| عزيزتـي الجزيرة
صفحة العزيزة في صحيفتنا المفضلة الجزيرة كانت ومازالت صفحة بيان وتبيين او ايضاح وتوضيح، ولعل الاقبال عليها قراءة وكتابة ما كان ليكون لولا ان محتواها يهم شريحة كبيرة من الناس، وبحكم علاقتي القديمة بها من خلال الكتابة فيها من جهة والاطلاع عليها من جهة اخرى اجد اني دائما اميل الى الغوص في اعماق بعض ماينشر فيها لاستخراج ما أراه مناسبا لفتحة مرة اخرى سواء بالموافقة لما جاء فيه او ابداء وجهة نظر اخرى قد تفيد الموضوع وقارئه.
من هذه الدرر التي أرى لزاما عليّ استخراجها ما وجدته منشورا بتاريخ 15/5/1422ه وهي بعنوانين مختلفين لفظاً متوافقين في المعنى الأول «مهلاً أرباب الأقلام» لخالد المطلق والثاني «لسان الانسان دليل عقله» لعبدالله القرزعي، وان شئتُ قلت انهما كانا من الاهمية بمكان لسبب كاف جدا وهو قول المصطفى صلى الله عليه وسلم «وهل يكب الناس في النار على مناخرهم الا حصاد ألسنتهم» أو كما قال عليه الصلاة والسلام. وهذا دقيق جداً وواضح من خلال حال اكثرنا وللاسف، ولو استعرضنا بعض آفات اللسان لوجدنا انها مهلِكة ومهلَكة وعلى رأسها.. الكذب «ولايزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا» ويكفيها شناعة انها إحدى آيات النفاق، ومن منا وا أسفاه.. لا يكذب! الا من رحم ربي، وآفة أخرى.. الغيبة «اتدرون ما الغيبة.. ذكرك اخاك بما يكره» وان كان فيه ما يقال، ويكفيها شناعة انك ربما فضحت أخاً لك كان مبتلى مستتراً، قال تعالى «أيحب احدكم ان يأكل لحم اخيه ميتاً فكرهتموه». ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه» ومن المؤكد ان كل واحد منا يحب لنفسه الستر عله ان يفضي إلى الهداية.
وآفة ثالثة خطورتها شديدة وتأثيرها سيئ جداً اذ يفضي الى الفرقة والشتات وهذا مانهى عنه الاسلام «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا» «وتعاونوا على البر و التقوى» ولايكون التعاون الا بالتكاتف ونبذ الخلافات ولعله واضح ان هذه الآفة هي النميمة «لا يدخل الجنة نمام» وقد ذم الله سبحانه وتعالى من اتصف بهذه الصفة السيئة بقوله: «ولا تطع كل حلاف مهين. هماز مشاء بنميم. مناع للخير متعد اثيم. عتل بعد ذلك زنيم» وهذه من اشنع الصفات التي يمكن ان يتصف بها المرء. قال صلى الله عليه وسلم: «خيار عباد الله الذين إذا رؤوا ذكر الله وشرار عباد الله المشاءون بالنميمة المفرقون بين الاحبة الباغون للبرآء العنت» وآفات.. وآفات.. البهتان.. القذف.. البذاءة.. السب، ولست هنا في مقام وعظ وارشاد وحسب إنما اردت ايضا ان أؤكد حقيقة قد يغفل عنها الكثير وهي ان اللسان انما هو طاقة جبارة ذات حدين واللبيب.. اللبيب من أحسن التعامل معها ووجهها الوجهة الحسنة لصالحه ولصالح أمته.
حمد بن عبدالله العيسى
|
|
|
|
|