| المجتمـع
* المدينة المنورة مروان عمر قصاص:
من الظواهر المنتشرة في مجتمعنا وتهدد الانشطة الثقافية وتعاني منها العديد من الجهات المهتمة بنشر الثقافة ظاهرة تدني الاقبال على حضور الانشطة المنبرية مثل الأمسيات والندوات والمحاضرات الثقافية التي تنظمها الأندية الأدبية وفروع جمعية الثقافة والفنون والعديد من الجهات ذات العلاقة بالتوعية حتى اصبحت ظاهرة تنال من ايجابية هذه الانشطة، وقد شهدت بعض فعاليات مهرجان المدينة المنورة الرابع الذي انتهي مؤخراً ومثل كل عام تدنيا في مستوى الاقبال الجماهيري رغم تنوعها واهمية موضوعاتها ومشاركة عدد من الوجوه المعروفة بها ، ويرى البعض ان السبب في هذه الظاهرة هو نوعية الموضوعات المطروحة والاسماء المشاركة ويستشهدون في دعم ما يقولون بكثافة الحضور الجماهيري للفعاليات المتميزة ومنها في المدينة المنورة ندوة الدكتور طارق السويدان التي شهدت اقبالا كبيراً وأمسية الشاعر الدكتور غازي القصيبي في العام الماضي وامسية الشاعر عبدالرحمن العشماوي وأمسيات الشعر الشعبي وغير ذلك من الفعاليات الثقافية خلال مهرجان المدينة المنورة الأخير،
حول هذه الظاهرة التقينا بنخبة من الشخصيات المسؤولة عن هذه الانشطة والمتابعين لها والمهتمين بها للتعرف على اسباب هذه الظاهرة،
تقديم الحوافز
يقول الاستاذ احمد بن عبدالعزيز الدعجان أمين عام مهرجان المدينة المنورة بداية اود ان اشكر ل«الجزيرة» طرحها لهذه القضية الهامة والحيوية فالأمسيات والندوات الثقافية والتوعوية التي تنظمها العديد من الجهات رغم اهميتها ودورها الفاعل في رفع مستوى الوعي لدى المتلقي ودون مقابل وهي احدى الوسائل الهامة للاتصال الثقافي وتحقيق العديد من الأهداف، ولعلني لا أبالغ اذا قلت ان هذه الظاهرة اصبحت تسبب قلقا كبيرا للجهات المنظمة لهذه الانشطة واحراجا جعلت هذه الجهات تلجأ الى اساليب غير مباشرة لتكثيف الحضور من خلال حث او حتى فرض حضور منسوبي الجهات المنظمة لملء الفراغ الذي تشهده الفعاليات الثقافية او تقديم حوافز مثل هدايا وغير ذلك، وهذا شيء محزن واعتقد ان السبب في هذا التدني هو شعور البعض ان هذه الانشطة غير مجدية وانها مضيعة للوقت وهو شعور خاطئ، كما ان البعض الآخر يرى ان هذه الانشطة مملة وروتينية لا تجديد فيها،
اللقاءات المفتوحة
من جانبه يقول أمين عام الغرفة التجارية الصناعية بالمدينة المنورة الدكتور صالح الحارثي انه من خلال تجربة سابقة للغرفة في مجال الانشطة المنبرية لمسنا ان هذه الانشطة لها حضور جيد ولو انه وللأسف الشديد لا يرقى لمستوى طموحاتنا كإحدى الجهات المنظمة لمثل هذه الانشطة،
ويضيف الدكتور الحارثي قائلاً ان اللقاءات المفتوحة والتي يشارك بها كبار المسؤولين تحظى عادة بحضور جماهيري جيد حيث ان الحضور يتفاعلون مع المشاركين بالندوة لمناقشة قضايا تهمهم ولهذا تحرص الغرفة على تنظيم مثل هذه اللقاءات والإعلان المسبق عنها في الصحف وغيرها،
الحضور النسائي متدنٍ
وتقول الاستاذة طيبة الادريسي منسقة الانشطة النسائية بمهرجان المدينة المنورة ان تدني مستوى الحضور الجماهيري للانشطة المنبرية والندوات والمحاضرات الثقافية ليس مقصورا على الرجال فقط فقد عانينا نحن في اللجنة النسائية كثيرا من هذه الظاهرة، ومن سلبياتها نلاحظ تدني الاقبال على الندوات والمحاضرات التي نظمتها اللجنة النسائية بالمهرجان او التي تنظمها الجميعات او بعض الجهات الأخرى رغم الحرص في اختيار الموضوعات التي تهم عالم حواء وتناقش قضايا المرأة والطفل والاسرة من خلال متخصصات في هذه المجالات، وفي اعتقادي انها امور تستحق المشاركة للاستفادة من هذا الطرح الجيد الذي يلبي رغبات المرأة ويجيب على استفساراتها، أضف الى ذلك ان بعض الانشطة النسائية شهدت اقبالا جيدا منها بعض الأمسيات الشعرية والقصصية، وكذا ملتقى الفنانات التائبات الذي نظمته اللجنة النسائية خلال فعاليات مهرجان المدينة المنورة،
كما إن كثرة الفعاليات الثقافية قد تحد من الاقبال بسبب انعدام الدقة في اختيار الموضوعات والشخصيات التي تطرحها،
لماذا هذا الأحجام؟
ويلخص الاستاذ حسن بن مصطفى الجوادي مدير فرع جميعة الثقافية والفنون بمنطقة المدينة المنورة اسباب عدم الاقبال الجيد على هذه الانشطة المنبرية، والتي يرى انها ليست ظاهرة محلية وانما هي اقليمية حيث يشكو الكثير من المنظمين لهذه الانشطة من الاحجام عن الحضور، ويقول ان فرع الجمعية يلمس تدني الحضور في بعض الندوات، ونلجأ احيانا الى عقد بعض هذه الفعاليات في مواقع قريبة ومخصصة حتى نضمن حضورا مناسبا وقد لا نفلح في ذلك مع الأسف الشديد،
وأضاف الجوادي قائلاً: ان من أسباب هذا الاحجام روتينية بعض هذه الفعاليات وعدم التجديد فيها بشكل يساهم في جذب الحضور اضافة الى انتشار وسائل التثقيف والترفيه بالمنازل وكذا توفر وسائل الاتصال الحديث مثل الانترنت والبث الفضائي والتي تلبي حاجة المتلقي في مجالات عدة اضافة الى تدني دور الإعلام في النشر عن هذه الانشطة ، كما ان بعض المواطنين يتذمرون من انعدام الاهتمام من الجهات المنظمة بالحضور وان اهتمامهم يقتصر فقط على بعض الشخصيات على حساب الآخرين الذين يصابون بالاحباط وبالتالي الاحجام عن الحضور لهذه الانشطة،
أسباب العزوف
ويطرح الأستاذ عبدالله بن عبدالاله خطيري عضو مجلس منطقة المدينة المنورة وعضو مجلس ادارة فرع جميعة الثقافة والفنون بالمدينة المنورة اسباباً يراها من وجهة نظرة مؤدية الى الاحجام المؤلم عن المشاركة في الفعاليات الثقافية، ومن ذلك حرص بعض الجهات التي تتولى تنظيم الفعاليات الثقافية على تكثيف المحاضرات والندوات،
ويقول: لقد شهدت فترة المهرجان نشاطا مكثفا في مجال الثقافة لدرجة تنظيم سبعة نشاطات ثقافية في اليوم الواحد!! وهذا غير مناسب ومدعاة للملل كما ان اختيار الوقت المناسب مهم في تنظيم مثل هذه الانشطة، فليس من المعقول انه بعد موسم دراسي طويل وبعد انتهاء الاختبارات بيوم واحد يبدأ مهرجان المدينة المنورة بالتركيز على الانشطة الثقافية وبشكل مكثف لان المواطنين سواء كانوا طلابا او أولياء امور يشعرون بالملل ويبحثون عن وسائل للترفيه والترويح عن النفس بعد عناء الاستذكار والاختبارات، كما انه يجب الدقة في اختيار الموضوعات على اجندة المهرجان لانه ليس الهدف تعبئة برنامج المهرجان بكل غث وسمين بل لابد ان يكون الهدف طرح موضوعات مناسبة وتلبي رغبات المواطنين وزوار المدينة المنورة،
تخصيص المواقع
ويرى فهد بن عتيق المغذوي احد منسوبي ادارة المطبوعات بفرع وزار الإعلام بالمدينة المنورة ان من أسباب تدني الحضور للانشطة الثقافية والمنبرية هو بعد مواقع تنظيمها عن وسط المدينة مما يصعب الوصول اليها احيانا ولحل هذه المشكلة يطالب بإنشاء قاعات خاصة لهذه الانشطة وسط المدن الرئيسية تشرف عليها امانة كل مدينة لاستضافة اللقاءات والندوات مقابل رسوم رمزية تدفعها الجهات المنظمة، وسيكون لهذا الاقتراح لو تم تنفيذه اثر جيد على زيادة الاقبال من المواطنين على هذه الانشطة مع التركيز الجيد على اختيار موضوعات مناسبة وحيوية لمناقشتها خلال هذه اللقاءات،
|
|
|
|
|