| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة..
تحية طيبة وبعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
إذا أردنا ان نتحدث عن التحضر والتخلف فبلاشك سوف تتجه أفكارنا نحو سلوكيات أفراد المجتمع لأن سلوكيات الأفراد هي المقياس الحقيقي لمعيار التخلف والتحضر على درجة سواء. وان ما احببت ان اتطرق إليه في طرحي هذا هو ما يتعلق بسلامتنا جميعاً كقائدين للسيارات او كأشخاص عابرين على الخطوط المخصصة للمشاة.. فتلك الخطوط الموضوعة عند كل إشارة مرور في كل مدينة من مدننا الغالية لها الأهمية البالغة في كثير من الدول المتقدمة والمتحضرة.. ولكن ما يؤسفنا بحق هو ما نشاهده من بعض قائدي السيارات المستهترين في المشاة وعدم احترامهم لهم أثناء عبورهم من المكان المخصص لهم وهو خط عبور المشاة، ولو أردنا مثلا ان نضع نسبة معينة للسائقين الذين لا يقفون قبيل خط المشاة لوجدناها تفوق 50% وهذا راجع إلى عاملين: الأول قد يعود إلى الجهل التام بأنظمة وقواعد المرور، وثانياً قد يعود إلى القصد في عدم احترام المارة وايذائهم من خلال الوقوف الخاطئ عند إشارة المرور فلو لاحظنا في بعض الدول المتحضرة وبالأخص منها الأوروبية لوجدنا بأن نظام المرور بأكمله يطبق بحذافيره بدون تفرقة بين شخص وآخر ودون تدخل الفيتامين المشهور «و» خاصة فيما يتعلق بعبور المشاة.. ونحن هنا نتساءل هل عقولنا تختلف عنهم تماماً؟ بالطبع لا.. بل نحن أفضل منهم بكثير وذلك بحكم تمسكنا بعاداتنا وتقاليدنا المبنية على الاحترام والتقدير، ولكن تبقى مشكلتنا في عدم محاولة التفهم لأنظمة المرور وقواعده فالدولة رعاها الله لم تبخل في أي شيء يكون لصالح المواطن ويهدف إلى اراحته وتحقيق رغبته حيث اننا مازلنا نحتاج إلى الكثير من الصبر لكي نصل إلى درجة معقولة من الوعي التام فسلوكيات الأفراد مختلفة تماماً من شخص إلى آخر ليس في مجال الوعي المروري ولكن في جميع مجالات أمورنا المختلفة، والرسالة التي نود ارسالها إلى كل سائق لا يعلم مدى أهمية خطوط عبور المشاة وكل سائق يحاول الاستهتار بالمشاة هي متى يصل معيار التحضر لدينا إلى مؤشر يقتنع به الجميع؟ وذلك من أجل سلامة الجميع!! فأفراد مجتمعنا ولله الحمد والمنة يمتازون بالذكاء والفطنة ولكن البعض منهم ينقصه قليل من الاهتمام في كيفية الوصول إلى الطريق الأسهل المؤدي إلى عالم الرقي والتقدم.. وإن ما يميز رجال الأمن وفقهم الله في تلك البلاد الطيبة أنهم لن يتساهلوا أبداً مع كل من تسول له نفسه اختراق أنظمة المرور وغيرها من القوانين الأمنية.. فاللهم احفظ بلادنا من كل مكروه وارزق شبابها النية الصافية للسير بها نحو طريق التقدم والتطور والعزة والازدهار.. يا رب العالمين.
سعد بن سليمان صالح الجبيلان - عنيزة
|
|
|
|
|