| الثقافية
)1(
الثقافة والنتاجات الابداعية والفنية بشكل خاص جماع لوجدان الناس المشترك في المجتمع الواحد والابداعات الثقافية في توهجاتها تعكس البريق والوهج الذي يعتلج في الداخل الانساني انه الوجدان الاجتماعي عندما يرهف ويبدع فيعكس توهجاته الكامنة من خلال ابداعه ومبدعيه ومن خلال القيم الفنية والجمالية الراقية التي تشكل وجدان الناس وتصقله وترتقي به وتعبِّر عن مكنوناته ولواعجه وتطلعاته وأفراحه وأتراحه.
* * والنشاط الثقافي من النشاطات الانسانية الجوهرية لأي مجتمع حيّ. وضموره او وقوعه في السطحية او في الاعتباط يعكس حالا غير سوية تتحمل المؤسسات الثقافية والادبية المسؤولية المباشرة عن مثل تلك الحال.
فالاندية الادبية وجمعية الثقافة والفنون بفروعها انما تأسست لترفع من شأن الأدب والثقافة وتسند المبدعين والمهتمين بحقول الثقافة والفنون والآداب.
والجمعية على سبيل المثال تأسست من أجل النهوض بالثقافة والفنون واستقطاب المبدعين والفنانين لخلق حركة ثقافية حيّة ومثمرة تحافظ على التراث الفني والثقافي وتنهض به وتحافظ على المبدعين وتنهض بهم.
والحقيقة الماثلة ان النشاط الثقافي يراوح مكانه وتصيبه انتكاسات وخيبات.
والفلكلور الشعبي في بلاد شاسعة واسعة مثل هذه يشكِّل بحق ينابيع وحقولا متنوعة وألواناً زاهية للابداع وثراء فنيا وجماليا عظيما وقيما تعبيرية أخّاذة قادرة على الانهمار والتشكّل في جميع انواع الفنون، الا انه للأسف يضيع ويضمر ويضمحل بدلا من ان يزدهر وينتشر. وأن يطول وأن يُفَرِّعَ. والمسرح الى يومنا هذا لم يقارب حتى جزءاً يسيراً من طموحات أستاذنا الراحل أحمد السباعي ومحاولاته المخلصة النيّرة.
اما الفعاليات الثقافية وبعد خمسٍ وعشرين من السنوات ومن التجاريب ومن الخبرة فانها لم تشب عن الطوق بعد.
لم تترعرع بعد، بل انها ظلت تراوح في مكانها «ان لم نقل تتراجع».
إن التجربة يفترض بها ان ترتقي كميا ونوعيا بعد طول حَراك ونشاط إلا أن هذا لم يحدث على الإطلاق.
)2(
ما دار في الساحة الثقافية قبل فترة وجيزة حول نادي الرياض الأدبي وإدارته وحول الأندية الأدبية بشكل عام، وكذلك الحوارات والمداخلات والتعليقات التي نشأت وتواترت من خلال الحديث مع الشيخ عبد الله بن إدريس كل هذا يعني شيئا إيجابيا هو في حقيقة الامر يخض المياه الراكدة وينفض الغبار عن الوجوه والنفوس والاوراق.
* * كذلك فان المقالات والحوارات التي دارت ولا تزال تدور في الساحة بشأن جمعية الثقافة والفنون انما تعني استعادة الهواء الطازج الى الاماكن والعروق والبحث عن صبا نجد في المضارب والعرصات والأزقة والطرق والممرات واستعادة الروح المبدعة وانتشالها من كبوتها وركودها.
ان الأشخاص زائلون بلا ريب ويبقى ما ينفع الناس وينهض بالأجيال القادمة، ولهذا فان تكريس المثل الايجابية يعتبر عطاء كبيرا من الشيوخ والاساتذة. فالاستقالة ممارسة حضارية وتصرّف نبيل وممارستها بروح عالية وأبوية أمر في غاية الرقي. وهي ممارسة يجدر بالمثقفين وأصحاب الشأن الأدبي ان ينهضوا بها.
أما كيل المدائح المجانية.. بالمكيال العريض والتغنّي بالمياه الآسنة فهو ممارسة شائنة تخطَّاها الكائن البشري وخاصة الكاتب النبيل المأخوذ بالخير والجمال، حيث الإبداع يناقض القبح ويرتقي بالقيم الخيِّرة والنافعة للناس.
ص ب 86887 الرياض 11632
|
|
|
|
|