| مقـالات
وجبة واحدة من مئات الوجبات التي طالما قدمتها الصهيونية للأمة العربية.. هذه البيتزا قام بعجنها وخلطها وإعدادها الإرهابي شارون، ومعه جميع الإرهابيين الصهاينة.. مواد هذه الخلطة بريطانية وأمريكية صهيونية لطالما قُذف بها في نحر العربي منذ العام 1917م.. نعم، إرهاب الصهيونية، ودعم السياسة البريطانية والأمريكية لهذا الإرهاب والإجرام بالمواقف والمال والعتاد هو السبب في ما حصل من مآس ليس تفجير مطعم البيتزا الصهيوني إلاّ أقلها، وأفجع منه ما حصل للعرب من مآس ستظل وصمة عار في جبين الإنسانية الغربية المزعومة.
رحماك ربي! كيف تتحول حكومة الولايات المتحدة الأمريكية إلى حكومة داعمة للقتل والإرهاب، وهي الدولة التي تعد نفسها حامية لحقوق الإنسان والعدل والسلام، وتتشدق بأن كل فعالها تهدف الى تحقيق هذه المفاهيم ورعايتها؟ هل قتل الاطفال والنساء والشيوخ، وهدم المنازل، وتجريف الأراضي، واقتلاع المزروعات، عدل وسلام في المفهوم الصهيوني والأمريكي؟ وهل يقوم النظام الجديد، وهل تتحقق العولمة على أشلاء العرب وسفك دمائهم؟.
لقد دأبت الصهيونيةالعالمية وأعوانها من الغربيين والشرقيين على تنفيذ حرب ابادة منظمة للعرب، وتحولت حكومة العدو الصهيوني منذ احتلاله لفلسطين إلى عصابات تسيرها المؤامرات الغربية لممارسة إجرام الدولة.. إجراماً مبرمجاً ومحميًّا بالهيمنة الامبريالية. ومشرعا له من قبل الغرب.. أو ليس ديك تشين نائب الرئيس الأمريكي من قال قبل أيام: «إن هناك مبررات لقيام اسرائيل بعمليات القتل والاغتيالات ضد الفلسطينيين؟!».
ليته يقول الآن: إن لدى العرب مبررات للدفاع عن انفسهم، لأن ذلك قد يبعث فينا الأمل بأن بقايا مشاعر إنسانية وأخلاقية ما زالت توجد في البيت الأبيض! وليت بريطانيا تعترف بذنبها الذي اقترفته ضد العرب، لأن ذلك قد يعيد ولو بعض الحقوق إلى أصحابها! وليت فرنسا تخلع عن وجهها قناع النفاق فتساوي بين حق الدفاع عن النفس والأرض، الذي مارسه الفرنسيون ضد هتلر، وبين حق العرب في الدفاع عن انفسهم وارضهم ووجودهم ضد صهيونية النازية الاسرائيلية! وليت المانيا تتذكر حاجز برلين وترى وجه الشبه بينه وبين حصار الصهيونية وعزلها للقرى الفلسطينية! وليت روسيا تصحو من سكرتها وتتفهم حقوق العرب مثلما أعلنت أنها تتفهم ظروف الصهيونية! وليت الصين تقول كلمتها وتقف إلى جانب العرب معترفة لهم بحق الدفاع عن أنفسهم وأرضهم مثلما كان لها الحق في إسقاط الطائرة الأمريكية لمجرد أنها اقتربت من بحر الصين. ومثلما كان لها الحق في المطالبة بهنكونج! وليت تركيا الحبيبة تغطي وجهها وتدس رأسها خجلاً في الوحل الذي خلفته اقدام شارون في عاصمة أتاتورك!.. وليت العالم الغربي بأسره يقف وقفة إنصاف ولو لمرة واحدة فيعترف بحقنا في حماية أنفسنا والثأر لقتلانا والدفاع عن أطفالنا ونسائنا وشيوخنا وأرضنا ومقدساتنا.
لست أدري كيف يفكر الساسة الأمريكيون عندما يعلنون عن حرصهم على العدل والسلام والأمن العالمي، في الوقت الذي يرون فيه أرواح العرب ودماءهم رخيصة لا تستحق ذلك العدل والسلام والأمن، فما الذي يمكن ان يحرك المشاعر الأمريكية إذا لم تحركها المناظر المروعة للمذابح التي تقترفها الصهيونية الإسرائيلية؟ وأي رحمة يمكن أن نعتقد بوجودها لدى الأمهات والآباء الأمريكيين إذا لم تحرك ضمائرهم مناظر الأطفال العرب المذبوحين بالسلاح الأمريكي؟.
فصل من فصول المجزرة ..أكثر من مائة يوم والسلاح والمال الغربي مسخر لتنفيذ جرائم الصهيوني شارون وزبانيته.. ذبحا واغتيالا منظما للعرب، وانتهاكا لحقوقهم وأرضهم وأرزاقهم، وأكثر ما يصدر من رد فعل أمريكي بشأن الصهيونية عند حدوث أي مجزرة ضد العرب دعوة لضبط النفس، وإذا قتل جندي أو مستوطن صهيوني انطلقت بيانات الشجب والتنديد ضد العرب.
تستطيع أمريكا وبريطانيا والصهيوني أن تسيطر سياسيا على العرب، لكنها لا تستطيع أبدا أن تسلب عربياً أبياً عن كرامته، ولا تقوى أبدا على انتزاع حق المقاومة من الشعوب العربية.. وهذه هي الأدلة تنطلق كل يوم رغم الجبروت والإجرام والهيمنة والقوة الغاشمة المسخرة لسحق هذه الأمة.. إننا نبحث عن البقاء في مواجهة حروب الإبادة.. نبحث عن حياة لأجيالنا.. نبحث عن مقومات للبقاء كأمة، ولذلك ظهرت العمليات الاستشهادية..
ومن الغباء وإن توفرت الخدع البارعة والقوة الغاشمة أن يظن الأمريكيون والصهاينة أن العرب غافلون عن ممارساتهم البغيضة وأهدافهم الاستعمارية .. لقد حول الأمريكيون والغربيون بعامة أنفسهم من صديق محتمل للعرب، إلى عدو حقود لا نشك لحظة برغبته في امتصاص الدماء العربية.. لا نشك في ذلك مهما كانت ابتساماتهم عريضة، ومهما قدموا من مبررات، ومهما اتبعوا من حيل ومؤامرات.
كنا نريد امريكا صديقا للعرب.. كنا نريد امريكا حارسا امينا لحقوق الانسان والسلام والعدل، وكنا نريد من امريكا اتباع الوسائل الإنسانية لتكون شريكا في النظام العالمي الجديد وعمليات العولمة، وليس محتلاً للعالم يفرض رؤاه بالقتل والإرهاب المباشر أو بالإنابة.. كنا تريد إقناع أنفسنا وأجيالنا أن أمريكا تتمتع ولو بقدر ضئيل من العدل والصدق والحياد.. واليوم سقطت كل الأقنعة فبانت الوجوه الكالحة.
الله .. الله لو أن أمريكا وضعت نفسها في موضع القدوة لدول العالم، في تطبيق ما تنادي به من مثل ومفاهيم في عدل وحياد ومساواة، إذن لكانت امتلكت عقولنا وقلوبنا.. أما والحال عكس ذلك فإن أمريكا تخلق العداوات بينها وبين العرب، وتعمق الجراح وترسخها في أذهان الأجيال، كيف لا وهي تفعل ما تفعل.
وترى أن دماء الأمريكيين والصهاينة مقدسة، واستغاثاتهم واجبة النجدة والإجابة. أما دماء وأرواح العرب فلا تثير سوى مشاعر التشفي وإشباع نزعة القتل والحقد والعنصرية لديهم، ومن يجرؤ على إجابة استغاثاتهم فهو إرهابي.. وما كان ضر لو نزل الجيش الأمريكي على شواطئ غزة وانتشر في الضفة الغربية من أجل الحق والعدل، كما انتشر في أماكن أخرى ومنها البلقان؟!
أي دور أمريكي للسلام وإسرائيل تقتل أبناءنا، وتحتل أرضنا، وتشرد شعبنا في فلسطين ولبنان والجولان، وتدنس مقدساتنا، وفي السلطة الأمريكية من يشرع ذلك، ويعده من متطلبات الأمن والسلام العالمي!. ورغم الإرهاصات والعدوان المستمر الذي لم يسبق له مثيل في وحشيتة، ورغم حقنا المشروع في رد العدوان، إلا ان ما حدث لأطفالنا على يد الصهيونية لو أنه حدث لأطفال أمريكيين أو اسرائيليين أو غربيين عموما لأحزننا كثيرا فضلا عن غيره مما لحق بأمتنا من عنت وجرائم وقهر واستعباد.
إنه إذا كانت أمريكا ترغب حقا في تحقيق أي قدر من السلام والعدل والأمن العالمي، وإذا كانت تتطلع إلى تميز مبني على مبادئ العدل والحرية والمساواة، وليس على نتائج العدوان والبطش والإرهاب الإسرائيلي فعليها أن تنظر إلى الروح في جسد العربي كنظرتها إلى الروح في جسد الأمريكي أو الصهيوني.. فالحياة حق للعربي بوصفه إنسانا، وأن تنظر إلى دفاع العربي عن نفسه وأطفاله وأرضه ومصالحه بوصفه حقا مشروعا.
فها هي أمريكا والغرب عموماً، تتذرع بالدفاع عن مصالحها في كل مكان من العالم. واقترفت من أجل ذلك عمليات القتل والإبادة في فيتنام، واليابان، وكوريا، والعالم العربي، والبلقان، وتهم بمثل ذلك في مواجهة الصين.
لقد تحولت حياتنا إلى تساؤلات مفجعة، عن أمور يعد التساؤل عنها في أمريكا، ضرباً من الجنون لارتباط الحياة بداهة بمضمونها.. والسبب في ذلك هذا الانحياز والمشاركة الغربية في إبادة العرب، ومن تلك الأسئلة: هل العرب بشر في نظر الأمريكيين والغربيين بعامة؟ وهل للعرب حق في الحياة الآمنة كالشعوب الغربية؟ هل لنا حق الدفاع عن أنفسنا وأرضنا؟ هل يحق للأم العربية أن تلد وترعى أبناءها في بيوت حتى من حجر وطين وليس في مخيمات وأكواخ؟ وهل يحق للأطفال الفلسطينيين أن يحيوا وينموا في أحضان أمهاتهم بصحة وسلام وعلى تراب وطنهم؟ وهل العربي إنسان في مواجهة الغربيين والصهاينة في ظل العولمة والمتغيرات القادمة؟ وهل ستعاملنا أمريكا عندما تكتمل سيطرتها على هذا العالم كبشر يحملون كرامة إنسانية بحكم آدميتهم؟!
إن أخلاقنا العربية ترفض ركوب موجة القتل الغربية الصهيونية، ولكن ما حيلة العربي في خضم حروب الإبادة التي تتعرض لها أمته. وفي وقت يشعر بأنه مهدد في كل شيء.. ما حيلته إلا ركوبها، كي يبقى للعربي نسل ووجود، فالصهيونية دولة لا تعرف إلا القتل والإبادة. ورحم الله شهداءنا السابقين واللاحقين.
وعلى العرب ألا يجزعوا من الفارق الكبير بين آلة القتل والابادة التي تستخدمها اسرائيل، وبين الوسائل الدفاعية المتاحة لهم. لأن الله تعالى موهن كيد المعتدين. وعلى اسرائيل وأعوانها ان يعلموا ان الجهاد والاستشهاد دفاعا عن الأرواح والحقوق والمقدسات فريضة عند المسلمين.
وان من يسعى الى هذه الشهادة كثيرون جدا.. أبطال يسعون الى الموت طلبا للشهادة. بقدر ما يسعى المعتدون الصهاينة الى الحياة والعدوان على أمتنا.. أبطال يطلبون الجنة مثلما ان الصهيونية وأعوانها يطلبون أرواحنا وأرضنا وأرزاقنا. وعلى الصهاينة ان يعلموا أيضا انه مهما بلغت التقنية الأمريكية التي تسيّر وتغذي عمليات القتل والابادة تلك من تقدم، فانها لن تحقق السلام والأمن للمعتدي الصهيوني، واذا استمرت العقلية الصهيونية في اعتناق عقيدة القتل والابادة. فعلى الشعب الصهيوني ان يسكن في ثكنات عسكرية. وان يستخدم المدرعات والمصفحات والطائرات الحربية للتنقل من مكان الى آخر.
وعلى شارون ان يعود الى بلده روسيا، كما ان على باراك ان يعود الى بلده لتوانيا، اما باقي العصابات الصهيونية فعليها ان تعيش في المعسكرات وداخل الآليات العسكرية كما لو كانوا مواد معلبة.. والأفضل للمستوطنين الغاصبين ان يعودوا الى البلدان التي جاءوا منها، فاليد الفلسطينية طويلة وقوية بالحق، والحجر الفلسطيني تحول الى حجارة من سجيل.. والى الأمام يا حماة الثغور.
ص.ب 10810 أبها 61321
|
|
|
|
|