|
| مقـالات
أن تصدر إذاعة الBBC البريطانية تعميماً إلى محرريها ومذيعيها باستخدام مصطلح )عمليات القتل المستهدف( بدلاً من )الاغتيال(.
إذا نفذت القوات الإسرائيلية عمليات القتل والإبادة لقيادات منظمة فتح والفصائل الفلسطينية الأخرى فهو أمر غير مستغرب على وسيلة إعلامية لها جذورها العريقة وتاريخها المشهود في العداء للعرب والمسلمين منذ أن كانت بريطانيا جاثمة على مساحة كبيرة من الوطن العربي .
ولكن المستغرب أن تورد وسائل الإعلام العربية هذا الخبر بلا تعليق أو )استنكار( لمضمونه فضلاً عن اتخاذ خطوات عملية تجاهه.
إن هذا التواطؤ السافر، المعلن بغير حياء أو خجل من الإذاعة البريطانية لما ترتكبه إسرائيل من وحشية عسكرية واغتيال وتصفية للناشطين في المطالبة بالحق الفلسطيني قد تجاوز حدود العقل والمنطق بما يستحق المبادرة في اتخاذ خطوات عملية لضمان عدم تكراره، والحد من تأثيره على الرأي العام، ذلك أن تكريس مثل هذه المصطلحات لا يقف عند حد التواطؤ مع إسرائيل فقط، بل يتعدى ذلك إلى تشويه الحقائق عما يجري على الأرض الفلسطينية وتضليل الرأي العام العالمي بعامة، والغربي بصفة خاصة، بما يؤثر على التعاطي الدولي مع القضية الفلسطينية.
إن حرب المصطلحات الإعلامية لهي أشد وأنكى من غيرها، ذلك أنها تسهم في تزييف الحقائق وتكريس الصور الذهنية المشوهة عن القضايا الساخنة، ولئن كان الصراع العربي الإسرائيلي مدعوماً بإعلام الغرب المتأثر بجذور العداء للعرب والمسلمين فإن على العالم العربي أن يتخذ موقفاً واضحاً تجاه هذا التشويه المتعمد لقضاياه الكبرى والمصيرية، موقفاً عملياً يتجاوز حدود الشجب والاستنكار، حتى لا يستشري الداء إلى الأبواق الإعلامية الغربية المتصهينة.
|
|
|
|
|
