| أفاق اسلامية
الإيمان هو التصديق والاعتقاد بالقلب وهو النية والإخلاص والانقياد والاقبال على الله عز وجل بالإضافة إلى عمل اللسان والجوارح وهو النطق بالشهادتين والإقرار والاعتراف بها والإيمان طمأنينة النفس وسكونها وفيه لذة الطاعة.فما أجمل الحياة بهدوئها وروعتها وخصوصاً حينما تورق أشجارها وتؤتي ثمارها ونتفيأ في ظلها تحت طاعة الله واتباع أوامره واجتناب نواهيه، نعيش بسلام، تسكن نفوسنا الطمأنينة والرضا والتسليم، لا يشغلنا أمر، ولا يحز في نفوسنا موقف لا تعلونا كآبة ولا يرتسم على وجوهنا قلق.. وقبل هذا وذاك تفيض قلوبنا مشاعر صادقة، واحاسيس متدفقة نحو الجميع، ولا سبيل لذلك إلا بتقوية ايماننا بالله، فكلما كانت قوة ايماننا تلاشت علامات هذا القلق والحيرة والضياع من النفوس: فالقلق والحيرة يكثران في نفوس ضعاف الإيمان فيحملون هم البعد عن الله عز وجل وهم الدنيا حتى في أبسط المواقف فنجد أن البعيد عن الله يعيش حياة ضائعة خاوية بداخلها، الإيمان يجعل صاحبه شاكراً صابراً لأنه يؤمن بقضاء الله وقدره، يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وان اصابته ضراء صبر فكان خيراً له».
والقلق والأحزان مع الإيمان الصادق لا يجتمعان.
كذلك لابد من التحقق الكامل للتوحيد بأقسامه الثلاثة ففيها طمأنينة النفس وصفاء الذهن وخلو القلب مما يشوبه والتفرغ للهدف الأسمى والغاية العظمى التي من أجلها خلقنا ولها نعيش وبها تستمر الحياة. قال تعالى: «وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون».
فلماذا هذه الهموم التي أصبحت تصاحبنا وتشغلنا عن الغاية العظمى والرسالة النبيلة في هذا الكون.
|
|
|
|
|