| ملحق عشيرة
تقرير كتبه وصورة : حمّاد بن حامد السالمي
لم يكن دخول الملك عبدالعزيز الفيصل آل سعود رحمه الله إلى الطائف والحجاز حدثاً عادياً.. فالآثار السياسية والاجتماعية والثقافية التي ارتبطت بهذا الحدث غيرت وجه التاريخ في الجزيرة العربية بكاملها... وتوج هذا التغيير غير المسبوق في تاريخ الجزيرة العربية بإعلان توحيد البلاد تحت مسمى المملكة العربية السعودية عام 1351ه ومن مدينة الطائف العاصمة الصيفية لموحد المملكة وباني مجدها ولحكومته وحكومة أبنائه الملوك من بعده.
ومن آثار حدث الدخول الميمون للملك عبدالعزيز رحمه الله إلى الطائف والحجاز... هذا المخيم التاريخي في عمق الصحراء ..
فالملك الفاتح الباني الموحد ، توقف هنا على الضفة الشرقية لوادي العقيق من عشيرة، ثم خيّم وجعل هذا الموقع محطة له يتوقف عندها في رحلاته السنوية بين الطائف والحجاز ونجد ، إن حاجاً أو مصطافاً.
العام 1343ه ، بالتحديد في شهر جمادى الآخرة من العام نفسه شهد هذا المكان من عشيرة، أول رحلة للملك عبدالعزيز في طريقه إلى مكة. ثم أمر رحمه الله بحفر وعمارة الآبار هنا لسقيا البادية... ومن هذا التاريخ ، بدأ تاريخ عشيرة ، التي هي اليوم إحدى أكبر مراكز محافظة الطائف، فانتشر فيها العمران ، وتوسعت بما جد فيها من مرافق ومدارس وتجارة وأعمال وأنشطة مختلفة.
ابن الملك ، في مخيم والده
واليوم .. يقف صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني على هذا الموقع التاريخي الذي تحول إلى متنزه عام باسم (متنزه مخيم الملك عبدالعزيز) .. يقف زائراً ومتفقداً المكان الذي برز بهمة المليك وصبره وجلده على الترحال والتنقل في مفاوز بلاده..
ابن ملك يقف في مكان شكل قبل 79 عاماً بوابة توحيد واتحاد بين شطرين كبيرين لهذه البلاد في بداية تكوينها هما نجد والحجاز.
بعد 79 عاماً على بروز عشيرة ومخيم الملك المؤسس والموحد ، يقف ابن الملك هنا اليوم لا زائراً فقط ، وإنما ليشعل في هذه الأصقاع وما حولها ضياء الحضارة والرقي، ويبعث في حنايا السهوب ، دفء التطور والتحضر والتمدن.. الكهرباء التي أصبحت من ضرورات الحياة في الهجرة والريف مثل ما هو الأمر في المدن والقرى تماماً.
|
|
|
|
|