذه البرامج وإنتاجها وتوظيفها حسب مجتمعه وحسب ثقافته وإلا لن يكون مبدعا.
وأخيراً يمكن القول بأنه إذا كانت التكنولوجيا ساهمت في توفير تلك الوسائل المادية لمساعدة المثقف في إنتاج عمله الأدبي أو الفني فإنها بنفس الوقت قد قلصت من دوره بتهميشها الثقافة وتحويل الفنون والآداب والموسيقى إلى وظيفة ديكورية أومكون سلعي مكمل لمنتجات عصر الصناعة.
وعند الحديث عن التحديات التي تواجه صناعة الثقافة العربية في عصر المعلومات فإن من أهم النقاط التي يجب الحديث عنها هي واقع صناعة البرمجيات في العالم العربي.
وقبل الولوج في الحديث عن البرمجيات يمكن تعريفها بأنها هي بمثابةالمترجم بين الإنسان والآلة والمتتبع لواقع صناعة البرمجيات يجد أنها مرت بعدد من المراحل وتنافس حميم تقودة شركة IBM وشركة Microsoft على أن شركة مايكروسوفت تكاد تسيطر على صناعة أنظمة التشغيل )Operating System( في الوقت الحاضر.
وقد قسم بعض الباحثين مستويات البرمجيات إلى أربعة أقسام وهي:
1 برمجيات السيطرة على نظام الحاسوب شبكات نقل البيانات )Administrativesoftware(: وهي تعني نظم التشغيل التي لا غنى لكل حاسوب عنها ولا يمكن تشغيل أي جهاز بدونها وتتربع على قائمة المنتجين لهذا النوع من البرمجيات شركة مايكروسوفت وقد طرحت أخيرا نظام تشغيل 2000.
2 برمجيات أداتية )Software tools(: وهي البرامج التي تساعد المستخدم على تكييف البرامج الجاهزة حسب احتياجاته الخاصة لإجراء العمليات المراد تشغيلها.
3 برمجيات تطبيقية )Application software(: وهي البرامج التي تساعد على إخراج النتائج المطلوبة وبكلمة أخرى فإن برنامج التطبيق هو الذي يحجز مقاعد الطائرة ويحل المعادلات الرياضية ويقدم المادة التعليمية بأي صورة يمكن طلبها.
4 لغات البرمجة )programming languages(: ولغات البرمجة هي التي تمثل حلقة الوصل بين المبرمج والتفاصيل الداخلية لنظام الحاسوب.
وهناك لغات كثيرة جداواستخدام هذه اللغات مبني على النشاط فهناك لغات خاصة لبرامج الحسابات وهناك لغات خاصة لبرامج التعليم وهناك برامج خاصة للعلوم الهندسية وهكذا.
أما واقع صناعة البرمجيات في العالم العربي فهو ضعيف جدا بل ان العالم العربي مستهلك للبرامج الغربية جملة وتفصيلا ولا توجد شركات عالمية تقوم بالإعداد لهذا النوع من البرامج الأمر الذي أدى بشركة ما يكروسوفت إلى أن تستعين بأكثرمن 60 مبرمجا عربيا لترجمة البرامج التي تصدر باللغة الإنجليزية إلى اللغةالعربية.
والمتابع لمعظم البرامج التي تستخدم في البنوك أو الشركات الكبرى في العالم العربي يجد أنها باللغة الإنجليزية مما يضطر المؤسسة إلى تدريب موظفيها بدلاً من ترجمة النص إلى اللغة العربية.
ويكفي القول إن لغة البرامج هي اللغة الإنجليزية وليس للغة العربية أي مكان هنا. ومن هنا يمكن القول إننا بحاجة لأن ننتج ما يوافق ويحافظ على ثقافتنا وهويتنا.وبالنظر إلى التقسيمات السابقة نجد أنفسنا أننا أقرب إلى البرامج الأدائية التي غالبا ما تكون جاهزة ونقوم فقط بتكييفها حسب حاجة مؤسساتنا...وللحديث بقية....
almosa@almosa.net
*جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
|
|
|
|
|