| عزيزتـي الجزيرة
لا شك أن ديننا الحنيف لم يترك شاردة ولا واردة إلا أوجد لها ذكراً وأوضح لها حكما، والاسلام بسماحته وشموليته الواسعة أعطى لكل شيء حقه وأبدى اهتمامه به، فمن المؤسف ان تجد من البعض فهما سيئا وتصرفا مشينا تجاه العديد من القضايا والأمور الحياتية فكم تحس بالألم وتشعر بالأسى حينما تشاهد من يتجاوز الحدود أو يخترق النظام ويعرض صفحا عن بعض القيم والآداب الاسلامية رغبة في الافساد أو إظهاراً للذات وحبا للأنانية.. ولكم يؤرق ضميرك ويدعوك للقلق وأنت تقود سيارتك «آمنا مطمئنا» أن تشاهد من يخالف أنظمة المرور عيانا في وضح النهار بكل معاني «الاستهتار» ومضامين السفه.. فترى أحدهم وقد تجاوز الاشارة المرورية غير مبال بأرواح البشر..أو مدرك للعواقب الوخيمة.. أم كيف بذلك المراهق «الأحمق» الذي استثار عضبا وقلقا وقد أمسك بمقود طائرته «عفواً سيارته» وتراه يشق «عباب» الطريق بسرعة جنونية أذهلت كل السائرين فهو يتخطى هذا ويتجاوز ذاك بطريقة سيئة وخاطئة كل ذلك من غير حسيب ولا رقيب وإذا ما حصلت الكارثة أو حل المصاب هرع الجميع زرافات ووحدانا.. أين سبل الوقاية ووسائل العلاج؟ أين الأخذ على يد السفيه وتأطيره على الحق؟ كي يحصل الرجاء.. ويتحقق الهدف وهذا غيض من فيض وقطرة من بحر المخالفات لأنظمة المرور.. وغيرها كثير.. فلقد حدا الأمر ببعض من قل حظه من الخلق والذوق الرفيع بعد أن أقر أحد أبنائه الصغار أن يرمي بسلة كاملة من النفايات وبقايا الطعام في قارعة الطريق وهو يقود سيارته من غير مراعاة لنظافة الشارع وسلامة مرتاديه أو حتى تقدير لمشاعر الآخرين .
أما المنتزهات والميادين العامة فإن البعض ربما أساء لها بأفعاله وتصرفاته التي لا تليق بمن جاء بحثا عن الراحة وطلبا للاستمتاع فهو عند قدومه «الميمون» يرمي نظره هنا وهناك بحثا عن المكان الملائم والموقع النظيف اما عند مغادرته «المباركة» فإن الأمر لا يعنيه فيذهب مخلفا وراءه أكواما من النفايات يعجز عن حملها القائمون على ذلك.
عزيزي القارئ.. إن المخالفات الشرعية والنظامية التي يرتكبها البعض كثيرة جداً ربما يضيق المقام في عدها وحصرها غير ان تلافيها والعمل على تضييق دائرتها في مجتمعنا المحافظ مهمة الجميع ومسؤولية الكل. فديننا الاسلامي يحثنا دوما على النظافة ويأمرنا بالاصلاح والبناء ما استطعنا إلى ذلك سبيلا.. أيحق لنا بعد ذلك إغفال هذه الأمور والتهوين من شأنها؟!! فلقد بشَّر الرسول صلى الله عليه وسلم بالأجر العظيم لمن أزال شوكة عن طريق المسلمين أو أبعد حجراً يتعثر المارة به.
بل لقد وصل الحال الى لعنة منْ قضى حاجته في المكان الذي يتظلل به المسلمون ويستريحون فيه، كل ذلك سعياً لسلامة أرواحهم وأجسادهم وحفاظا على علاقاتهم من الأذى والخدش تباعا لهذه التصرفات ونتيجة للابتعاد عن الخلق القويم والمنهج السليم، والله يحفظنا وإياكم.
خالد بن عائض البشري
الرياض
|
|
|
|
|