| الثقافية
صوت يرن، انه صوت ساعة الحائط، معلنة تمام الساعة السادسة عصراً، وصوت آخر أسمعه، انه صوت أخي الذي يصغرني بأربع سنوات، وقد لبس ثوبه وتهيأ للخروج، ولكن إلى أين؟ انه يتوجه الى المركز الصيفي.
نعم.. فقد بادر أخي الى التسجيل في المركز الصيفي مباشرة بعد الاعلان عنه، صحيح أن أخي قد رسب في مادتي القواعد والرياضيات، ولكن.. ايبقى حبيس الدار خجلاً أو حزناً!، نعم لقد أحسن أخي صنعاً بنفسه حينما سجل في المركز الصيفي. ولكن لماذا لم أسجل أنا مثل أخي؟.. مع أن قلبي يتقطع ألماً حينما أراه ذاهباً إليه أو راجعاً منه.. وكم أتشوق إليه حينما يحدثني أخي عما رآه فيه أو عمله، وهو يحاول اقناعي كبقية اخوتي ووالدي بأن أنضم إليه، ولكني أرفض قطعاً، أحاول أن أظهر عدم الاهتمام بما يقوله، مع أن جوارحي تكذب مكابرتي، فتفضح ما أحاول اخفاءه.
لقد نجحت بتفوق هذه السنة، كعادتي في كل سنة، ولكني نلت الترتيب الأول على زملائي، وهذا ليس بالغريب، وهو مدعاة فخر لي ولأهلي، ولكن.. لماذا لا أريد التسجيل في المركز الصيفي؟!، إن كثيراً من أقاربي يضربون بي المثل في الخلق الحميد، ولكن لماذا لا أسجل في المركز الصيفي؟!، لقد جعلني الله محافظاً على الصلاة، بشوش الوجه، طيب الكلام. لا أزكي نفسي، ولكن هذا ما ينعتني به أهلي وأقاربي، وكم يحبون مجالستي، ولكن.. لماذا لا أسجل في المركز الصيفي؟!
إني لست أقل من غيري بشيء، بل قد حباني الله بأشياء ليست عند كثيرين من غيري، صحيح أنهم يتحركون على أرجلهم، بينما أتحرك على كرسي متحرك، ولكن لم يكرم الانسان عن الحيوان بالمشي، ولكنه كرم بالعقل، وما بعقلي ما يشينه أو يشوبه، ثم إني.. أوووه.. هذا كلام اساتذتي يريدون اقناعي، وان كان كلامهم صحيحاً، إلا أن هذا كلام لا يفهمه الطلاب في المركز الصيفي ولا يفقهونه، فما ان يروا مثلي حتى يأكلوه بنظراتهم.. ولكن، ثم ماذا اذا حدقوا النظر بي؟! وانهم ان استنكروا وجودي مرة أو استغربوه يوماً، سيعتادوا على ذلك مستقبلا، ثم لماذا لا أحاول أن أجعل من شذوذي عن الآخرين تميزاً فريداً، وهل هذا صعب المنال؟ لا والله، فلئن شلت احدى رجليّ اقعدت الأخرى فلقد أبقى لي ربي بقية حواسي وباقي قواي.. آه.. ثم آه.. كل يوم أقول هذا.. ولكن متى سأتقدم من القول إلى العمل.. آه.. متى سأعلق الجرس؟!
عبد الرحمن الخريف - بريدة
|
|
|
|
|