| أفاق اسلامية
في برنامج «أفراح وتهاني» الإذاعي، لفت انتباهي فتاة في المرحلة المتوسطة تهنئ زميلتها بمناسبة انتهائها من حفظ القرآن الكريم، وتهنئ الأخرى بمناسبة إكمالها حفظ مائة حديث شريف.
بالطبع لم أستغرب الأمر، وأنا أعرف أن قلوب الخير والعطاء، والقلوب العامرة بالإيمان لا تزال حية موجودة، ولكن نظراً لتعودنا على التهاني بمناسبات قد تليق أو لا تليق بالتهنئة، نسينا أن نسمع أمثال هذه التهاني، وصارت تظهر وكأنها أمر غريب.
بالتأكيد هذا الذي نعتبره غريباً هو قمة الجمال وغاية المرام، وما أجمل أن نسمع هذا على ألسنة شبابنا وشاباتنا، والشاب الذي يعيش شبابه في ظلال الإيمان يظله الله بظله يوم لا ظل إلا ظله، ومن يحفظ القرآن الكريم هو بالتأكيد قائم بالطاعات والواجبات ، دارس لشرع الله، يقضي وقته في اللحظات والرحاب الإيمانية، وبالتأكيد هو عدو للشيطان، بإذن الله، فإنه يرد كيد الشيطان عنه، ويدفعه في زمن كثرت فيه المغريات، وتعددت فيه وسائل الضياع والهلاك.
إننا ونحن نرى ما يحدث للعديد من شبابنا من أمور لم نكن نسمع بها من أمراض مهلكة، وتفتت أسري والعياذ بالله ، وعلاقات مشبوهة، وأسفار لا تغني ولا تسمن من جوع، لابل لا تعود إلا بالأسقام والأوجاع الجسدية والنفسية.
إننا ونحن نرى ذلك لا يسعنا إلا أن نقول إن تلك الفتاة وأمثالها كثيرات، وهي تهنئ زميلتها وأختها بحفظ القرآن الكريم أو الحديث الشريف، لهي النبراس لكل الشباب والشابات، وهي القمر الوضاء وسط الحلكة القاتمة، وهي الشمس الساطعة بعد طول غياب، ولهذا فليتسابق المتسابقون، ولهذا فليعمل العاملون، ولمثل هذا تكون المنافسة الطيبة المباركة، فهنيئاً لأهل القرآن بالقرآن، ولأهل الحديث بالحديث، وهنيئاً لأمة لازالت تنجب من يحمل القرآن والحديث في قلوبهم، والله ولي التوفيق.
alomari1420@yahoo.com.
|
|
|
|
|