| الثقافية
كان اصراره على الخروج من المستشفى أقوى من محاولات «نرمين» الممرضة، وظلت «نرمين» تنادي وتنادي..
لا تناد
لستُ يا نرمين أسمع
لا تناد
واتركيني أتوجّع
لا تنادي
لستُ للأوهام مرتع
لا تناد
ليس في دنياي مطمع
ليس يجدي أن يقولوا:
شاعر من وحي ما يشكوه أبدع
أنا مجنون عذاب
في دجى الوحدة يقبع
وعلى اليأس ترعرع
والذي أخفيه أفظع
برعمٌ يأسي ولكن
بينكم يأسي تفرّع
أنا تمثال مآسٍ
كل عضو منه مدمع
أمل ينبض لكن
صار بالكبت مقنّع
أنا للوهم نهار
مرتع والليل مضجع
كيف يحيا من تبدى
حلمُه في عض مبضع
من طبيب بأنيني يتمتع
لا تناد
أنتِ لا تدرين ماذا
يشتكي قلب بأوهام تلفّع
منجل الأوهام قسراً
قد أحال الروض بلقع
حدق اليأس ملياً
في قلوب الناس أجمع
كلما مر بقلب
قال: هذا ليس ينفع
ثم اذ مرّ بقلبي
قال: «هذا قلب شاعر»
حطّ فيه وتربّع!!!
كلما رقعت جرحاً جد جرح
صرت كالثوب المرقع
واذا الزوار جاؤوا
دب في جسمي التوجّع
كلما صانعتُ فاحت
ريح دمع بين بسماتي تضوّع
اسمعي «نرمينُ» قلبي
في ضلوع الصدر يقرع
بحّ يا نرمين صوتي
بحّ صوتي وتقطّع
أقنعي قلبي وقولي:
إيه يا قلب تشجّع
واتجه للموت حالاً
علّ طبّ القبر أنجع |
|
|
|
|
|