| الريـاضيـة
الإعلان التجاري إحدى وسائل ترويج السلع أو الخدمات التي تعرضها شركات ومؤسسات القطاع الخاص للعملاء.. لذا يبحث مسئولو التسويق في تلك الشركات والمؤسسات عن وسائط نقل مجدية لرسائلهم الإعلانية تتمتع بكثافة عالية جداً من مشاهدين أو مستمعين أو قراء بهدف إيصال الرسالة الإعلانية إلى أكبر شريحة ممكنة من العملاء للتعريف بمنتجاتهم أو خدماتهم بحثا عن مناطق تواجد القدرة الشرائية «الفئة المستهدفة»، بين التركيبة الديمغرافية للمجتمع، لهذا تخصص شركات ومؤسسات القطاع الأهلي للإعلان التجاري ميزانيات كبيرة تتولى إدارات التسويق توزيعها على مختلف الوسائط الإعلانية.
ولا شك أن الانفاق في مجال الدعاية والإعلان في الآونة الأخيرة وخاصة الإعلان المرئي شهد قفزة كبيرة في حجم المبالغ المصروفة عليه للتعريف بمنتجات أو خدمات تلك الشركات أو المؤسسات القائم منها أو قيد الطرح.
وتحظى المسابقات المحلية في كرة القدم بحكم أنها الرياضة الشعبية الأولى بأكبر قدر من مشاهدي التلفزيون السعودي من مختلف الفئات العمرية مما يشكل عامل جذب مهم يغري المعلن ويزيد من جدوى الإعلان ومردوده الإيجابي في زيادة المبيعات وتحسين الخدمات مما كوَّن قناعة لدى المعلن بأهمية الإعلان المرئي لذا تجده سخي الانفاق عليه انطلاقا من العلاقة الطردية التي تربط كلا الطرفين فكلما زاد الإنفاق على الإعلان زاد معدل المبيعات أو الخدمات لدى المعلن لأن هذا التوجه يعكس حقيقة التكامل بين المعلن والوسيلة الإعلانية التي تنطلق من الإنفاق على الإعلان مقابل إيصال الرسالة الإعلانية أو الإعلامية إلى جمهور المستفيدين «الإشهار».
وهنا اقترح أن يبدأ عرض الإعلان التجاري أثناء إقامة المباريات المنقولة تلفزيونيا رغبة في زيادة المردود المادي للتلفزيون السعودي مما ينعكس على إمكانية زيادة مقابل نقل المباريات التي يدفعها التلفزيون للأندية المحلية. ويمكن أن يصنف الإعلان التجاري على عدة أشكال منها الرعاية الحصرية للمباراة «معلن واحد فقط»، أو الرعاية بالمشاركة «وجود أكثر من معلن»، وفي حالة تعذر وجود أي منهما يمكن استخدام الشريط المتحرك أسفل الشاشة لعرض أكثر من إعلان لمنتجات عدة كما يمكن تحديد آلية عرض وشروط الإعلان من قبل التلفزيون. وقد أقدمت عدة دول على تبني الإعلان التجاري أثناء المباريات إلى درجة أصبحت الثواني فيها تدر مبالغ مالية طائلة ولنأخذ على سبيل المثال نهائي كرة القدم الأمريكية والأرقام المالية الفلكية التي تجنى منها.
إن تطبيق الإعلان التجاري أثناء سير المباريات سيجعل التاجر يبحث عن الأندية الأكثر شعبية وبالتالي يفضل عرض إعلانه في مباريات تلك الفرق ذات القاعدة الجماهيرية الكبيرة وأخص بالذكر مباريات الأربعة الكبار مع بقية فرق الدوري. فيما يقل الإقبال على الإعلان في الفرق الأقل جماهيرية، ولكي يتفادى مسئولو التلفزيون مثل هذا التفضيل يجب العمل بأسلوب العقد الشامل الذي يمنح المعلن قدراً من مباريات الأندية ذات الشعبية الكبيرة ويضمن حق الأندية الأقل شعبية عن طريق العمل بأسلوب النسبة والتناسب بين مباريات جميع الأندية وتطبيق سياسة الإعلان بضمان المردود المالي لجميع فرق الدوري السعودي مما يتيح للتلفزيون السعودي إيجاد مصدر دخل ثابت يعينه على تبني مفهوم التمويل الذاتي في مجال دعم الأندية مقابل النقل التلفزيوني للمباريات المحلية.
أما ما يخص مسابقة كأس ولي العهد بحكم قلة المباريات فانه ينصح باستخدام نظام مضاعفة قيمة الإعلان في كل دور ابتداء من دور ال16 وانتهاء بمباريات نصف النهائي. في هذه المسابقة تتساوى الفرص وتبقى مهمة النادي في استغلال حافز مضاعفة الدعم للانتقال من دور إلى آخر حتى بلوغ المباراة النهائية وبحكم الزخم الإعلامي المصاحب لتلك المباراة فإن أجر الإعلان فيها يجب أن يكون ثلاثة أضعاف أجر مباريات نصف النهائي على أن تكون أولية الإعلان في المباريات النهائية للشركات والمؤسسات التي أعلنت خلال الأدوار التمهيدية وفي حالة رغبة دخول معلن جديد فقط للمباراة النهائية يطلب منه دفع قيمة إعلان مباراة نهائية مضاعف ثلاث مرات. ويترك للمختصين في التلفزيون السعودي تحديد آلية الإعلانات التجارية أثناء سير المباريات المحلية بالتعاون مع المختصين في مجال التسويق.
نقطة أخرى مادام الحديث عن الإعلان وهي حول مدى استغلال سطح المنصة والدرجة الأولى باستاد الأمير فيصل بن فهد يرحمه الله وما يماثله من ملاعب أخرى بتركيب لوحات إعلانية من فئة «برزيما» ثلاثية الأوجه تمنح الفرصة لزيادة عددالمعلنين داخل الملعب الذي يرغبون في إيصال رسائلهم الإعلانية إلى جماهير الدرجة الثانية التي تشكل الغالبية العظمى من حضور المباريات بهدف ترويج منتجاتهم أو خدماتهم، كما أن قيمة الإعلان ستوجد مورداً مستمراً بعائد مادي مجزٍ يمكن تخصيص جزء بسيط جداً منه للمشاركة في بعض الأعمال الخيرية أو بعض أعمال خدمة المجتمع خاصة ذوي الاحتياجات الخاصة أو حملة مكافحة التدخين والقضايا ذات الاهتمام بمجالات الشباب بصفة عامة.
يتداول السوق الإعلاني السعودي حاليا بعض الأساليب التي لم يعتد عليها من قبل في مجال الإعلان منها على سبيل المثال الإعلان على بطاقات صعود الطائرة لركاب الخطوط الجوية العربية السعودية، الإعلان على فواتير الكهرباء، الإعلان على مغلفات فواتير الهاتف الجوال.. والقائمة تطول.. يبقى السؤال المهم «متى يبدأ الإعلان على تذاكر دخول المباريات المحلية؟!»، من وجهة نظري .. أن الطلب على الإعلان سيفوق كل التوقعات ... لذلك لماذا لا تمنح إحدى وكالات الدعاية والإعلان المحلية حق امتيار الإعلان على التذاكر؟ مقابل دفع تكاليف طباعة التذاكر وتوفيرها في نقاط البيع بحيث تتاح للجماهير فرصة الحصول على التذاكر من نقاط توزيع تتواجد في الأماكن ذات الكثافة السكانية العالية وإلغاء حصر بيع التذاكر من خلال نوافذ الملاعب على أن يتم تطوير نظام آلي لاحق يُمكِّن من طرح «التذكرة الموسمية»، التي تخول لحاملها دخول جميع المباريات وسوف يتم تناول موضوع التذاكر الذكية لاحقاً.
|
|
|
|
|