| مقـالات
الموت حق.. وسيلاقي كل كائن حي.. وقد جعل الله لخلقه آجالاً وأعماراً فلا يتعداها أحد.. «وجعل لهم أجلاً لا ريب فيه..» وقال سبحانه «قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم..» إذن فلا مفر من الموت.. ولكن العبرة بالخواتيم.. وحسن الخاتمة لها دلائل كثيرة يدركها الكثيرون فيمن مضى من أهاليهم أو من عايشوهم من الملوك والأمراء والسادة والعلماء والأصحاب.. والمسلم يدرك أن هذه الدنيا ليست بدار قرار.. وانما هي ممر إلى دار مقر.. وموت الفجأة هو علامة من علامات الساعة.. وكما أن الساعة لا تأتي إلا بغتة فكذلك موت الفجأة يأتي بغتة. وهو سر ألمه الشديد على نفوس وقلوب الأحياء عندما يصدمون به.. وقد يمرض الإنسان مرضاً سواء كان مستعصياً أو غير مستعص. ويكون بعد حين من العلاج.. قد تردى.. وضعف وظل زمناً كذلك. كما نسمع ونرى في العنايات المركزة.. ثم ينتهي أجله فهذا يكون أقل صدمة من موت الفجأة الذي يكاد يلجم الألسن ويقف بدقات القلوب ويمنع البعض من تأدية العزاء لهول الصدمة..
قال تعالى: «أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتاً وهم نائمون.. أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون..» والبأس أما أن يكون دماراً أو هلاكاً مستعجلاً يعقبه موت مفاجىء. وقد كثر موت الفجأة أخيراً. وهو كما هو معروف بالنص أنه علامة من علامات الساعة.. وكلما كان الميت من ذوي الشأن أو التأثير في المجتمع.. أو كان من ذوي الصول والطول، كان وقعه شديداً في النفوس ومثار الارتياع.. وقد يموت من موت الفجأة آخرون لشدة وقعه خاصة إذا كان الميت وحيد أهله أو المتفوق والبارز فيهم وكان يتمتع بصحة وعافية، ولذلك فإن من المطلوب من المسلم أن يحاسب نفسه يومياً.. وساعة بساعة. والكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني. فإن الموت لا يدرى متى يأتي وفي أي لحظة.. ومن أمسى فلا ينتظر الصباح ومن أصبح لا ينتظر المساء هذا هو التوجيه النبوي الحكيم السليم. وقد رزئت بلادنا برجال مؤثرين وذوي عطاء وعلم وبناء.. وكان موت الفجأة وشبه موت الفجأة.. أن كثيراً من الناس لا يستطيعون الذهاب للتعزية أو ملاقاة أحبابهم وأعزائهم من أهل الميت لعظيم المصيبة في نفوسهم وعدم قدرتهم على المجابهة والمشاهدة لأب أو أم أو قريب المتوفى وقد ينهار البعض.. فالموت له وقع شديد وله خوف.. وله قدرة على فقدان الإنسان لمداركه وأعصابه ومشاعره، وفي موت الفجأة عبرة للأحياء.. وهو جرس يرن بقوة في القلوب والآذان لايقاظ الغافلين وحثهم على محاسبة النفس والرجوع إلى الله.. فاللهم إنا نسألك حسن الختام.. آمين.
|
|
|
|
|