لم يمت من له أثَرْ

وحياةٌ من السّيرْ

لم ينم عنك ساعةً

في الأحاديث والسمرْ

قم ترَ القوم كتلةً

مثل ملمومة الصخَرْ

آذنونا بموقفٍ

من جلال ومن خَطر

من مات في فزع القيامة لم يجد

قدماً تشيّع، أو حفاوة ساع

ما ضرَّ لو صبرت ركابُك ساعةً

كيف الوقوفُ اذا أهاب الداعي

فخلٍّ الأربعين لحافليها

وقم تجد القرون مَرَرن ساعاً

ولم تكن الحتوفُ محلَّ شكّ

ولا الآجالُ تحتمل النزاعا

قُم ابنِ الأُمهات على أساسٍ

ولا تبن الحصونَ ولا القلاعا

انظر إلى الأقمار كيف تزول

وإلى وجوه السعد كيف تَحُولُ

كم ألف ميلٍ نحو مصر قطعتمُ

فيم الوقوفُ ودون مصرٍ ميل؟

ما بين دمعي المسبَلِ عهدٌ

وبين ثرى )علي(

ووقفتُ ما بين المحقّ

قِ فيه والمتخيَّلِ

فقف على أهله، واطلب جواهرهُ

كناقدٍ ممعنٍ في كفّ لأَل

فالعلم يفعل في الأرواح فاسدُه

ماليس يفعل فيها طبُّ دجّال

وربَّ صاحب درسٍ لو وقفت به

رأيت شبهَ عليمٍ بين جُهّال

فيا ناقليهم، لو تركتم رُفاتَهمْ

أقام يتيمَا في حراسته لآِل

لئن فات مصراً أن يموتوا بأرضها

لقد ظفروا بالبعث من تُربها الغالي

وما شغلتهمْ عن هواها قيامةٌ

إذا اعتلَّ رهنُ المحِبسين باشغال

آل )زغلولَ(، حسبكم من عزاءٍ

سنّةُ الموت في النبيّ وآله

فجأ الدهرُ، فاقتضبتُ القوافي

من فجاءاته وخطفِ ارتجاله

قم فشاهد لو استطعت قياماً

حسرةَ الشعر، والتياعَ خياله

أقعدَ الروضَ في الحياة ملياً

وأقام الرُّبىَ بسحر الهديلِ

قام يجزي )سلامةً( في ثراهُ

وطنٌ بالجزاء غير بخيل

مصرُ في غيبة المشايع، والحا

سدِ والحاقد اللئيم الذليل

قامت اليوم حول ذكراك تجري

وطنيّاً من الطراز القليل

)فَرُوق( اضحكي، وابكي فخاراً ولوعةً

وقومي إلى نعش الفقيد المعظّم

وخطيّ له بين السلاطين مضجعاً

وقبراً بجنب الفاتح المتقدم

ويا قومُ، هذا من يقام لمثله

مثالٌ لباغي قدوةٍ متعلّم

لك في الأرض والسماء مآتم

قام فيها أبو الملائك هاشم

قعدَ الآلُ للعزاء، وقامت

باكياتٍ على الحسين الفواطم

قم تأمّل بنيك في الشرق زينُ التَّا

جِ ملءُ السرير، نورُ العواصم

قم، تحدَّث أبا علي إلينا

كيف غامرتَ في جوار الأراقم؟

حبذا موقفٌ غُلبتَ عليه

لم يقفه للعُرب قبلك خادم

نقّلوا النعش ساعةَ في رُبا الفت

ح وطوفُوا بربِّه في المعالم

وقفوا ساعة به في ثرى الأقما

رمن قومه وتُرْب الغمائم