| مقـالات
ما زال مجتمعنا متلاحماً مترابطاً متراحماً، تلتئم فيه القيادة بالمواطن دونما ضجيج أو دعاية بعيداً عن الإعلام وترويجه.. وبعيداً عن الشعارات المتمثلة في الديموقراطية، وحقوق الانسان، والايدلوجيات التي تناثرت هنا وهناك في الستينيات الميلادية سواء أكانت يمينية أو يسارية شيوعية أو رأسمالية.. ولم تحقق لجماهيرها سوى الفقر والتراجع الحضاري وغياب بعض القيم الانسانية التي يتحلى بها مجتمعنا القائم على العقيدة الإسلامية والترابط الاجتماعي الذي زرعه الملك المؤسس عبدالعزيز طيب الله ثراه .
القيادة السعودية متداخلة مع الشعب بكافة أشكاله وقبائله ومثقفيه وطلابه ورجال أعماله وحضره وباديته.. ذلك أن هذه القيادة من رحم المجتمع السعودي ومن بنائه الذي لا يختلف اثنان على نسيجه الواحد، المتماثل في نظرته للكون والناس والحياة بصفة عامة..
فالقيادة منشؤها حنو القائد على مواطنيه، وتواضعه، واحساسه بكينونة المواطن، واحتياجاته، ومشكلاته ووسائل تطويره وتطوير أبنائه..
المجالس مفتوحة للمواطنين يلتقون فيها برموز القيادة السعودية وبمن في يدهم الحل والعقد والبت في الأمور دونما وسائط رغم وجود منافذ أخرى للمواطن مثل مجلس الشورى، ومجالس المناطق، والوزارات المعنية، والجامعات المفتوحة وديوان المظالم، وهيئة الرقابة والتحقيق، والحقوق المدنية والامارات الثلاثة عشر بمحافظاتها ومراكزها..
هذه المجالس الخاصة بالمسؤولين الامراء فريدة في عالمنا المعاصر.. فليس من السهل على مواطن في أي بلد عربي أن يلتقي القيادة ويشرح لها مباشرة همومه وأوجاعه ومشكلاته. وهذه المجالس السعودية تتميز بالبساطة في نموذجها.. فمن يحضرها يحس بطبيعة الحب والتفهم ووشائج الانسان بين المواطن والمسؤول بها..
هذه البساطة تتمثل في لغة القائد مع مواطنيه وفي حركته وتصرفاته واستجابته وصبره على الجموع المحتشدة أمام وداخل القصر الخاص أو في صالات الاستقبال الخاصة بالمواطنين في وزارات ا لسيادة، والامارات في المملكة.
لقد كان لي شرف الحضور إلى مجلس صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام في قصره ورأيت بأم عيني حشوداً غفيرة من المواطنين في مجلس سموه أتت للسلام عليه ولعرض مشاكلهم وحاجاتهم على سموه، ولقد عجبت لصبر سموه على الوقوف مدة طويلة للسلام عليهم، ومن ثم جلوسه معهم مدة أطول للاطلاع على أوراقهم وخطاباتهم وحاجاتهم وشكاواهم، مع الأخذ في الاعتبار أن هناك من هو عاجز، ومن لا يسمع جيداً ومن هو غير مبصر ومن هو معاق ومن هو أمّي لا يستوعب بسرعة ما يوجهه به الأمير وما يقترحه عليه من حلول لمشكلاته.. فترى سموه يمسك بيد هذا ويرفع صوته ليسمع ذاك ويكرر توجيهه حفظه الله ليفهم آخر.. وهكذا مهمة صعبة جداً لا يستطيع القيام بها بصفة مستمرة غير القادة المحبين لمواطنيهم المتفهمين لقضاياهم.. وبعد ما ينتهي المواطنون من عرض قضاياهم يتوجهون بمعية سموه لتناول طعام العشاء في صالة واحدة لا فرق بين هذا وذاك.. كلهم سواسية في عين القائد.. وهذا يتم بصفة مستمرة كما أسلفت وليس لمرة أو مرتين في الشهر انه بشكل أسبوعي وقد يكون أكثر..
لو أن كاميرات التلفزيون السعودي تصور ما يحدث من تلاحم في هذه المجالس ومن تواد وتفاهم لعرف المواطنون السعوديون الذين لم يحضروا هذه المجالس طبيعة هذا اللقاء ولعرف العالم العربي بل العالم بأسره طبيعة الحكم السعودي.. لكن هناك نظرة أعمق لدى القيادة تحبذ أن يكون هذا اللقاء خاصاً بين الحاكم والمحكوم.. مؤمنة أن الحب والود بين القائد والمواطن لا يحتاج إلى توثيق وتصوير.. انه أعمق من هذا بكثير.. فالحمد لله الذي حبانا بمثل هكذا قيادة تعاملنا كاخوة وأحبة وأهل وأصدقاء وأعان ا لله أمراءنا.. ورموزنا على تحمل هذه المسؤوليات الجسيمة ففي الوقت الذي يشد المواطن السعودي رحاله في أغسطس للسياحة سواء داخل البلاد أو خارجها ترى القيادة ثابتة في مواقعها لتدبر أموره الاقتصادية والاجتماعية والأمنية والسياسية وغيرها.. والنظر في قضايا المحتاجين الذين لا يجدون بعد الله سوى القيادة السعودية.. فتحية من مواطن محب لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز على هذه الأبوة الكبيرة وذلك الحنان الكبير.. أمد الله في عمرك ووفقك لدروب الخير.. انه جواد كريم..
alreshoud@hotmail.com
ص.ب:90155 الرياض: 11633
|
|
|
|
|