|
| مقـالات
حين يطرح أي كاتب فكرة ما توارى في مهدها لسبب أو لآخر ثم يأتي آخر يتبنى تلك الفكرة بعد عدة سنوات وينجح فيها فهذا يعني أن الظروف أصبحت مواتية بصورة أفضل لمرحلتها الجديدة. وقد لفت نظري إلى هذا الموضوع ما ناقشه الصديق الدكتور عايض الردادي في زاويته بهذه الجريدة مع الدكتور محمد الهلاوي المدير العام لصندوق تنمية الموارد البشرية بناء على اللقاء الذي أجرته هذه الجريدة معه. وحيث انني لم أطلع على محتوى ذلك اللقاء ولا أعرف أي شيء عن ذلك الصندوق فاحسب انه من حقي أن أنوه بأن فكرة شبيهة بهذا الصندوق طرأت على ذهني منذ سنوات وقد عرضتها على الصديقين فهد العريفي وصالح الطعيمي وكنا نطمع بأن يتبناها الرئيس العام لرعاية الشباب سمو المغفور له باذن الله فيصل بن فهد رحمه الله لولا أننا تقاعسنا عن المضي في تنفيذ الفكرة لكنا البادئين بالنفع على شباب هذا الوطن ولست هنا ولا أظن زملائي يفعلون ذلك نطالب بحقوق تبني هذه الفكرة طالما أننا جميعا نهدف أولاً وقبل كل شيء إلى الوقوف إلى جانب شبابنا الذي يلاقي صعوبات جمة في سبيل خدمة وطنهم بعد أن تحقق لهم نيل الشهادات العليا التي من شأنها أن تساعد على دعم مسيرة هذا الوطن بسواعد أبنائه لا على أكتاف الوافدين مهما كانت جنسياتهم والذين يأتون بغية الانتفاع من وجود فرص التوظيف وهو من حقهم طالما لا يشكلون أي تعارض إذا كانت أجهزة التوظيف مخلصة ولا تتأثر بالضغوط والوساطات التي يشكلها بعض أفراد أجهزة التوظيف في بعض المصالح والشركات. وأضم صوتي في هذه المناسبة إلى صوت الزميل الردادي بأن يكون للصندوق بعض الفاعلية في التوظيف لا أن يكتفي بالتدريب ثم يتخلى عن مسؤولية إيجاد وظائف لأولئك المتدربين الذين هم أصلا من خريجي الجامعات والمعاهد وغيرها، إذ ينبغي أن يتسلح بقوة الرغبة العارمة حكومية كانت أو شعبية في إحلال السعوديين بدلا من المتعاقدين في شتى الأعمال إذ الواضح من التصريحات التي أعلنها سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية والرئيس الأعلى لجهاز القوى العاملة بأن توظيف السعوديين يمثل غاية قصوى و شعارا أمام كافة أجهزة التوظيف بل هناك ما يمكن أن يشكل عقوبات على الجهات التي يثبت تقاعسها أو تواطؤها في ذلك الاحلال أو إرغام الشباب السعوديين على ترك وظائفهم بالمضايقات المختلفة التي لا تخفى على أحد وهذا التعقيب ليس أكثر من تأكيد على المسعى الذي نستهدفه جميعا وهو إتاحة الفرصة أمام شبابنا الذين مازالوا يلاقون الصعوبات الجمة في سبيل الحصول على فرصة عمل من بينها أن أكثرهم أخذوا يخفون شهاداتهم الجامعية مكتفين بإبراز الشهادات الثانوية حتى تكون وسيلة ادعى لقبوله في الوظائف بمرتبات اقل وهو منتهى التنازل في سبيل هذه الغاية رغم انهم يطالبون بحقهم في العمل في وطنهم الذي يحرمون منه بسبب موقف بعض الأفراد الذين لا يشعرون بالوطنية والله الموفق.
للمراسلة/ ص. ب 6324
الرياض 11442
|
|
|
|
|
