| الثقافية
* القاهرة مكتب الجزيرة محمد حسن:
أشاد الشاعر عبدالمنعم عواد يوسف بالنهضة الأدبية والثقافية بالمملكة العربية السعودية في ظل رعاية وتوجهات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، مؤكداً أن الساحة الأدبية في المملكة تشهد تطوراً دائماً، كما أنها زاخرة بمختلف التيارات والمدارس الأدبية والفكرية وقال في حواره ل«الجزيرة» من واقع تجربتي المعاشة في المملكة أؤكد أن أرض المملكة خصبة بالمواهب الثرية الواعدة، اضافة لكبار المبدعين من الشعراء والنقاد.
والشاعر عبدالمنعم عواد يوسف يعد من رواد حركة الشعر الحديث منذ نشر قصائده الأولى في الخمسينيات بمجلة «الرسالة والأدب» البيروتية وتوالت أعماله منها: عناق الشمس ولكم نيلكم ولي نيلي، أغنيات طائر غريب، للحب أغني، الضياع في المدن المزدحمة، هكذا غنى السندباد، وأخيراً صدر له ديوان جديد بعنوان عندما نادتني عيناك وللمفارقة يعود في هذا الديوان لبداياته الأولى حيث تطغى على الديوان المسحة الرومانسية الحالمة!!
التقيناه في هذا الحوار الذي تحدث فيه بداية عن تجربته الأدبية في المملكة وأعماله الشاعرية وديوانه الجديد والعديد من القضايا الأدبية الأخرى.
نهضة حقيقية
* من واقع تجربتكم الأدبية في المملكة كيف ترى طبيعة المناخ الأدبي والثقافي بها؟
تعايشت عن قرب ولمدة أكثر من ثلاث سنوات مع الواقع الأدبي والثقافي بالمملكة وقد لمست مدى النهضة والطفرة التي حققتها المملكة سواء في مجال الشعر أو الرواية أو القصة أو في مجال النقد ومختلف فروع الثقافة الأخرى والساحة الأدبية السعودية ثرية بالشعراء والأدباء من مختلف المدارس الأدبية فتوجد القصيدة التقليدية بجانب القصيدة الحديثة في تحاور وليس تناقض كما يوجد اهتمام كبير بالتراث والأصالة بجانب المعاصرة واجادة الكتابة في شتى ألوان الابداع ويأخذون دائماً بمناحي التطور والتجديد، كما أننا لا ننسى مساهمات الرواد أمثال: حسن القرشي وحسن فقي وعبدالله ادريس ومحمد حسن عواد والنقاد: عبدالله الغذامي ومعجب الزهراني هذا إلى جانب الشباب والمواهب الجديدة الواعدة.
* لو تحدثنا عن ديوانك الجديد نجده يندرج تحت القصائد الوجدانية فهل هذه عودة للمنابع الأولى أم ماذا؟
ليست عودة ولكن الديوان بالفعل يتضمن مجموعة قصائد من الشعر الوجداني كتبتها في وقت مبكر من شبابي حيث كانت تسيطر عليّ التجربة العاطفية ولكن تأخر اصداره حتى هذا الوقت، وأرى فيه امتداداً لديواني أغنيات «طائر غريب» وهو من الشعر العمودي وديواني «عندما نادتني عيناك» يتضمن ثلاثين قصيدة تعبر عن العاطفة والوجدان باستثناء قصيدتين كتبتها في مناسبتين أدبيتين هما: وفاة العقاد وتكريم شوقي ضيف.
تجربة عاطفية
* أليس غريباً أن تنشر ديواناً بالشعر العمودي بعد أن أصبحت من رواد القصيدة الحديثة وطورتها حتى وصلت إلى قصيدة الومضة!
بالفعل يعتبر البعض هذا الأمر غريباً واعتبره آخرون تخلفاً عن مسيرتي الشعرية ولكن لا أرى ما يدعو لكل هذه الاتهامات فقد أرخت لقصائد الديوان وقلت إنني كتبتها في بواكير حياتي.
* وما هي القصائد التي تجدها أكثر تعبيراً عن تجربتك العاطفية ضمن هذا الديوان؟
قصيدة بعنوان «زمن الحب» فهي تعبر عن تجربة خاصة وثيقة الصلة بنفسي وما يعجبني فيها سؤال المحبوبة عن عمر حبيبها فيرد عليها:
لا تسألي عن سني.. اني امتداد لك
دعي عمري..فقد غدوت بلا زمانِ
فأنت العمر يولد من جديد
فما جدوى زمانكِ وزماني |
* وكيف ترى الانتقال من مدرسة شعرية إلى أخرى وهل يعتمد على التطور الشعري والفكري لديك؟
الانتقال من مدرسة شعرية إلى أخرى أمر يتطلب التطور الأدبي ونضج تجربة الشاعر الفنية بكل تأكيد والذين يقفون عند حدود مدرسة شعرية ولا ينتقلون إلى أخرى بفعل النضج والتطور شعراء جامدون وكان من الطبيعي أن أبدأ كلاسيكياً ثم رومانسياً ومن الرومانسية إلى الواقعية وحين اكتشفت أن التزامي الواقعي سيكون على حساب المستوى الفني والجمالي كان علي أن أبحث عن معادلة صحيحة بين الفن والالتزام ومن هنا كانت الحداثة المعتدلة.. هكذا أسميها أي البعيدة عن الغموض والألغاز.
إسهامات نقدية
* بالاضافة لابداعك الشاعري لك اسهامات نقدية أيضاً فماذا عنها؟ ومارأيك في الحركة النقدية العربية بوجه عام؟
الناقد يستقر في أعماقي منذ أن بدأت كتابة الشعر ولي دراسات نقدية نشرت في مجلة «الأديب والآداب» البيروتية وكتبت عدداً من المقدمات النقدية لمجموعة من الكتب مثل قصة ليل العبيد للدكتور نجيب الكيلاني وأعمال الشعراء فوزي صالح وشهاب غانم، وهيثم الخواجة وغيرهم، أما عن الحركة النقدية بشكل عام فهي لا تواكب حركة الابداع الأدبي فهناك عشرات من الأعمال تصدر دون اهتمام نقدي بها، القليل منها يلقى اهتماماً نقدياً ومن هنا أطالب بضرورة الاهتمام بالحركة النقدية وبالنقاد لمواكبة الابداع حتى تسير العملية في خط متوازن دون انحراف ولكي تسير الحركة النقدية على أسس سليمة يجب توافر ضوابط بين المبدع والناقد أولها أن يقدم المبدع عملاً حقيقياً يستحق النقد، وثانيها ألا تكون هناك دوافع في الكتابة النقدية سواء مع أو ضد العمل أي أن يكون الناقد بعيداً عن الهوى.
مستقبل القصيدة النثرية
* وبرؤيتك النقدية ماذا عن مستقبل قصيدة النثر؟
أولاً أنا لست ضد قصيدة النثر ولكن أرى أن النثر وحده لا يصنع الشعر، فالشعر الحقيقي هو الذي تتوافر فيه عناصره الحقيقية من وزن وقافية وبحور، والكثير ممن يكتبون قصيدة النثر بعجزون عن كتابة بيت شعر واحد عمودي منتظم، وعلى النقيض هناك شعراء يكتبون قصيدة النثر بدافع فني وأدبي ولهم تجربة طويلة في كتابة الشعر الحر أمثال محمد صالح وفريد أبو سعده وحلمي سالم وغيرهم، وأنا بشكل خاص كتبت واحدة من قصائد النثر وكانت تجربة مفتعلة ولا أود العودة إليها ثانية.
* وأخيراً ما هي أعمالك القادمة؟
يوجد ديوان جديد خاص بالأطفال بعنوان «قمم إسلامية» يتضمن عشر قمم إسلامية مثل أبي بكر وعمر وخالد وعلي وغيرهم، كما يوجد لدي ديوان آخر قيد الطبع بعنوان «أغاريد الصباح» يحوي «25» قصيدة.
|
|
|
|
|