| الثقافية
وبانتهاء صحافة الأفراد إثر صدور نظام المؤسسات الصحفية عام 1383ه فقد رفع مجموعة من وجهاء وأدباء وتجار المنطقة الشرقية خطاباً بتاريخ 25/9/1383ه إلى وزير الإعلام بطلب تأسيس مؤسسة صحفية لديهم واختيارهم عنوان «دار اليوم للصحافة والطباعة والنشر» على أن يصدروا صحيفة يومية باسم «اليوم» ومجلة أسبوعية تصدر مستقبلاً وتعنى بشؤون الفكر والاقتصاد، والأخيرة لم تر النور حتى الآن.
وفيما يلي نص الخطاب وأسماء الموقعين عليه وعددهم 38 شخصاً علماً بأنه قد تم اختيار الأستاذ حسين خزندار رئيساً للتحرير في بداية إصدار الجريدة:
حضرة صاحب المعالي وزير الإعلام الموقر
بعد التحية والإجلال.
نغتنم فرصة صدور نظام المؤسسات الصحفية. وكلنا أمل أن ينال طلبنا هذا موافقة معاليكم، حيث اننا قمنا بتطبيق كل الشروط التي نص عليها النظام.
فقد اعتزمنا بعد الاتكال على الله، إنشاء مؤسسة للصحافة في المنطقة الشرقية اخترنا لها اسم «دار اليوم للصحافة والطباعة والنشر».
وسوف تقوم هذه الدار بإصدار صحيفة يومية اسميناها «اليوم» ومجلة أسبوعية تصدر مستقبلاً وتعنى بشؤون الفكر والاقتصاد، وأخيراً نقدم أدناه لمعاليكم قائمة بأسماء المؤسسين، وختاماً تقبلوا معاليكم منا فائق التحية والاحترام.
حرر في 25/9/1383ه
المؤسسون
مصطفى حافظ وهبه، عبدالعزيز القريشي، محمد الفرج، حسين خزندار، يوسف الزواوي، عبدالعزيز الخزيم، الدكتور عمر الزواوي، عبدالعزيز العومي، عبدالكريم الخريجي ، عبدالرحمن الشعوان، علي بن هديب، سعيد الغامدي، عبدالله عبدالرحمن الملا، عبدالله محمد أبو نهية، عثمان الغنام، حمد الدهامي، فهمي بصراوي، يوسف الشيخ، عبدالفتاح كابلي، راشد الراشد، سيف الدين عاشور، عبدالعزيز بن ماضي، عبدالرحمن السحيمي، عبدالرحمن الدباغ، يوسف إبراهيم البسام، عبدالله الحقيل، عبدالله الناصر، حمد المبارك، عبدالله زارع، علي العوامي، ناصر القلاف، سالم عطاس، محمود سليم الذيب، محمد سعيد المسلم، صالح الفضل، علي إبراهيم التركي، عبدالعزيز التركي، عبدالله الرميح.
حيث صدر العدد الأول بتاريخ العشرين من شوال عام 1384ه وكانت تصدر مرة في الأسبوع بثماني صفحات، ثم تحولت إلى جريدة نصف أسبوعية اعتباراً من العدد رقم 164 وتاريخ 2 من ذي الحجة عام 1385ه، ثم بدأت تصدر ثلاث مرات في الأسبوع اعتباراً من العدد رقم 514 وتاريخ 19 رجب 1391ه باثنتي عشرة صفحة، ثم تحولت إلى جريدة يومية اعتباراً من العدد رقم 1320ه وتاريخ 29 رجب 1398ه. وكان الشيخ عبدالعزيز التركي «رحمه الله» أول مدير عام للدّار، والأستاذ حسين خزندار أول رئيس تحرير.
وقد كتب رئيس التحرير مفتتحاً العدد الأول في 20/10/1384ه بقوله:«بهذا العدد تبدأ «اليوم» أولى خطواتها على الطريق الطويل طريق الجهاد في سبيل المبادئ الفاضلة، والمثل الإنسانية الكريمة، وخدمة العدالة والحق، وتأدية رسالة الصحافة بشرف، وأمانة وإخلاص.
وستكون هذه الصحيفة ملكاً للقارئ وتستمد وجودها من وجوده وكيانها من مؤازرته وتشجيعه وسيكون شعارها دائماً معه قول الحقيقة والعمل على خدمته ومساعدته على تحقيق أهدافه النبيلة ومطالبه العادلة، والمعقولة، والدعوة إلى إقامة مجتمع قوي، متماسك البناء على أساس من الأخلاق والكرامة، والمشاركة في شتى مرافق الحياة العامة مشاركة منتجة فعالة ببصيرة وفكر، وتدبير لتكون دعوتنا نقية في أصولها نابعة من إحساسنا بالمسئولية وفهمنا العميق لرسالة الصحافة خالصة لوجه الحق مبرأة من الظنون والشبهات مرجوة الخير، محمودة النتائج..».كما شارك الأستاذ حمود البدر مدير عام العلاقات الخارجية والمؤتمرات بوزارة العمل والشئون الاجتماعية وقتها في نفس العدد مرحباً باليوم قائلاً:
«منذ مدة لا تقل عن سنة ومنطقة عزيزة علينا، منطقة هامة في حياتنا تنقصها صحافة، تنقل منها وإليها تفاعل أبنائها مع إخوانهم في المناطق الأخرى.ومنذ مدة ليست بالقصيرة، وهذه المنطقة تفتقد الصحافة المتطورة شكلاً وموضوعاً.
ولم يكن ذلك لعقم أبنائها، وإجدابهم الفكري، بل بالعكس فيهم مفكرون، وأدباء ولقد دخلوا المطبعة قبل أن تدخل الرياض والمطبعة هي العمود الأول في بناء الصحافة.
ولم يكن ذلك لأن أبناءها لا يريدون أن يعبروا عن فكرهم عن عواطفهم وما يعتمل في صدورهم من آمال وآلام.
ولم يكن لأن الدولة تقف في طريقهم. فهي على ما أعتقد لم تقف في طريق أحد وخاصة من يريد الإصلاح.
ولم يكن هذا ولا ذاك.. ولكن أن افتقدت هذه المنطقة أداة التعبير المتطورة فترة كان يجب أن توجد فيها.
واليوم..
تهدينا المنطقة الشرقية أداة التعبير الحرة، كما أهدتنا من قبل، وما زالت تهدينا، وستظل مصدر رخائنا وانتعاشنا الاقتصادي الزيت أو «البترول» كانت تهدينا من قبل مصدراً رئيساً من مصادر حياتنا وهو التمر والغلات الزراعية، ثم تفجرت فيها ينابيع الزيت فلم تبخل بها علينا.
واليوم تهدينا صحيفة كبرى تبني ولا تهدم، تضع لبنة في بنائنا الشامخ وتضيء شمعات في طريقنا الوهاج.
صحيفة «اليوم» هدية كبرى يقدمها أبناء المنطقة الشرقية لأبناء المناطق الأخرى في المملكة بل هدية العالم العربي والإسلامي على حد سواء، ولئن تأخرت علينا في الصدور وأسالت لعابنا في الانتظار، فما ذلك على ما أعتقد إلا لتصدر قوية متكاملة متينة العماد.
ولهذا نعذر لها تأخرها، ولا أنسى في غمرة فرحي بصدورها وترحيبي بقدومها أن أدعوها إلى أن تكون لسان حق وصدق،« أن تختط لنفسها طريقاً وسطاً لا شطط فيه، ولا تطرف، فالطريق أمامها ليست مفروشة بالورود والرياحين، وإنما الطريق مليئة بالشوك والعقبات، ولا أقول المزالق، ففيها من القائمين عليها من سوف يقيها شر المزالق، ولكن البناء المرحلي الذي نعيشه الآن يتطلب منا أن نكون واقعيين وأن نعالج بالحكمة، ونتخذ من ديننا الحنيف نبراساً يضيء لنا الطريق، قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة .
وادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن .
إن البناء يتطلب صبراً وحنكة فمن السهل أن تهدم في لحظات ما بنيته في سنين وما دمنا دعاة بناء ومحاربي هدم فإن علينا أن نصبر ونصابر ونأخذ ونطالب، نأخذ القليل كعربون للكثير، ولا نرفضه طمعاً في كثير ليس باستطاعتنا الحصول عليه.
والبناء يحتاج إلى هندسة مدروسة، وموازين دقيقة ، بينما الهدم لا يحتاج إلا إلى معاول عوجاء».
|
|
|
|
|