| نادى السيارات
يلجأ كثير من قائدي المركبات إلى تفريغ الشحنات العصبية التي تتولَّد لديهم نتيجة ضغوط العمل أو المشاجرات الزوجية .. إلخ إلى الطريق نفسه بما يعرِّض قائدي المركبات الأخرى للخطر.
وسواءً أكانت عملية التفريغ هذه تتم عمداً أو عن غير قصد فإن النتيجة واحدة: تعريض السائقين والمشاة للخطر.
والحال هنا ينطبق على الجميع، وبلا استثناء، ولكنني سأضرب لكم أربعة أمثلة تبيّن لكم صوراً من هذا الواقع:
* المشهد الأول: الزوج المنتظر في سيارته، والمثقل بالهموم والديون، يُطلق أبواق سيارته ليستعجل زوجته أو أولاده بالنزول إلى أسفل وركوب السيارة، فقد انقضت دقيقتان أو ثلاث! دون ان يحضروا، في الوقت الذي أوقدت فيه حرارة الصيف عظام مخه الفاضي!
الشاهد هنا هو أنه بعد مشاحنة قصيرة مع الزوجة )يرتفع خلالها الضغط والسكر( يقوم هذا الرجل أو الابن أو سائق العائلة بقيادة السيارة بسرعة وعصبية بين الأزقة والشوارع مطلقاً الأبواق والتهديدات بين كل حين.. المشهد يتكرر عند العودة من السوق أو المدرسة أو المناسبة إذا ما تأخر الأولاد أو الزوجة!
* المشهد الثاني: سائق ليموزين مطلوب منه دفع مبلغ معين يومياً إلى كفيله الجشع. هذا المبلغ المطلوب دفعه يتجاوز طاقة هذا السائق المسكين ما لم يقد سيارته بشكل متهور وسرعة جنونية لاستباق الزمن حتى يتمكن من تسليم الغلّة بعد أن يسلِّم للبارئ أرواح العامة!
* المشهد الثالث: رجل يعمل في وظيفتين )قد يكون بحاجة إلى عمل إضافي وقد تكون حاله ميسورة كما هو الحال مع كثير من الناس: وظيفة + وظيفة أو مهنة أخرى + محل + عقار + شرهة + ... إلخ(. المهم أن هذا الرجل وأشباهه )وما أكثرهم( تراه يسابق الزمن لإنجاز أعماله بغض النظر عن إتقان العمل أو الإخلاص فيه؛ المهم جمع المال وبدون مراعاة حقوق الآخرين المادية أو المعنوية، المهم أنه يبني عمارة واستراحة.. إلخ. فتراه يسير في الشوارع بسرعة ويتكلم معك بسرعة ويصلي بسرعة ويقرأ بسرعة ويأكل بسرعة..
* المشهد الرابع: وافد مسكين حضر إلى هذه البلاد المباركة بهدف جمع المال، وإذ به يتفاجأ بقساوة قلب كفيله، فإما أنه يبخسه حقه وإما أنه يشترط عليه دفع مبلغ معين كل شهر، وبالتالي فإنه لا مفر أمامه لتعويض ما دفعه من أجور للحضور إلي المملكة سوى التفنن في الصنعة وكسب الرزق بسرعة، فتراه يعمل مقاولاً لعدة جهات أو أشخاص في نفس الوقت بغض النظر عن إتقان العمل أو تذمر الطرف الآخر من التأخير، المهم أن يعمل ويعمل ويعمل.. ويسرع أكثر فأكثر فأكثر!
وعلى كل حال.. المهم أن لا تكونوا أنتم قد قرأتم هذه المقالة بسرعة!
يا أيها الناس.. على ماذا تستعجلون؟ فالقبر أمامكم والمرور وراءكم!
|
|
|
|
|