| العالم اليوم
بعد كل الذي فعلته حكومة أرييل شارون والتي تعد ممثلة لكل شرائح المؤسسة السياسية الإسرائيلية ليكود وعمل وأحزاب دينية وشوفينية أصبح الحديث عن اتفاقيات أوسلو، والالتزام الفلسطيني بالتعهدات السرية والعلنية التي أعطتها السلطة الفلسطينية ل «شركاء سلام الشجعان»، نوعاً من التزامات الماضي، فالحاضر يؤكد أن الإسرائيليين سياسيين وعسكريين يشنون حرب إبادة تستهدف الفلسطينيين جميعاً من كانوا في ركاب أوسلو أو المعارضين لها، فقد شملت قائمة الاغتيالات التي طالت قادة المقاومة الفلسطينية اعضاء في حركة فتح المحسوبة نظرياً على جماعة أوسلو، مثلما طالت عناصر حركتي حماس والجهاد، ، وهكذا فإن الجميع مستهدف، وبعيداً عن قائمة شارون فكل فلسطيني يوجد على الأرض الفلسطينية مرشح للاغتيال، فجماعات الإرهاب الإسرائيلي لا تفرِّق بين طفل أو امرأة، وبين رجل شاب أو شيخ مسن وهذا ما يستدعي أن ينصهر الجميع في مواجهة ما يتعرضون له من إبادة وبالتالي فإن اقتصار ادارة دفة الصراع مع إسرائيل على الوجوه التقليدية في السلطة الفلسطينية نوع من الانتحار السياسي والعسكري تتجاوز أخطاره عناصر السلطة نفسها إلى باقي الجماعات الفلسطينية وصولاً إلى أفراد الشعب العاديين،
إذن وبما أن الأخطار أصبحت تحف بالجميع، وأن الكل مستهدف والذي نجا اليوم تعمل المؤسسة الإرهابية الإسرائيلية على قتله غداً فإن من الواجب، بل المطلوب تمكين الجميع من مواجهة ما يتعرضون له من إبادة جماعية وهذا ما يستدعي أن تشرك جميع الفصائل الفلسطينية والقوى الوطنية والسياسية والاجتماعية في صنع القرار واتخاذه وتنفيذه، وليس مهما التسمية كتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية، أو تجمع سلطوي فلسطيني يخضع الجميع لهدف واحد هو حماية الشعب الفلسطيني والتخلص من كل العوائق والموانع التي كبلت السلطة الفلسطينية الحالية بحجة الالتزام بالاتفاقيات التي لم تمنع شارون ووزراءه ومنهم من كانوا مشاركين في توقيع الاتفاقية السابقة من خرق تلك الاتفاقيات،
حكومة شارون الحالية تضم إلى جانب منافق السلام شيمون بيريز دعاة قتل وإرهاب بدءاً برئيسها مروراً بوزير الحرب الإسرائيلي عضو حزب العمل الذي يشرف على عمليات القتل اليومي للفلسطينيين ، ، والإسرائيليون عندما شكَّلوا حكومتهم التي أصبح هدفها الوحيد إبادة الفلسطينيين لم يهتموا بالرأي العام العالمي ولا اتفاقيات أوسلو في حين يتخوَّف الفلسطينيون من تجميع فصائلهم الوطنية في حكومة وحدة وطنية توقف عمليات الذبح اليومي التي تتم والعالم أجمع يتفرَّج دون أن يحرِّك ساكناً،
jaser@al-jazirah، com
|
|
|
|
|