| عزيزتـي الجزيرة
ü إذا أردت أن تكتب في الصحف والمجلات ويقال عنك «مثقف كبير» وزنه ذهب ويتلاعب بالألفاظ والكلام كما يتلاعب ماجد عبدالله ويوسف الثنيان بالكرة فاكتب في أول فقرة من مواضيعك: بادئ ذي بدء.
ü وإذا أردت أن يلقى حديثك اهتماما خاصا وأنت تتحدث في التلفاز والفضائيات فتحدث عن العولمة التي لا يفقهها الكثير وعن تصادم الحضارات مع الأنهار والبحار وكيف نخمد البراكين بالشلالات.
ü وإذا أردت أن يقال عنك «محدث لبق» فحرك يديك وعينيك ورجليك وعدِّل في جلستك كل ثانية وغيِّر في قسمات وجهك وابتسم وقل للمخرج يتابع ابتساماتك فبعضهم «عبيط»، لا يسمع الكلام.
ü وإذا أردت أن تشتهر وقد فشلت في كل مجال طرقته من رواية وقصة ومقالة وموضوع هنا وهناك وتريد أن تستضيفك الفضائيات، فهاجم الأحزاب الإسلامية واكتب رواية بايخة وسطحية تهاجم الدين وهات اسماً من عندك «عولمة الإسلام، أحزاب إسلاموية، وهلم جرا..».
ü وإذا أردت أن يقال عنك «انك مجموعة من المواهب وعبقري»، حتى كادت روحك أن تفيض وتخرج غيرة من هذه الموهبة «الضرة»، وياليتها فعلت حتى نرتاح منك، فاكتب في الشعر والرواية والقصة والنقد واطرق كل مجال وأتعبنا معك.. لا يهمك نحن معك إلى النهاية حتى تصل وتحصل على هذا اللقب. ولو طحنتنا تحت ثرثرتك وهذيانك «وخرابيشك»، المهم أن تصل أنت ولو على أذواقنا وفكرنا وراحتنا. أنت «ستالين الأدب»، فافعل ما فعله ببني جنسه حين اعتلى الكرسي.
ü وإذا أردت أن يقال عنك «ناقد شعر»، فاكتب عن أمير الشعراء خالد الفيصل وبدره الأمير بدر وكبير الشعراء الشاعر خلف هذال وصقره الشاعر نايف صقر مع أنهم في غنى عنك وعن هذيانك ولكنك بلوى ابتليتهم. وتحدث عن الذين لا يروقون لك وانقدهم وتحدث عن شعرهم وقصائدهم وأنها أقرب للنثر وتحمل نفس الجينات.
ü وإذا أردت أن يقال عنك «شاعر فحل وفرزدق هذه الأمة»، فصادق معدي الصفحات الشعبية «وهذا دواء مجرب ننصحك به»، وهناك ستكتب «بضم السين»، قصيدتك بماء الذهب حتى ولو كانت قصيدة عرجاء عوراء وبدون قرون.
ü وإذا أردت أن نبتلي بك وبثرثرتك وتنقلك من صحيفة إلى أخرى ومن فضائية إلى «أردى وأبيخ»، منها، فادرس في الخارج حتى تنال حرف الدال وسوف تفرد لك الصحف زوايا، سنفاجأ يوما ما بوجودك فيها على غفلة من أمرنا وسنحتسب الأجر كلما التقينا بك أو كلما هجمت علينا أو اقتربنا منك ونحن نعرف أنك لست موهبة في الكتابة ولكنك أكاديمي لديك سلاح أشهرته علينا ولا مفر من الاستسلام لك.
ü وإذا أردت أن يقال عنك «كاتب رياضي»، فهاجم اللاعبين المشهورين سامي وماجد والدعيع والقهوجي واليامي وحمزة وغيرهم والنادي الأكثر شعبية في ليلة واحدة تصبح افضل ناقد رياضي .. أنت طبعا لا تفقه شيئا في النقد الرياضي.. أنت امتحان.. مصيبة.. امتحنونا بك وحسبنا الله ونعم الوكيل.
ü وإذا أردت أن يقال عنك «كاتب فني يقطر فنا»، فادع معرفتك بكل فنان قد مات وكل فنان لا يقرأ الصحف لأنه أمي وهم كثير واعمل لقاء على الهواء مع نفسك وانشره تصبح بين ليلة وأخرى أفضل ناقد فني وكاتب.
وصور مع الفنانين في مصر وهنا وحدثنا عن عقال الفنان فلان الذي رماه عليك وقلمه الذي أدخله في جيبك ومنديله الذي رددته عليه خوفا من العدوى فقط.. وكفى.
ü وإذا أردت أن يقال عنك «كاتب سياسي»، ومفكر فخذ من المقالات التي يكتبها الكتَّاب السياسيون في الصحف العالمية وانشرها عندنا ولا من شاف ولا من دري وهل لدينا كولمبس حتى يكتشفك؟ أيها المفكر الأوحد؟
ü وإذا أردت أن يقال عنك «كاتبا إلكترونياً شبكيا عنكبوتيا» وتخافه الهاكرز وتحسب حسابه ولديه في البيت ألف عنكبوت و 50 أيميل و 40 موقعا وسبق أن عملت شات مع مايكل جاكسون وكلينتون ومع الفيس برسلي مع انه مات قبل الشات.. لكن من يدري ، واكتب عن الفيروسات التي تخافك ونحن نخاف منها وحذرنا منها ومن خطرها وكيف هاجمتك وقضيت عليها بضربة واحدة.. واكتب عن البرامج التي تحضر لنا الشاي والقهوة ونحن نتصفح البريد والإنترنت والمواقع بكل ما فيها.
ü وإذا أردت أن تصبح مثلي فانتظر حتى يصدر كتابي «كيف تصبح مشهوراً في يوم وليلة بدون معلم»، لكاتب لم يذق طعم الشهرة وها هو يموت على فراشه كما يموت البعير.. وفي فكره وعقله ورأسه ألف طعنة وضربة من الكتابات الباهتة السطحية الجوفاء.. فلا نامت أعين المفكرين والأدباء والكتّاب الجبناء والخائفين من الشهرة.
عبدالله سعود دهرة العصيم الرياض الخطوط السعودية
|
|
|
|
|