| شرفات
ظل البشر على امتداد التاريخ يتطلعون إلى الطيور وكلهم أمل في أن يتمكنوا هم أيضاً من الطيران وقد ألهم هذا الحلم كثيراً من الناس لاختراع وسائل لمغادرة الأرض والتحليق في سمائها.
وقد قام الكثير من الناس بالعديد من المحاولات لتحقيق حلم الطيران ولكن بوسائل بدائية جداً ولعل أشهرهم العربي «عباس بن فرناس» الذي يعتبر أول من فكر في محاولة الطيران عندما صنع جناحين كبيرين من الريش وضعهما على ذراعيه وصعد على مكان عال وألقى بنفسه وهو يهز جناحيه الصناعيين ليطير مثل الطيور ولكن دون جدوى فقد وجد نفسه يهوى نحو الأرض وسقط.
ورغم فشل المحاولة إلا أن الفضل يعود لها في فتح باب الاجتهاد لمحاولة الطيران والبحث عن الوسيلة المناسبة لتحقيق ذلك وقد تلت محاولة عباس بن فرناس محاولات عديدة ولكنها كلها باءت بالفشل.
وفي عام 1783 تمكن الانسان من أن يخطو أول خطوة نحو تحقيق حلمه الكبير «حلم الطيران» وأصبح الاخوان «مونجو لفييه» من فرنسا أول من يطير من البشر فقد أدركا أن الهواء الساخن يصعد لأعلى ولذا فقد استقلا سلة ضخمة مثبتة إلى بالون كبير واستخدما ناراً في قدر حديد لتسخين الهواء داخل البالون فارتفع 90 متراً على الأقل في الهواء.
ومع هذا فلم تحقق البالونات أحلام الطائرين الأوائل فقد كانت تنجرف مع الريح ولا تمضي حيث يريد الربان الذي يبغي تحكماً أكبر في طيرانه ولذلك بدأ المخترعون في اعتبار الطيور نماذج لنوع جديد تماماً من الآلات الطائرة وقد لاحظوا أن الهواء يمر فوق الأجنحة المنحنية بسرعة أكبر من التي يمر بها من أسفل الأجنحة ولما كان الهواء الذي يمر بطيئاً ذا ضغط أعلى من ضغط الهواء السريع فإن الضغط المرتفع الواقع على أسفل الأجنحة يرفع جسم الطائر إلى أعلى والقوة التي تفعل هذا تسمى قوة «الرفع» وهي التي تحفظ الطائر محلقاً في الهواء.
وفي عام 1799 بنى السير «جورج كايلي» وهو مهندس بريطاني طائرة صغيرة ذات أجنحة منحنية وأطلق عليها اسم «الشراعية» أو «المنزلقة» لأنها كانت تنزلق على طبقات الهواء.
وفي نحو 1896 شيّد مهندس أمريكي هو «أوكتاف تشاينوت» طائرة شراعية منزلقة ذات أجنحة مزدوجة أو طائرة ثنائية وتمكن عدد من الطيارين من الطيران بها بنجاح.
الانطلاق
وفي عام 1900 بدأت أحلام البشر في الطيران في الانطلاق نحو التحقق الفعلي فقد بدأ اثنان من صانعي الدراجات هما «ويلبور رايت» وشقيقة «أورفيل» في اختبار طائرة شراعية من صنعهما بالقرب من مدينة «كيتي هوك» بكارولينا الشمالية بالولايات المتحدة الأمريكية ثم حول الأخوان «رايت» اهتمامهما بعد ذلك نحو تشييد طائرة شراعية ذات محرك وهي الطائرة المعروفة وجربا أشكالاً متنوعة من الأجنحة واكتشفا أن المراوح تضيف قوة رفع لكونها تعمل كالأجنحة الدوارة ولكي تدور الأجنحة قاما بتصميم محرك لتحقيق هذا الغرض.
وفي ديسمبر عام 1903م قام الأخوان «رايت» بسحب طائرتهما الجاهزة التي أسمياها «الطيار» الى كيتي هوك، حيث قاما بتمهيد 18 متراً من الأرض ووضعا طائرتهما على منصة ذات عجلات فوق الطريق الممهدة ثم تمدد «أورفيل» فوق الجناح السفلي للطائرة بينما أخذت الطائرة تتحرك على المسار الممهد وأخذت سرعتها في الازدياد ثم ارتفعت عن الأرض نحو ثلاثة أمتار في الهواء.
ولأول مرة في التاريخ حلّقت آلة أثقل من الهواء بفضل قوة آلاتها.. لقد تحقق حلم الطيران.
|
|
|
|
|